الطفل الإنطوائي
د. ناصر شافعي
من هو الطفل الإنطوائي ؟
و متى يمكن أن نطلق على طفلنا صفة " الإنطوائية " ؟
الطفل الإنطوائي :
هو الطفل الذي يحب العزلة و يتجنب الاختلاط بالناس .. ( يتجنب الاختلاط بالأطفال و بالأقارب ) و يفضل الأعمال الفردية الخاصة و يتجنب أي أعمال جماعية .. أي أنه الطفل المتمركز حول ذاته .
و هناك صفات أخرى قد تكون مصاحبة للطفل الإنطوائي مثل الخجل و الخوف و التشاؤم و القلق و كثرة النوم أو كثرة البكاء و الحزن و إدعاء المرض .
و لا شك أن إتباع طرق تربوية غير صحيحة من شأنه أن يجعل من الطفل إنطوائياً ..
و من هذه الأسباب :
¨ التعامل مع الطفل بعنف أو استخدام الضرب و القسوة كوسيلة لتربيته أو تعليمه أو إرشاده .
¨ كثرة التهديدات و التحذيرات للطفل .
¨ كثرة المشاجرات و المنازعات الأسرية خاصة إن كانت تحدث أمام الطفل و في حضوره .
¨ استخدام الأب أو الأم أو كليهما الصياح أو الصراخ و الأصوات العالية في المعاملات و المناقشات الأسرية .
¨ تكليف الطفل بأعباء أو مسئوليات أكبر من استطاعته و أكثر من إمكانياته .. و يمكن أن تكون كثرة الواجبات المدرسية و ضغط الآباء على طفلهم بضرورة أداءها على أتم وجه هي السبب .
¨ قد يتعرض الطفل لعوامل أو أسباب خاصة وليدة الظروف مثل وفاة أو سفر أحد الوالدين أو أحد الأقارب الذين يحبهم الطفل و يتعلق بهم .. أو حدوث مشكلة أو طارئ للأسرة تؤثر على شخصية الطفل .
¨ حرمان الطفل من الحب و الحنان و حاجته إلى مزيد من الرعاية و الاهتمام قد تدفع الطفل للانعزال و الانطواء .
كيف نساعد على حل مشكلة الطفل الانطوائي ؟
أولاً : داخل نطاق الأسرة :
× علينا محاولة معرفة الأسباب الحقيقية التي دفعت بالطفل للانطواء .. و البحث عن أي مشاكل أو ظروف أسرية أدت إلى ذلك .
× علينا الاهتمام باتباع طرق التربية السليمة و المبنية على أسس علمية .. فيجب أن يعامل الطفل – خلال مراحل عمره الأولى – معاملة متوازنة بين التدليل و الترفيه و الحزم و الشدة .. فالتدليل له أخطاره و آثاره الجانبية و أيضاً العنف الزائد و القسوة لها مشاكلها و أضرارها الكثيرة .
× تفادي كثرة الأوامر و التحذيرات و التهديدات للطفل حتى لا يصبح خائفاً من التعامل مع الأشياء و مع الآخرين و بالتالي ندفعه إلى العزلة و تفضيل التعامل مع ذاته و بالتالي يصبح إنطوائياً .
× تحقيق العدل و التوازن في معاملة الأبناء و المساواة في توزيع المحبة و العقاب .
× تفادي تعريض الطفل للمشاكل الأسرية و جو المشاجرات و المشاحنات فهي تدفع الطفل للانعزالية و الهروب من التعامل مع الناس .
× ضرورة الاهتمام بالعمل الجماعي و مساعدة الطفل على التعامل مع أفراد الأسرة و الأصدقاء و المعارف .
ثانياً : في المدرسة :
× يجب على الأخصائي الاجتماعي أو الأخصائي النفسي محاولة معرفة الأسباب الحقيقية ، التي دفعت بالطفل للانطواء .. و المساعدة على إيجاد الحلول المناسبة لحلها .. مع ضرورة إشراك الطفل في الأنشطة الجماعية و استغلال قدرات و طاقات الطفل في الأعمال الخلاقة و الإبداعية .
حقوق النشر محفوظة للمؤلف - حياة صغيري - القاهرة