| 
				
				رد: هل نحن أمة تقرأ
			 
 الأستاذة القديرة ناهد شما :بسم الله الرحمن الرحيم
 
 ماشاء الله .. لديكِ قدرة جميلة علي تحفيز الأعضاء الأفاضل للمشاركة و النقاش .
 وأسمحي لي بالمشاركات .. والإجابة على سؤالك الهام في ثلاثة محاور رئيسية :
 
 المحور الأول :
 هل الأمة العربية أمة لا تقرأ ؟
 
 الإجابة بمنتهى الصراحة و الوضوح .. نعم .. والدليل على ذلك النسبة العالية من الأمية الثقافية بين أفراد الشعوب العربية .. أمية في كل مجالات المعرفة و الحياة  و الدين والمعاملات ( للأسف الشديد شئ مؤسف و محزن للغاية !).
 
 ولكننا لا نستطيع أن ندرك نسبة القُراء إلى التعداد السكاني العربي .. للأسباب التالية :
 
 1. عدم إيماننا وعدم ثقتنا في أهمية و جدوى علم الإحصاء و التدوين والتسجيل والتوثيق في جميع مجالات حياتنا . لذلك فالتخطيط في أي مجال غير قائم على أسس علمية صحيحة .
 2. ليس لدينا إحصاء حقيقي للتعداد السكاني .
 3. ليس لدينا إحصاء صحيح و دقيق لأعداد الكتب و الصحف و المجلات و الجرائد , المطبوعة ثم المباعة ثم المقرؤة في العالم العربي !!!! (كارثة ) .
 4. ليس لدينا نسبة حقيقية للأمية في بلادنا !! ( كارثة أخرى ) .. والاضحوكة الكبرى هى في مقولة : لقد إستطعنا القضاء على الأمية تماماً .
 
 المحور الثاني :
 هل كنا جيل يقرأ ؟
 
 نعم كنا و مازلنا جيل يقرأ ..
 منذ طفولتي و حتي الآن الكتاب هو صديقي و رفيق حياتي الأول .. معرض الكتاب الدولي في القاهرة هو عيد حقيقي لمعظم أبناء جيلنا .. سور الأزبكية ( بميدان الأوبرا بالقاهرة ) حيث كانت تباع الكتب القديمة هو مغارة على بابا , التي بها الكنوز و الجواهر الثمينة النادرة . أتذكر الحاج " توفيق " رحمه الله , الرجل الطيب , صاحب كشك لبيع الكتب القديمة ( مكتبة خشبية متواضعة ) , حيث كنت أشتري منه مالذ و طاب من الكتب المختلفة في شتى مجالات المعرفة , ويحضر لي مختاراته الخاصة من الكتب التي يعلم أنها تستهويني و يهمني إقتنائها .
 
 سعادة غامرة و ثروة كبيرة أحملها عائداً إلى منزلي .. مجموعة كبيرة من الكتب يضمها و يحتضنها أربطة من الدوبار ( الخيط الغليظ الخشن ) , التي تترك آثارها على يدي و أصابعي لساعات طويلة .. وآثارها الجميلة على فكري و عقلي سنوات عديدة . أقضي بعدها ستة أيام ألتهم مجموعة الكتب القيمة , حتي يجئ موعد زيارتي الأسبوعية التالية لسور الأزبكية .
 
 للأسف الشديد إختفى منذ سنوات قليلة سور الأزبكية .. و أصبح البحث عن أمهات الكتب و جواهرها من الصعوبة بمكان و زمان . وضاع الكتاب وسط ضجيج وزحام العاصمة و البحث عن لقمة العيش , وغذاء البطون , لا العقول !! . هل تصدقوني لو قلت لكم , أن كل كتاب في مكتبتي الذاخرة أعلم متى و أين وكيف إشتريته ؟
 
 المحور الثالث :
 هل جيل هذه الأيام يقرأ ؟
 
 بالطبع لا ..
 الأطفال ليس لديهم الجديد و الجميل من الكتب .. وليس لديها الحافز الحقيقي لزيادة المعرفة .
 الشباب .. وجد الكثير من الملاهي التي تبعده عن الكتاب . . السينما .. الكوفي شوب .. نوادي البلياردو .. البلاي ستيشن .. الدردشة في النت .. تقليد سخيف ممسوخ لمنهج و طريقة الحياة الغربية . بالإضافة إلى غياب الكتاب و الجريدة الجذاب لفكرهم و تطلعاتهم و رغباتهم .
 الرجل الناضج و المرأة و الكهل و الشيخ .. ضاعت لديه مصداقية مايكتب في الكتب و المجلات و الجرائد .. وأنشغل بالبحث عن مخرج ضيق ( بصيص أمل ) لمشاكله و مشاغله اليومية التي لا تنتهي .
 
 لقد قال لي أحد الشباب مداعباً :
 " الفائدة الوحيدة لكتاب اليوم أن تضعه تحت رجل المكتب لحفظ الإتزان ".
 
 تحياتي وتقديري . د. ناصر شافعي
 |