14 / 04 / 2009, 02 : 07 PM
|
رقم المشاركة : [10]
|
شاعر نور أدبي
|
رد: ملف .. أنا القدس .. ميساء البشيتي
كل عام وأنتِ لي ..يا قدسي
قبل أربع سنوات وأربعة عقود انطلقت صرختي في فضائك يا قدسي ، صرخة ُرجاء ، أمل ٌجديد ٌ ولد ، حلمٌ آخر بعث في سمائك ، كنت أنا ، وُلدت بين أحضانك الدافئة ، حملتني ذراعاك الحنونتان وجابت بيّ مرحبة في قدومي كل الأزقة والحواري الضيقة ، أرضعتِني من ثديك الطاهر جلّ معاني الحب والوفاء وكل قيم التضحية والإباء .
كبرت بين يديك ولم تغفل عني عيناك ، ترعرت في حضنك الدافئ ولم تغب عني نظراتك ، كنت في كل مساء تضميني إلى صدرك وتأخذيني في غفوة نحلم فيها أنا وأنت ككل العذارى بذلك الفارس النبيل وحصانه الأبيض ورداء الملائكة وحكايات ألف ليلة وليلة ، كنا نحلم أيضا ً في الأمسيات الجميلة وليالي السمر وأرجوحة العيد ودبس الشتاء ورمان الصيف و
(لواوين ) الحرم.
إلى أن كانت تلك الليلة ، اختلف فيها لون السماء ، اهتزت الأرض تحت أقدامي الحائرة ، زلزل كل شيء من حولي ، ليلة ظالمة كانت تحركني ، تشدني ، تدفعني ، ليلة غاشمة كانت تحملني ، تجتثني من أرضي، من ملعبي ، من حضنك ، من بين ذراعيك ، تنتشلني بغضب ، بعنف ، بكراهية ، بحقد ، وترمي بأشلائي الصغيرة إلى الخارج .
نظرت حولي وقد تملكني الذعر ، تفقدت الأشياء من حولي ، بحثت عنك ، عن وجهك الملائكي ، عن عينيك اللتين لم تغفلا يوما ً عني ، أين أنت ؟ من أخذك مني ؟ من أخذني منك ؟ من ألقى بجسدي الصغير في الخارج ؟ من أوصد الباب خلفي ؟ من كتب على جبيني المنفى والشتات ؟
علمت فيما بعد أني مبعدة عنك ، منفية عن حضنك ،
وهذا الباب ، باب قلبي وروحي ، باب أملي وحلمي أصبح موصدا ً في وجهي ولن تطأه قدمي التائهة
مهما أوسعته طرقا ً وندبا ً وتوسلا ً .
غادرتك رغما ًعني ، ورغما ًعن قلبي وقلبك ، غادرت ولكنني يا قدسي حملتك في قلبي وفي فكري ، حملتك في أحلامي ، وصرت أحلم وحدي بذلك الفارس النبيل وحصانه الأبيض ، برداء الملائكة وأرجوحة العيد ، بدبس الشتاء ورمان الصيف ، بلواوين الحرم والعودة .
وفي كل عام أضيء شمعتي وحدي وأنتظرك ، أنتظر أن تأتيني ، أن تأتي في المنام ، في الحلم ، في الأمل ، كي نطفئها معا ً ، وتتمني معي كل الأمنيات السعيدة ، وأتمنى أنا أن تبقي لي يا قدسي .
كل عام وأنت ِ لي يا قدسي ، كل عام وأنت ِ لي يا قدسي.
|
|
|
|