الموضوع
:
نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه ’’ كزهر اللوز أو أبعد ’’..
عرض مشاركة واحدة
12 / 04 / 2009, 06 : 11 AM
رقم المشاركة : [
3
]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات
رد: نسيت غيمة في السرير / للشاعر الراحل محمود درويش من ديوانه " كزهر اللوز أو أبعد "
بعد التحية و الثناء على الشاعر طلعت سقيرق لأنه وضع بين أيدينا قصيدة جديدة متميزة لم أكن شخصيا أعرفها يسرني أن أبدي انطباعي وتفاعلي معها بعد قراءتها أكثر من مرة و قد لا يكون ماسأورد نقدا لكن مجموعة إنطباعات قارئة صادقة و عفوية.
أول ماتبادر إلى ذهني مع القراءة هو الصورة و الطابع الفني المختلف الذي يقدمه محمود الدرويش صاحب القصائد الوطنية و المليئة بوجدانه الفلسطيني,
لوحة سريالية
مرسومة بكلمات عربية درويشية ذكرتني بقصائد عالمية ومقاطع شعرية أخرى من بينها كلمات الشاعر الفرنسي بول إيلوار في قصيدته عيونك الخصبة:
لقد صنعنا الليل , أمسك بيدك و أسهر
أساندك بكل قواي
أنحت على صخرة نجمة قواك
أخدود عميق تنمو فيه طيبة جسدك
أردد صوتك الخفي و صوتك العلني
أضحك من المغرورة
التي تعاملينها كمتسولة
من المجانين الذين تحترمين و البساطة التي تستحمين فيها
وفي رأسي الذي يتفق بهدوء معك و مع الليل
أسحر بالمجهولة التي تصيرين
مجهولة تشبهك , تشبه كلما أحب
ويتجدد دوما .
يقال أن السريالية تعتمد على اللاشعور في الخلق و الإبداع وأظن هذا مايجعل القصيدة أو اللوحة أو أي منتوج فني سريالي يشبه الحلم في تكوينه : هناك واقع من الممكن تخيله و ترابط لكن منطق و أبعاد مختلفة..
ليس من الضروري البحث عن الرمزية أو دلالات الكلمات بقدر ما هو جميل الإستمتاع بخيال الشاعر و الصور التي يتيح لنا التعرف عليها وقد لا تكون خطرت ببالنا ابدا.
نسيت غيمة في السرير فغطيتها بالحرير
وقلت لها لا تطيري ولا تتبعيها
ستأتي إليك
في هذه السطور مثلا مشاعر حنين وحب و أمل غير مذكورة لكن يجسدها التمسك بالغيمة القادرة على التحليق و الطيران.
وفي الكلمات الموالية
:
ستدرك ما نسيت : غيمة في
سريري فترجع كي تستعيد تقاليدها
الملكية في غيمة
ألمس شخصيا تعبيراعن ثقة بالنفس مرتبطة بأمل ورغبة في عودة صاحبة الغيمة , رغبة تظل متأرجحة بين التحقق و عدمه و حسن التنبؤ أو خيبته لكنها تنم على أمل و ثقة.
تبدد الغيمة و بلل السرير شأنه شأن الكثير من الأبيات السريالية ففيه حقيقة من منطق و بعد واقعي :'الغيمة ماء و مطر..الغيمة تتبدد تختفي.'
"
وفيها أيضا مايشبه نهاية الحلم و الإستيقاظ منه هناك متمنيات و أحداث لكن النهاية مفاجئة و غريبة و قد تسخر من صاحبها.
أجد هنا أيضا تشابها مع قصيدة جاك بريفير الشهيرة:
'لك حبي"
ذهبت
إلى سوق العصافير
واشتريت
قفصا لك حبي
ذهبت
لسوق الزهور
واشتريت
زهورا
لك
حبي
ذهبت
إلى سوق نفايات الحديد
واشتريت
قيودا
قيودا ثقيلة لك حبي
وذهبت
إلى سوق العبيد
وبحثت
عنك
لكني
لم أجدك ياحبي.
تحياتي لكل من سيمرون منها أضعها على غيمة تتجول بين سطوري و تبلل جيب من يحاول أخذ قطعة منها تذكارا أو فضولا.
نصيرة تختوخ
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع نصيرة تختوخ المفضل
البحث عن كل مشاركات نصيرة تختوخ