لم أع الفرحة يوما
مذ توالت النكبات على رأسي
وأنا أسكنك وأنت تسكنيني
ينفض الجميع من حولي
إلا أنت تقبعين في سنيني
والآن أنا ذاهب للقبر وحدي
لن أرقد في حضنك أبدا
ولا لا لن تكفنين ِِ
سأخلع عني خيمتي
سأخلعك ... فاخلعيني
كهل أنا في الخمسين
أرفع رأسي إلى السماء
أستسقي الغيمة علها تروي ظمأى
ماء الأرض لم يعد يرويني
خمسون عاما ً وأنا أشرب
من دمع عيوني
الماء مالح في حلقي
تكاد لملوحته تجف شراييني
لم يعد البقاء يجدي
داخل خيمة مزقتها السنين
سأخلع عني خيمتي
سأخلعك .. فاخلعيني
كهل أنا في العشرين
أورثني أبي بندقية
ونهرا ً من الدماء المسفوحة
ورقعة من الأرض
ويضع شجيرات من الزيتون
وترك لي وصية
أذهب فقاتل حتى تموت
لم أرى من عالمي
سوى جدر عالية
وأغلال سجين
وذات تؤرقني ..تقض مضجعي
تطالبني بعودة اللاجئين
سأخلع عني خيمتي
وسأمض ِ ِشهيدا ً يروي الأرض بدمه
ويرفع اسمك عاليا ً يا فلسطين
سأخلع عني خيمتي
سأخلعك ... فاخلعيني