بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أديبتنا الغالية الأستاذة هدى نورالدين الخطيب.
أخواتي اخوتي الأعزاء في أسرة نور الأدب.
أجمل تحية وسلام
[align=justify]موضوع هذه المناقشة حساس جدا والخوض فيه لايخلوا من مخاطر الانزلاق الى غير الهدف الذي طرح من أجله.
مع الأسف الشديد اننا نسمع بعض الأصوات التي تميز وتفرق بين مسلم أو مسيحي، أو بين سني وشيعي، أو بين درزي وكردي، والقائمة طويلة، في مجتمعنا العربي.[/align]
[align=justify]من تجربتي الخاصة، وفي البيئة التي نشأت وتربيت فيها، البيئة الفلسطينية في سوريا الحبيبة، في الحي والمدرسة، في التعامل اليومي لم نميز يوما بين هذا وذاك بناء على دينه أو طائفته، لان تعاليم ديننا السمح وتربيتنا القومية تحثنا على التآخي والوحدة، وتنبذ التعصب والفرقة والتمييز.[/align]
[align=justify]واذا ماعدنا للذاكرة التاريخية والانسانية نجد أن التعايش في معناه وبعده الايجابي شكل على مدى تاريخنا خبرة ضمن الاطار الحضاري للبيئة العربية في أشكاله المتعددة وضمن تجارب وتراكمات رائدة في سبيل مجتمع متساو ومتكافئ.[/align]
[align=justify]المسلمون والمسيحيون، لايمكن فصلهما عن الحضارة العربية، قد ساهموا معا في تطوير وتجذير وتفعيل الإرث التاريخي للأمة العربية وكان أساسه العيش المشترك والتعاون الأخوي الايجابي البناء.[/align]
[align=justify]التفرقة من صنع وسياسة الاستعمار، لافرق بين الاديان في وطننا والتاريخ يشهد بذلك، أصولنا واحدة فكثير من مسيحيي الشرق ينتمون الى القبائل العربية المسيحية ماقبل الاسلام، وهم يفخرون بعروبتهم وانتمائهم.[/align]
[align=justify]لقد سبقني الاخوات والاخوة هنا من ذكر لبعض أدوار شخصيات مسيحية على المستوى العلمي والاجتماعي والسياسي، وهي كثيرة ولايمكن فصلها عن تاريخنا المشترك، فالتعددية ميزة ونعمة يفتخر بها أي مجتمع متسامح يسمو ويعمل من أجل الوطن الواحد، لقد تميزت أمتنا العربية بتلك الصفات على مر العصور، وما علينا الا أن نحافظ عليها ونصونها من الحملات الضارية ضد هويتنا القومية وحضارتنا العربية.
ومن واقع قضيتنا المركزية فلسطين وتحديدا قضية تهويد مدينة القدس،[/align]
هل يفرق الصهاينة في عملية التهجير والبطش وهدم المنازل وتفريغ الاحياء من سكانها بين عربي فلسطيني مسلم أم مسيحي؟
هل عمليات الإبعاد والنفي فرقت بين مسلم ومسيحي؟
أمثلة كثيرة: وما المطران المناضل هيلاريون كبوجي، مطران القدس للروم الكاثوليك إلا نموذجا صارخا لعدم التمييز في الدور والعمل واسلوب التعامل.
[align=justify]عندما غادر المطران كبوجي مدينة القدس الى منفاه مرغما قال: :" إنني الآن في المنفى ولو كنت في روما عاصمة الكاثوليكية ،فإذا تركت وطني زرعت روحي في القدس على أمل العودة كما تزرع حبة الحنطة فإذا لم تدفن حبة الحنطة في الأرض تموت ،وأنا دفنتها بشرط حياتها وقيامتها ،إنني أعيش ألم الغربة والاستعداد لأمل العودة إلى وطني الأكبر،أي دنيا العرب، ومنه إلى الوطن الأصغر "القدس وفلسطين".
وفي منفاه ظهرت جهود لتعيين كبوجي مطرانا للبرازيل أو أمريكا الجنوبية ..لكنه ظل على موقفه محتفظا بلقب مطران القدس ،يدافع عنها بالكلمة والموقف في كل المحافل والمنتديات ،ويدعم صمود أهلها في وجه المجرمين الصهاينة.[/align]
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى ظل المطران يردد:"أنا مؤمن إيمانا لا يتزعزع بحتمية الانتصار والتحرير والعودة إلى القدس".
[align=justify]كلمة أخيرة.. هي دعوة صادقة أن نتمسك بمبادئنا وقيمنا وأن نعود لأصالتنا وجذورنا، ان تجربة العيش الأخوي المشترك في بلادنا العربية بشكل عام وأخص هنا فلسطين وسوريا هي تجربة رائدة رغم كيد الحاقدين، وبوحدتنا بكل أطياف الوطن سننتصر باذن الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/align]