الموضوع: وردة ريلكة
عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 04 / 2009, 51 : 03 PM   رقم المشاركة : [1]
سلوى حماد
كاتب نور أدبي مضيئ
 





سلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant futureسلوى حماد has a brilliant future

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

وردة ريلكة

منذ فترة قمت بزيارة معرض الكتاب في أبو ظبي ولفت نظري ركن الإصدارات المترجمة في احد دور النشر هي إصدارات عالمية لكتاب غربيين انجليز والمان وفرنساويين ، تصفحت مجموعة من الكتب ولفت نظري كتاب للشاعر الألماني راينر ماريا ريلكه ، تصفحته بسرعة ولفت نظري البعد الإنساني في كتاباته.
أذكر لكم موقف لهذا الشاعر والتى سأبني عليها لاحقاً موضوع للحوار.

أقام الشاعر الألماني ريلكه فترة في باريس.
و كان يمر صباح كل يوم في شارع مزدحم و هو ذاهب إلى الجامعة بصحبة صديقة فرنسية.
و كانت هناك متسولة تجلس جامدة كتمثال عند إحدى زوايا هذا الشارع. و كان يراها دائماً في المكان نفسه، تمد يدها و عيناها تنظران إلى الأرض.

لم يكن ريلكة يعطيها شيئاً ، بينما كانت صديقته تعطيها غالباً بضعة فرنكات.
و ذات يوم، سألته الشابة الفرنسية مندهشة:
"لماذا لا تعطي شيئاً لهذه المسكينة ؟"
فأجاب الشاعر:
"يجب أن نعطيها هدية لقلبها و ليس ليدها"

و في اليوم التالي ، مرّ ريكله و معه زهرة رائعة قد بدأت تتفتح ، ووضعها في يد المتسولة ، و تظاهر أنه يتابع طريقه ، فحدث حينها ما لم يكن متوقعاً.
رفعت المتسولة عينيها، ونظرت إلى الشاعر، ثم وقفت بصعوبة و أمسكت يد الشاعر و قبلتها، ثم مضت و هي تضم الوردة الجميلة. و لم يرها أحد طوال أسبوع.

و في اليوم الثامن، عادت إلى مكانها المعتاد، ساكنة جامدة كما من قبل.
فسألت الفتاة الفرنسية:
"ممّ عاشت كل هذه الأيام؟"
فأجاب الشاعر:
"من الوردة"

نظراً لإنني أهتم كثيراً بالعلاقات الإنسانية ومدى تأثير هذه العلاقات على سلوكياتنا كأفراد،
اخترت ان يكون موضوع الحوار اليوم في هذا السياق " تأثير التواصل الإنساني على سلوكياتنا كأفراد"

سأضع بعض الأسئلة لتكون ركيزة لهذا الحوار

- هل علاقتنا في هذا الوقت هي كعلاقات الأفراد في الخمسينات على سبيل المثال؟
- ما التغير الذي طرأ على طبيعة العلاقات الإنسانية ؟ ومالسبب في ان العلاقات الأن يغلب عليها الطابع المادي البحت؟
- مالذي نحتاجه كآدميين حتى نعيش متصالحين مع أنفسنا وسعداء مع الآخرين؟
- مالذي يربطنا كبشر؟ هل الماديات وحدها كفيلة ببناء جسوراً من المحبة أم ان التواصل الإنساني فقط هو من يبني هذه الجسور أم كلاهما معاً؟
- هل بالخبز وحده يحيا الأنسان؟ أم أن الكلمة الطيبة ، اللفتة الإنسانية كلفتة ريلكة ضرورية لإحياء انسانيتنا؟

أحياناً كلمة طيبة أو موقف انساني راقي يرفعنا الى القمة ، واحياناً تصرف لا إنساني يهوي بنا الى سابع أرض مخلفاً حطام آدمية ، هذا يجعلني متأكدة بإن للعلاقات الإنسانية مفعول السحر في حياتنا كبشر.

وردة ريلكة بمفهومها الإنساني هي أثمن بكثير من كل الماديات لإنها خاطبت الحس الإنساني الذي يغيب عن أعين الكثيرين.

في انتظار تفاعلكم مع الموضوع ،

لكم محبتي،


سلوى حمّاد

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع سلوى حماد
 
أتنقل بوطنِ يسكنني ولم اسكنه يوماً
فلسطين النبض الحي في الأعماق دوماً
سلوى حماد غير متصل   رد مع اقتباس