باب ما جاء في الكذب على الله ورسوله
وقول الله تعالى : " ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً " الآية وقوله تعالى : " ويوم القيامة ترى الذي كذبوا على الله وجهوهم مسودة " الآية .
وفي الصحيحين عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن كذبا علي ليس ككذب على غير : من كذب على متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " .
ولمسلم عن سمرة بن جندب مرفوعاً : " من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحدالكذابين " .
باب ما جاء في القول على الله بلاعلم
وقول الله تعالى : " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها ومابطن " الآية قال أبو موسى : من علمه الله علماً فليعلمه الناس ، وإياه أن يقول مالا علم له به فيكون من المتكلفين ، أو يمرق من الدين ، وفي الصحيح عن ابن عمرو رضي الله تعالى عنهما مرفوعاً : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من قلوب الرجال ، ولكن يقبض العلم بموت العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " .
باب ما جاء في شهادة الزور
وقول الله تعالى : " واجتنبوا قول الزور " الآية عن ابن عمررضي الله عنه مرفوعاً : " إن الطير لتخفق بأجنحتها ، وترمي ما في حواصلها من هوليوم القيامة ، وإن شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يتبوأ مقعده من النار " .
ولهما من حديث أبي بكرة : " ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور" فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت .
باب ما جاء في اليمين الغموس
عن ابن مسعود مرفوعاً : " من حلف على مال امري مسلم بغيرحقه لقي الله وهو عليه غضبان " ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً " الآية أخرجاه .
ولمسلم عن أبي أمامة مرفوعاً : " من اقتطع حق امريء مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان " وفي رواية : " فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة " فقال رجل وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله قال : " وإن كان قضيباً من أراك " .
باب ما جاء في قذف المحصنات
وقول الله تعالى : " إن الذين يرمون المحصنات " الآية ولهما عن أبي هريرة مرفوعاً : " واجتنبوا السبع الموبقات قالوا وما هن يا رسول الله؟ قال : الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ،وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات " .
باب ما جاء في ذي الوجهين
وقول الله تعالى : " وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا آمنا " الآية
وقوله تعالى : " مذبذبين بين ذلك " الآية ولهما عن أبي هريرة مرفوعاً : " تجدون أشرالناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه " .
وعن أنس مرفوعاً : " من كان ذا لسانين جعل الله له يوم القيامة لسانين من نار " .
باب ما جاء في النميمة
وقول الله تعالى : "هماز مشاء بنميم " عن حذيفة مرفوعاً : " لا يدخل الجنة نمام " .
ولهما في حديث القبرين : " إنهما ليعذبان ومايعذبان في كبير بلى إنه كبير أما أحدهما فكان لا يستبريء من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة " .
ولمسلم عن ابن مسعود مرفوعاً : " ألا هل أنبئكم ما العضة؟ هي النميمة القالة بين الناس " .
باب ما جاء في البهتان
وقول الله تعالى : " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات " الآية عن ابن عمر مرفوعاً : " من قال مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال " قيل يا رسول الله وما ردغة الخبال ؟ قال : " عصارة أهل النار" . رواه أبو داود بسنده .
ولمسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعاً : " أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال : " ذكرك أخاك بما يكره " قيل وإن كان في أخي ما أقول قال : " إن كان فيه تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته " .
باب ما جاء في اللعن
عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه مرفوعاً : " إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يميناً وشمالاً فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى صاحبها الذي لعن ، فإن كان أهلاً وإلا رجعت إلى قائلها " رواه أبو داود بسند جيد .
وله شاهد عند أحمد بسند حسن من حديث ابن مسعود ، وأخرجه أبو داود وغيره من حديث ابن مسعود رواته ثقات لكن أعلى بالإرسال .
ولمسلم عن أبي برزة مرفوعاً أن امرأة لعنت ناقة لها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تصحبنا ناقة عليها لعنة " وله عن عمران نحوه .
باب ما جاء في إفشاءالسر
عن أبي سعيد مرفوعاً : " إن من أشر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه " وفي رواية : " أن من أعظم الأمانات " رواه مسلم .
وعن جابر مرفوعاً : " إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة " حسنه الترمزي . ولأحمد عن أبي الدرداء مرفوعاً : " من سمع من رجل حديثاً لا يحب أن يذكر عنه فهو أمانة وإن لم يستكتمه " .
باب لعن المسلم
عن ثابت بن الضحاك مرفوعاً : " لعن المسلم كقتله " أخرجاه .
