لا شك بإن الإبحار في فضاءات الأدب والفن للثقافات الأخرى هو إثراء للذائقة ، فالذائقة هي فضاء لا حدود له ، هي تلك المساحات الشاسعة التى تستوعب كل إبداعات البشر بلا تمييز عاملها المشترك الوحيد هو الحس الإنساني.
جاء اختيار الدكتور البرجاوي للوحة الموناليزا هنا تأكيداً لما ذكرت اعلاه ، بالرغم من إن لوحة الموناليزا او الجيوكندا هي عمل أوروبي ، فالفنان الذي أبدعها هو الرسام الإيطالي ليوناردوا دافينشي ، وصاحبة الإبتسامة المحيرة هي سيدة اوروبية إلا ان اي من متذوقي الفن الراقي مهما كانت جنسيته لا يستطيع إلا ان يٌبدي دهشته لهذا العمل الرائع.
لي مع لوحة الموناليزا قصة ترجع الى سنوات بعيدة ، عندما كنت في المرحلة الإعدادية كانت المدارس في ليبيا تشهد نهضة ثقافية كبيرة ، وكانت تقام مسابقات ثقافية بين المدارس ، كنت ضمن فريق مدرستي المكون من ست طالبات، وكانت الأسئلة تتوالى علينا وعلى الفريق المنافس في لجنة التحكيم وتساوينا حتى السؤال الأخير الذي كان سؤال الفصل بيننا وبين الفريق الأخر، كان السؤال هو " من الرسام الذي رسم لوحة الموناليزا وما الاسم الأخر لهذه اللوحة؟"
قمت بالإجابة على السؤال وسط تصفيق عال من الحضور ، وفازت مدرستي بالترتيب الأول وحصلت على جائزة تكريمية خاصة من المدرسة كانت عبارة عن ساعة يد.
المعلومات عن هذه اللوحة حصلت عليها من مجلة العربي المشهورة بمعلوماتها القيمة والتى كنا نحرص على قراءتها.
عودة للموضوع ، وتحديداً لوصف الدكتور هشام للوحة والذي كان وصفاً شاملاً جامعاً لكل المواصفات الجميلة التى اجتمعت في نساء تميزن عن غيرهن في عصور مختلفة،
حقيقة أدهشتني باقة الصفات التى اقتطفتها لنا دكتور ، يا ترى هل من الممكن ان تجتمع كل هذه الصفات في امرأة واحدة؟.
عندما أنظر لهذه اللوحة المحيرة يطرق عقلي تساؤلات عدة ، كيف استطاعت صاحبة الصورة ان تبقي ابتسامتها كل الوقت حتى يستطيع ان يرسمها دافينشي؟ حسب علمي ان اللوحة استغرقت حوالي الثلاث سنوات لإكمالها وكان الرسم في ذلك الوقت يعتمد على النقل الحي وليس التصوير كما يحدث هذه الأيام.
يا ترى ما هي طبيعة العلاقة بين الرسام والموديل عندما تجمعهما رحلة تأملية يومية؟
وهل المشاعر لها دور في وضع اللمسات السحرية على العمل الفني؟ هل أحب دافينشي هذه السيدة ولذلك وضع عصارة احاسيسه التى خلدت اللوحة حتى يومنا هذا؟
أشك في ان دافينشي كان يرغب في إتمام هذه اللوحة ، بلا شك هو أدمن هذه النظرة الساحرة الموشاة بحالة حزن آسرة.
د. هشام كعادتك تصر على ان تهدينا مواضيع مميزة من الطراز الملكي،
استمتعت بما قرأت كثيراً وفي انتظار جديدك لك مني باقة من الود والورد،
إحتراماتي ،
سلوى حمّاد