النوم و اضطراباته عند الأطفال
د. ناصر شافعي
يعتبر النوم من الأساسيات و الضروريات لحياة أي شخص ، خاصة الأطفال .. و حصول الطفل على قدر مناسب من النوم في اليوم يعطيه الراحة اللازمة و يوفر له الصحة و الحيوية و النشاط في حياته اليومية .
ولقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين لا يحصلون على احتياجاتهم اليومية من النوم يكونوا أكثر قلقاً و اضطراباً من غيرهم من الأطفال الذين ينامون جيداً و لساعات تتناسب مع عمرهم. و بدون النوم لا يستطيع العقل أن يقوم بوظائف المختلفة بصورة طبيعية .
عدد ساعات النوم :
تختلف عدد ساعات النوم في الأطفال عنها في البالغين ، كما تختلف عدد ساعات النوم من طفل لآخر و من شخص لآخر .. و وجد أن الأطفال الذين ينامون عدد ساعات أقل لديهم قدرات عقلية أكبر و معدل نشاط و حركة أكثر من غيرهم من الأطفال الذين ينامون ساعات أكثر .. و في الأيام الثلاثة الأولى من عمر الطفل قد ينام الطفل من 20 – 22 ساعة كل 24 ساعة .. ثم تتناقص عدد ساعات النوم اليومي تدريجياً و تصبح في نهاية الشهر الأول حوالي 16 إلى 20 ساعة يومياً .. و بعد ذلك تتناقص عدد ساعات النوم تدريجياً بمعدل ساعتين كل أربعة شهور حتى تصل إلى حوالي 10 ساعات في نهاية العام الأول .
ويكون معدل نوم البالغين من 7 – 10 ساعات نوم في اليوم الواحد .
مراحل النوم الطبيعي :
ينقسم النوم الطبيعي إلى أربعة مراحل حسب النشاط الكهربائي للمخ .
المرحلة الأولى : و هي مرحلة الدخول في النوم ( أو النوم الحقيقي ) حيث تقل نبضات القلب و التنفس و تأخذ في الانتظام و تقل معها الموجات الكهربائية الصادرة من المخ .
المرحلة الثانية و الثالثة : تستمر نبضات القلب و حركات التنفس في التناقص و الانتظام حتى يدخل الشخص في مرحلة النوم العميق و هي المرحلة الرابعة والأخيرة حيث يفقد الشخص إدراكه و إحساسه بما حوله و يستغرق في عالم آخر من الاسترخاء و الأحلام . و الدخول إلى مرحلة النوم العميق أساسية لتحقيق الانسجام العقلي و الاسترخاء العضلي و انتظام أعضاء الجسم المختلفة .
النظام الميقاتي لأوقات النوم و الاستيقاظ :
أوجد الله تعالى بقدرته العظيمة على الخلق و التكوين نظاماً دقيقاً ينظم حياة الإنسان و يجعله يدرك أوقات الليل و النهار .. و لقد وجدت علامات و دلائل على وجود هذه الساعة البيولوجية الميقاتية في جزء من مخ الإنسان تنظم له إدراكه بالوقت و حاجته إلى النوم أو الراحة و الاستيقاظ و الحركة .. و هذه الساعة البيولوجية لا تكون كاملة الوظيفة في الطفل حديث الولادة و تزداد قدرتها على العمل و النضوج كلما ازداد الطفل في العمر و كلما ازداد تدريب الطفل على ساعات النوم و ساعة الاستيقاظ .. و تستطيع معظم الأمهات تدريب أطفالهم على تنظيم وقت و ساعات نومهم اعتباراً من الشهر الثاني أو الثالث من العمر .
الاحتياجات الأساسية لحصول الطفل على نوم هادئ مريح :
¨ لابد من وجود فراش هادئ و مريح ينام فيه الطفل و يتعود عليه . و لابد من وضع غطاء مناسب على الطفل عند نومه لحفظ درجة حرارة جسده في الحدود الطبيعية .. و نحذر الأم من المبالغة في تدفئة الطفل و وضع الكثير من الأغطية عليه حتى لا تتسبب في ارتفاع درجة حرارة جسمه فيؤدي ذلك إلى قلقه و اضطراب نومه .
¨ يجب الانتباه لضرورة أن يكون مكان نوم الطفل هادئاً و بعيداً عن الضوضاء و الأصوات المزعجة .
¨ يجب مراعاة أن تكون ملابس الطفل فضفاضة و مريحة .. فكثير من الأطفال تعاني من ضيق و قلق أثناء النوم بسبب ضيقهم من الملابس التي يرتدونها .
¨ لابد من التأكد أن الطفل غير مبلل أو متسخ .. و يراعى تغيير حفاظة الطفل قبل ذهابه إلى النوم مباشرةً .
¨ مراعاة أن يكون الطفل غير جائع .. و يفضل أن يأخذ الطفل بعض السوائل الدافئة التي تحتوي على أعشاب مهدئة للجهاز الهضمي قبل النوم مباشرةً .
¨ قد يتعرض بعض الأطفال للأحلام المزعجة أو المفزعة أثناء نومهم .
و هناك أسباب عديدة لهذه النوعية من الأحلام :
- تعرض الطفل للإيذاء أو الضرب أو الإهانة .
- تعرض الطفل لمشاكل أسرية و إصابتهم بأمراض نفسية .
- تخويف و ترهيب الطفل بالقصص المرعبة أو مشاهدته للأفلام المخيفة .
- ارتفاع درجة حرارة الجسم .
- النوم في الظلام الدامس .
¨ وجد أن الأطفال الذين ينامون باستغراق ينعمون بوجود روابط عاطفية و علاقات حب و مودة بينهم و بين أمهاتهم و أفراد أسرتهم .. بينما الأطفال الذين يصابون باضطراب أثناء النوم يعانون من الشعور بعدم الأمان في علاقاتهم مع أمهاتهم .
¨ هناك الكثير من الأمراض العضوية التي يمكن أن تصيب الطفل و تسبب اضطرابات في النوم مثل التهابات الشعب الهوائية أو حساسية الشعب الهوائية أو الحمى أو التهابات الجهاز الهضمي و المغص أو التهابات الأذن الوسطى أو غيرها من الأمراض العضوية .
كيف نقضي على اضطرابات النوم عند الطفل ؟
1. تهيئة الفراش النظيف في المكان الهادئ المناسب لنوم الطفل .
2. الكشف الطبي على الطفل لدى أخصائي الأطفال لاستبعاد وجود أي سبب عضوي لديه يسبب له هذه الاضطرابات .
3. في حالة عدم وجود أي سبب عضوي ، لابد من البحث عن أي أسباب نفسية و حلها و ذلك بتهيئة الجو الأسري السعيد و تحقيق رغبات الطفل المادية و العاطفية .
4. الابتعاد عن معاملة الطفل بعنف أو استخدام وسائل الإيذاء في معاقبته .
5. البعد عن تخويف الطفل و تهديده و تجنب القصص المخيفة أو مشاهدة الأفلام المرعبة أو التي تحتوي على مشاهد العنف و الإثارة .
6. التقرب إلى الطفل و تدريبه على أن ينام هادئاً في فراشه و يستمع إلى قصص جميلة أو موسيقى هادئة أو أدعية و كلمات تدخل الطمأنينة و السعادة إلى قلبه .
حقوق النشر محفوظة للمؤلف . د. ناصر شافعي . حياة صغيري , القاهرة .