القدس عاصمة للثقافة العربية
[align=justify]
جميل بل أخاذ أن تختار مدينة القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 ، حيث هي المدينة التي لا تشبهها أي مدينة ، والصورة التي تبقى متميزة عن كل الصور .. مدينة تجمع المقدسات والقلوب والمحبة والسلام ونشيد الأمان الذي يبدأ معها وينتهي بها .. منذ القديم كانت رائحة التاريخ الحافل بالعطاء ، وعلى مرّ التاريخ بقيت رائحة الحب الفلسطيني ، والنشيد الفلسطيني ، والرابط الذي لا يفرق بين سكانها مهما اختلفت الأديان أو تغيرت .. ويعرف كل من قرأ القدس على مدار سنواتها أنها المدينة التي كانت وما زالت لكل دين ولكل إنسان ، ما تعودت في يوم من الأيام أن ترد أحدا لأنها مقدسة طاهرة شديدة الانتماء لكل خفقة قلب ..يهواها من سكنها ن ويعشقها من عرفها .. وليس هناك في العالم كله مدينة ضمت من المقدسات ما ضمت هذه المدينة العريقة ..
عاش فيها الجميع متآخين متحابين متآزرين .. يشهد مسلموها ومسيحيوها أنها أعطتهم المعلم الحقيقي للالتقاء والتقارب وحتى الدفاع عنها ضد كل غاز .. على أرضها اختلطت الدماء التي سالت موحدة بين سكانها وهم يقفون في وجه الطامعين بهذه المدينة التي تعتبر مزارا لكل أصحاب الأديان .. وميزتها التي يعترف بها الجميع ،أنها ما أغلقت بابها في وجه حاج إليها أو زائر أو سائح .. وبدل أن تقدر كونها مدينة السلام ، كانت مطمع كل طامع ، فكم وقعت بين براثن هذا الاحتلال أو ذاك ، وكم عادت لعروبتها وأصالتها وميزتها ..وكان العدو الصهيوني الغاشم الأكثر طمعا بالمدينة ، والأكثر قبحا في محاولة نسف أصالتها وتاريخها وهويتها كي يقيم بدلا عن كل ذلك تاريخا مزورا ووجودا مصطنعا لا يقف لحظة أمام الحقائق الراسخة على الأرض ..
كم في هذه المدينة من تاريخ وأصالة وذهاب طويل في عمر الزمن ، لا تذكر شيئا مما فيها إلا وتتوارد على الخاطر آلاف القصص والحكايات وآيات الصمود وتحدي هذه المدينة الباسلة ، فإن ذكرت : المسجد الأقصى( الحرم الشريف) ، حائط البراق ، كنيسة المهد ، كنيسة القيامة ، طريق الآلام ، قلعة القدس ،كنيسة الجثمانية ، جبل الزيتون .. إلا وتجد نفسك أمام مفاتيح التاريخ كله .. مع أننا ذكرنا الجزء البسيط من الكل الكبير .. وما أكثر ما يوجد في مدينة القدس وما اطهر وما أروع ..
إن اختيار مدينة القدس لتكون عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 لهو محرك نداء يتبناه الجميع دون تفريق من أجل تحرير هذه المدينة من احتلال يسعى ويعمل على نسف كل جذر تاريخ لأنها المدينة التي تفضح كل أكاذيب الصهيونية ومقولاتهم التي ما استطاعوا خلال كل السنوات الطويلة الماضية أن يثبتوا شيئا منها ، فما كان منهم إلا أن أعملوا معول الفساد تهديما وحفرا وتخريبا كي يزول الوجه المشرق لهذه المدينة الرائعة ..
القدس عاصمة للثقافة العربية نداء ملح من أجل إعادة هذه المدينة إلى أصحابها الأصليين لأن وجه الزيف الصهيوني مهما استمر فلن يصل إلى شيء يثبت فيه كذبة من الأكاذيب .. والخشية أن يطال الخراب والتخريب الكثير من معالم القدس لأن الصهيونية ما وقفت ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام أصالة هذه المدينة ، وما تفعله وتبتدعه من شر يريد أن يطال المسجد الأقصى صار معروفا للقاضي والداني ولا يحتاج إلى برهان .. فلتكن عاصمة الثقافة العربية عاصمة يتحلق حولها الجميع لترد الهجمة الصهيونية الشرسة عليها بكل الوسائل الممكنة ..
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|