رد: المسيحيون العرب: الواقع والدور
[align=justify]
تحياتي أديبنا وشاعرنا الأستاذ طلعت
لا أستطيع أن أضيف على ما تفضلت بإيراده وتأكيده بشأن اخواننا المسحيين العرب
السلام والرغبة بالسلام لبني البشر بالطبع لا يعني التنازل عن الوطن وأرض الوطن وفق تطبيق دعاوى الاستسلام الذي فرضته المجازر الصهيونية، واعتبار استعمار بلادنا أمراً واقعاً نهائياً، والذي يرتدي ثوباً يهوديا كما ارتدى بالأمس ثوباً صليبياً وبينهما ثوباً إسلامياً تركياً واقتطع لتماس حدوده عند رحيله جزء من بلادنا ما زال محتلاً وهو " لواء الاسكندرونة" وضيّع جزيرة قبرص بعد أن فرغها من العرب تماماً وهذا ما فعله الفرس أيضاً في عربستان وجزر الإمارات الثلاث وهو ما يفعله أكراد الباشمركة بحماية الاستعمار الأميركي في العراق من اعتداء وترويع وطرد لمسيحيي العراق واقتطاع الكثير من المناطق وضمها إلى كردستان.
هو ما سعى له صهاينة ما يسمى بإسرائيل في التغيير الديمغرافي بالقوة لكن حساب الحقل لم ينطبق معهم على حساب البيدر، ونحن نعرف أن أرباب الصهيونية اليهودية الإسرائيلية علمانيون يدّعون التدّين لغسل أدمغة بسطاء اليهود عاطفياً لما للعقيدة من تأثير عاطفي والسيطرة عليهم وضمان تبعيتهم لهم، فالاستعمار يتسلح بقناع العقيدة ويرتدي ثوبها ليس إلا، لكنه يبقى استعماراً عنصرياً وإن تقنع بقناع ديني، ويبقى هناك فرق كبير بين الغريب المستعمر وأبناء الوطن والعرق وتنوع العقائد فيما بينهم ، فذلك عدوي وهذا ابن أمّ وعرق ودم وشريكي في الوطن والمصير.
للأسف التعصب مثل شوك الأرض شرارة صغيرة من النار تشعل فيه حريقاً كبيراً بإمكانه أن يحرق الأخضر واليابس.
كلنا نريد فلسطين، كلّ فلسطين ولو بعد ألف عام لن نرضى ولن نصالح المستعمر الغاصب على متر واحد من أرض الأجداد تحت سلطة الغرباء فهذا حقنا وكرامتنا ومن يتنازل عن وطنه كل أو جزء في عرف الإنسانية خائن.
المسيحي الفلسطيني عانى ما عاناه المسلم الفلسطيني ولم يفرق الاستعمار الصهيوني ومجازره بينهما وكلنا سمعنا ونعرف في مشروع تهويد القدس تحديداً ومصادرة الأراضي ماذا جرى ويحصل حتى لأراضي تملكها الكنيسة ومن مشاعها.
من جراء الإعلام يستغرب ويندهش الكثير من الناس في الغرب حين يقابلون مسيحي فلسطيني ( وهذا حصل مراراً لي حين أعرّف عن صديقة مسيحية فلسطينية ) طبعاً لأن الإعلام الصهيوني يسوّق الأمر وكأنه بين اليهود والمسلمين.
قلت مرة لإحداهن: لما تستغربين أوليست فلسطين مهد المسيحية ؟؟
وهذه النقطة يجب أن ينتبه لها الجميع وسبق وحذر الأب عطالله حنا مما ترمي إليه من تقزيم للقضية من سرقة وطن إلى مجرد خلاف على الأرض بين اليهود والمسلمين.
أما الطمس الأكبر فهو طمس يهود فلسطين وعدم الاعتراف بيهوديتهم وأقصد هنا بالطبع " يهود السامرة" وحصرهم ببؤرة ضيقة من الجهل والتخلف والأميّة المرتفعة جداً عندهم، يعيشون في نابلس وما زالوا منذ آلاف السنين، بينما يتم تعريف الاستعمار الصهيوني عنهم أنهم ليسوا من اليهود الأصلاء وإنما من بقايا الأمم التي حاربت اليهود في حين أن تاريخهم وتسلسلهم الوراثي يثبت أنهم من سلالة سيدنا هارون عليه السلام وهؤلاء لا يعترفون بالتلمود وماجاء فيه ولابجبل صهيون ويعتبرونها بدعة استعمارية ولا بهيكل سليمان عليه السلام، إنهم فلسطينيون مناهضون للاستعمار الصهيوني ومنهم في جبهة التحرير ويعانون الأمرين من سلطات الاحتلال وهم معرضون فعلاً للإبادة وأعدادهم في تناقص مستمر مثلهم مثل المندائيون في العراق اللذين يعودون لنفس النسب ويعانون وفي طريقهم إلى الانقراض.
لم أقصد الابتعاد عن موضوعنا الأساسي فأرجو معذرتي ولعلنا نفتح حواراً مخصصاً لهذا الموضوع
لك كل الشكر والتقدير
[/align]
|