وللبخاري عن أبي هريرة مرفوعاً : أنهم ضربوا رجلاً قد شرب الخمر فلما انصرف قال بعض القوم أخزاك الله ،قال : " لا تقولوا هذا لا تعينوا عليه الشيطان " .
باب تأكده في الأموات
عن عائشة مرفوعاً : " لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا " رواه البخاري .
باب ذكر قول يا عدو الله أو يا فاسق أويا كافر ونحوه
عن أبي ذر رضى الله عنه مرفوعاً : " لا يرمي رجل رجلاً بالفسوق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك " رواه البخاري .
وعن سمرة مرفوعاً : " لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولابالنار صححه الترمذي ، ولهما عن أب ذر مرفوعاً : " من دعا رجلاً بالكفر أو قال عدوالله ، وليس كذلك إلا حار عليه " .
باب ما جاء في لعن الرجل والديه
عن ابن عمر رضي اله عنهما مرفوعاً : " من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه ـ قيل : يا رسول الله ، كيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه ويسب أمه فيسب أمه " . أخرجاه .
باب النهي عن دعوى الجاهلية
ولما قال المهاجري يا للمهاجري! وقال الأنصاري يا للأنصار ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟ وغضب لذلك غضباً شديداً " .
باب النهي عن الشفاعة في الحدود
وقول الله تعالى : " ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله " الآية .
ولهما في حديث المخزومية : " أتشفع في حد من حدود الله ؟ " وفي الموطأ عن الزبير " إذا بلغت الحدود السلطان فلعن الله الشافع والمشفع وعن ابن عمرمرفوعاً : " من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره " .
باب من أعان على خصومة في باطل
وقول الله تعالى : " وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونواعلى الإثم والعدوان " الآية وقوله : " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ، ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها " الآية .
عن ابن عمر مرفوعاً : " من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره ، ومن خاصم في باطل وهو يعلم أنه باطل لم يزل في سخط الله حتى ينزع . ومن قال في مسلم ما ليس فيه حبس في ردغة الخبال، حتى يخرج مما قال " قال : قيل يا رسول الله وما ردغة الخبال ؟ قال : " عصارة أهل النار " وفي رواية : " ومن أعان على خصومة في باطل فقد باء بغضب من الله عز وجل " رواه أبو داود بسند صحيح .
باب من شهد أمراً فليتكلم بخير أوليصمت
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمراً فليتكلم بخير أو ليسكت " رواه مسلم .
باب ما يحذر من الكلام في الفتن
عن ابن عمر مرفوعاً : " ستكون فتنة تستنظف العرب قتلاها في النار اللسان فيها أشد من وقع السيف " رواه أبو داود ـ وله عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : " ستكون فتنة صماء ، بكماء عمياء اللسان فيها كوقع السيف " .
باب قول هلك الناس
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : " إذا قال الرجل هلك الناس فهو هالك " رواه مسلم .
باب الفخر
وقول الله تعالى : " أنا خير منه " الآية ، عن عياض بن حمار مرفوعاً : " إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر على أحد ولا يبغي أحد على أحد " رواه مسلم .
وله عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أربع في أمتي من أمرالجاهلية لا يتركونهن ـ الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ،والنياحة على الميت ، وقال ـ النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب " وللترمذي وحسنه : " لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي ، أو فاجر شقي ، الناس بنو آدم، وأدم خلق من تراب " عبية بتشديد الياء وكسرها الكبر والفخر .
باب الطعن في الأنساب
عن أبي هريرة مرفوعاً : " اثنتان في الناس هما بهم كفر ، الطعن في الأنساب ، والنياحة على الميت " .
باب من أدعى نسباً لنسبه
ولهما عن سعد مرفوعاً : " من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ـ ولهما عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كافر " ولهما عن علي مرفوعاً : " من ادعى إلى غير أبيه ، أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ،لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلا " .
باب من تبرأ من نسبه
عن عمروا بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً : " كفر من تبرأ من نسبه وان دق أو ادعى نسباً لا يعرف " وللطبراني معناه من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولأبي داود وابن حبان عن أبي هريرة مرفوعاً "أيما امرأة أدخلت على قوم ما ليس منهم فليست من الله في شيء ولن يدخلها جنته ، وأيما والد جحده ولده وهو ينظر إليه إلا احتجب الله عنه يوم القيامة وفضحه على رؤوس الخلائق من الأولين والآخرين
يتبع