رد: أيها الفتى الأندلسي - في ميزان النقد للأستاذة نصيرة تختوخ
[align=justify]
الغالية أ. نصيرة تختوخ
تحياتي
لا أدري لماذا تدخلين على نصك نصا آخر لا علاقة له بما كتبت ، إلا إذا اعتبرت أن العنوان " الفتى الأندلسي " أو سانتياغو يعبر عن انك تأثرت برواية الخيميائي ( الكيميائي ) للكاتب والروائي البرازيلي باولو كويلو، ولا أجد فيما كتبت شيئا من هذا إلا إذا اعتبرت رحلة الفتى سانتياغو ، وبحثه عن الكنز الموجود أصلا تحت شجرة الجميز التي كان يجلس تحتها كثيرا في إسبانيا ، أي في موطنه وقريبا منه ، إلا إذا اعتبرت كل ذلك ، أو التناقض الحاد عند سانتياغو بين أن يقيم في إسبانيا وهناك بلده ومن ثم إلى جانب حبه/فاطمة ، أو أن يبحث عن الكنز مرورا بالمغرب ووصولا إلى الأهرامات بمصر ؟؟.. وإلى جانب ذلك بحثه عن المعرفة ، وتعرضه للكثير من المغامرات التي تفيده وتفيد معرفته ..قد صب شيئا في نصك ، لأن هذا بعيد عن الواقع فالفكرة عامة وليست ملك الرواية وحدها .. وإذا كنت يا عزيزتي تعتبرين أنّ الإنسان يبحث عن الكنز بعيدا مع انه موجود بين يديه ، مقولة الرواية ، فهذا خطأ ، لأنّ سانتياغو عندما يسأل الفارس الذي يدله / والفارس هنا يعود إلى تعدد في الشخصيات التي تعطي سانتياغو رموزا وإشارات / تجيب الريح هنا بما معناه لو أخبرك احد بذلك لما عرفت الأهرامات ..
ثم هناك شيء هام في رواية "الخيميائي " وغيرها هو تأثر باولو بالصوفية ، وربما بكل ما هو إسلامي ، وحتى عربي ..وهذا شيء صرح به هو ولم يقله أحد غيره .. فليس هناك تناقض بيننا وبين باولو كويلو ثقافة ومعقدا دينيا ..فهو لا يأتي بشيء غريب عن ثقافتنا ، لأنه كما قلت لك متأثر بكل ما هو عربي ، إلى جانب تأثره بالصوفية ..
طبعا هناك دعوة للبحث عن المعرفة في " الخيميائي " وهناك رموز وإشارات حتى في المقدمة التي قدم بها الرواية ، فحتى حديثه عن نرسيس الذي كان معجبا بجماله الذي كان يتأمله في البحيرة التي سقط فيها ونبتت من جسده زهرة النرجس ومعروف -لنا أساس كلمة " النرجسية "من خلال هذه الأسطورة - ، لا يأتي مجانيا .. فهناك بذرة تأمل موجودة عند سانتياغو ، رغم تباعد تركيبة الشخصيتين ..
يمكن يا عزيزتي أن تعدي هذه الرواية عربية بشكل ما ، من الأسماء " ملكي صادق ، فاطمة ، حسن ، وغيرهم " ومن الأمكنة التي تنقل فيها سانتياغو المغرب / طنجة ، والصحراء ، ومصر .. ومن الخيال والحلم وما إلى ذلك .. وسؤالي : ما دخل كل هذا بنصك ؟؟..
أذكر كل ذلك حتى لا تختلط على القارئ المسألة فيضيع ويعطي نصك مدلولات لا علاقة لها بالكيميائي .. فهذا شيء ، وهذا شيء آخر ، ولا يكفي الاسم الذي وضعته أصلا بين قوسين لتحويل العمل كله باتجاه نبع واحد .. قراءتك " للخيميائي " لا تعني أنّ نصك سقط في التكرار أو حتى التناص .. أرجو أن ننتبه لذلك ، لأنّ إشارتك هذه ستجعل كل قارئ للنص اسير حكم مسبق لست ِ بحاجة له ، كما أنّ نصك ليس بحاجة له ..
[/align]
|