[سها الشيخ]

نقاط تقاطع

لا نشعر بسرعة الدقائق والساعات والأيام التي تمضي من عمرنا , ربما لكثرة مشاغلنا في روتين الحياة اليومية .. أو ربما (على الأغلب ) كنا متعمدين ذلك خوفا من شعورنا بكآبة التقدم في العمر ...

أيا كان السبب ومهما بلغت سرعة الأيام فأنت لا تستطيع أن تلغي وجود محطات مررت بها في حياتك وسأخبرك بالسبب يا أخي ... كل يوم يمضي في حياتك سترى فيه أناس كثر , ستتحدث مع بعضهم وتكتفي بالنظر إلى البعض الآخر وستضعك الحياة في مواقف عديدة مع بعضهم تكون أنت بطلها أو تكون أنت شاهدا عليها .... وستقرأ جملا وعبارات في الشارع وفي الصحف وفي التلفاز وفي الكتاب و ........الخ في كل الأحوال تؤدي بك إلى الشعور الآتي : السكوت للحظة وفتح العينين والتفكير العميق السريع عندها يا أخي تكون قد وصلت إلى أو إن صح التعبير تكون قد رجعت إلى محطة من محطات حياتك بمساعدة كم هائل من السيالات العصبية يعيدك إلى تلك المحطة التي تتشابه فيها مع محطات الكثير من الآخرين في نقاط معينة استطيع أن أشبهها بنقاط التقاطع في زخرفة هندسية بين خطين مختلفين يتقاطعان لصدفة أو لهدف ما ثم يفترقان كل في طريقه التي حددها له المهندس مسبقا ....

هكذا نحن يا أخي .. ربما تتشابه محطات حياتنا مع محطات آخرين في نقاط تقاطع ولكنها تعود لتفترق من جديد باتجاهين متباعدين في كل مرة, تماما كما حدث معي ومعك أتذكر حينها قلت لي :أنت الآن تعيدين تجربتي في الحياة ولكنك في بدايتها ..أرجوك أكملي مسيرتك تماما كما فعلت أنا ..أنظري كم أنا سعيد الآن في حياتي فنهاية قرارك حتما سترسمها السعادة مثلي تماما .. لقد قلت ذلك يا أخي وأنت في غفلة تماما من أن نهاية طريق التقاطع تحكمها شخصية البطل في كل محطة .
أنا شخصيا أرهقتني الحياة بنقاط التقاطع هذه حتى أنني لأحزن على سيالاتي العصبية التي تبذل مجهودا مضاعفا لذلك ... فماذا عنك أنت عزيزي القارئ....!