رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
[align=justify]
الأستاذة الحبيبة ناهد تحياتي..
بالتأكيد في بلاد الشام كلها من شمال سوريا إلى جنوب فلسطين كما في العراق جميعنا عشنا ونشأنا معاً والمسيحيون العرب في لبنان وسوريا خاصة والعراق وبلاد الشام عامة هم أرباب القومية العربية كما نعرف جميعاً ، كـأنطوان سعاده، أسد الأشقر، شبلي شميل، شبلي العيسمي، ميشيل عفلق، إلى آخره
ولو تحدثنا في المجال الأدبي الوطني واللغة العربية والقواعد فسيضيق المجال لكثرة الأسماء وما قدمته، وجزء كبير من مسيحيي بلاد الشام من الغساسنة وكما نعرف كل الغساسنة حافظوا على مسيحيتهم والمناذرة في العراق وبعض بلاد الشام قسم كبير منهم اعتنق الإسلام ثمّ انخرط معظمهم في الطائفة الدرزية.
الطائفة المارونية بالرغم من كل ما أشيع من بعض من خرجوا عن السرب العروبي حول أسطورة القومية الفينيقية ( أجدادنا العرب الكنعانيون اللذين شبههم اليونان بطائر الفينيق لما مرّ بهم من أهوال فكانوا فينيقييون الاحتمال والانبعاث من الرماد أحياء) فإن معظم الموارنة من الغساسنة وموطنهم الأصلي كان في الاسكندرونة السليبة شمال سوريا وجزيرة قبرص قبل التهجير والتغيير الديمغرافي الذي أجري عمداً وبالقوة والترحيل القسري عن جزيرة قبرص الشامية الأصل، ومن أجل هذا كان ما يعرف اليوم بجبل لبنان مع باقي السلسلة في سوريا وفلسطين وما كان يعرف من قبل بجبل الدروز اسمه الأصلي ( جبل العرب ) لأن سكانه كلهم من الأمراء المناذرة الدروز والغساسنة الموارنة وفيهم بعض الأمراء مثل أبي اللمع، وشهاب اللذين اعتنقوا المسيحية المارونية فيما بعد ( منهم رئيس الجمهورية اللبنانية السابق فؤاد شهاب وهم من أسرة الأمير بشير الشهابي الكبير الغني عن التعريف) والملامح العربية الغير مختلطة عند الدروز والموارنة واضحة تماماً ما عدا عائلات قليلة لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة منها على سبيل المثال لا الحصر آل الجميّل فهم أصلا من أقباط مصر وقد هاجر والد بيير الجْمَيِّل واسمه أمين جد الرئيس أمين من مصر إلى لبنان ، كذلك من الدروز آل إرسلان أصلهم فارسي أو غالباً أكراد.
هذه اللمحة وجدتها ضرورية أما حول طبيعة التعايش على مر العصور فهي من أروع ما يكون ، طبعاً وقع اطهاد على المسيحيين أبان الحكم العثماني الذي كان يميّز العربي المسلم السني عن باقي الطوائف والمذاهب، لكن لا دخل للمواطنين فيه.
ما خبرته بنفسي عن التعايش في القرى اللبنانية وعلى الرغم من الأحداث التي أخذت شكل طائفي كان ولم يزل التعايش من أروع ما يكون، فالقرية يحتفل أهلها بالأعياد المسيحية والإسلامية على حد سواء يزينون جميعاً القرية في الأعياد ويغسلون الطرقات ويمدون المصابيح على كل الدور وفي الأعياد على الجهتين الكل يحتفلون ويقيمون الدبكة ، وفي أفراحهم يشارك الجميع وفي الأحزان القرية كلها حداد، حقيقة إلى حد أنه أحياناً من الصعب أن نميز بين المسيحي والمسلم خصوصاً لو أخذنا بعين الاعتبار أن الجيل القديم كانت السيدات المسيحيات في القرى أيضاً لا يكشفن عن شعرهن بحيث لا يوجد اختلاف حتى في المظهر.
من جهة أخرى كنت قد أجريت بحثا في بعض القرى عن تاريخ العائلات وتعمقت في بحثي لطبيعته وكل ما استطعت العثور عليه من مراجع كانت غزيرة في حينه ووجدت عدد غير قليل من العائلات قسم منهم مسلم وقسم مسيحي.
وفي الختام أسماء كبيرة مشرقة نعتز بها ونفخر
من منا لا يحفظ سيرة المطران كبوجي ؟
من منا لا يحب ويعتز بالأب عطالله حنا؟
ومن منّا لا يعتز بسهى بشارة؟
ومن منا لا يطرب بجوليا بطرس وهي تستصرخ ضمير العرب والعالم ومارسيل خليفة وهو ينشد قصائد شاعرنا الراحل محمود درويش ؟؟
من منا لا يطرب لإبداع الرحابنة في إحياء التراث العربي والأندلسيات ويغني للقدس وبيسان ويافا وحيفا وعكا بدموع العين مع فيروز وينشد معها: " الآن الآن وليس غداً أجراس العودة فلتقرع " ؟؟
بل وكيف لنا ألا نصون عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه لأهل ذمته وكيف نخضع لمشيئة الاستعمار ونمزق هذا النسيج ؟؟
شكراً لك أستاذة ناهد دمت وسلمت
[/align]
|