الموضوع: الصغيران
عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 05 / 2009, 55 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
هيثم الشيمى
كاتب نور أدبي

 الصورة الرمزية هيثم الشيمى
 





هيثم الشيمى is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

الصغيران

الصغيران

لــ هيثم الشيمى5/17/2009




تركتنى لآخر . وتجاهلت الصغير الذى تمخضت عنه علاقتها بى . منذ زمن وهو حبيس تلك الحجرة المظلمة . تلك التى يمثل كل حجر فيها لحظة لى معها . فذاك يصور رؤيتى الأولى لها ، وذاك يروى همسة الحب الأولى ، وذاك عن اللحظة التى تعجرفت فيها على طرقات الهوى الرقيقة ، وذاك عن لحظة نمو الصغير فى أعماقى . كثيراً ما أتناسى وجوده لولا يداه الصغيرتان اللتان لا تلبثا أن تعبثا بزر الإضاءة فتشعل الذكريات . تذكرت أول يوم له بصحبتى ، كان ضئيلاً جداً و لم يبد لى للحظة أن ذلك الصغير فى طريقه للنمو . كنت كلما نسيتها بدا لى وكأن الصغير قد توقف عن النمو ، وتهدأ صرخاته ويتوارى فى ظلام الحجرة ، وحين تقتحم ذكراها عقلى ، بفطرة الصغار يشعل الضوء ويملأ المكان ضجيجاً . أحياناً اسأمه وأخرى أعشقه . تارة أشعر أنه يسكن أعماقى وأخرى أشعر بأنه دخيل على حجرتى المنيرة .


*************

لا أدرى أمرت السنون أم نما الصغير فجأة ؟! فاليوم يبدو لى وكأن عمره دهراُ ، والويل لى منه فى تلك الفترة ، فقد ظهرت الطلبات وتعلم الصغير الإلحاح . كنت كلما رأيته أٌشفق على حالى ، وكنت كلما تذكرتها كلما حنوت على الصغير .
لم أدر ما الذى حدث فى تلك الفترة فقد ظللت أهرب من أنغام الصغير تارة ، وأخرى أحتضنه فى شوق . وهو يواصل إلحاحه حتى لم أجد بداً من مناشدتها أن تنصت لألحانى على أوتار الصغير .

**************
لا أدرى ما حال الصغيراليوم! فهو فى حجرته المضاءة ، علَه ساكن لا صوت له ! أما أنا فأرقص طرباً ، فها انا أراها تسير وحيدة فى الطرقات على غير عادتها. لملمت شجاعتى وسرت نحوها لأول مرة بخطوات ثابتة وطلبت الحديث معها . جلست وإياها والقدر يعلن عن لقائى الأول معها . ظللت متلعثم ، أتحدث بالصمت وأقول المبهم ، وعيناها اللتان تجاوزا ضوء الشمس إشراقاً ترمقانى بنظرة وكأنها الحيرة ! أو لعلها التشفى على حالى!انتزعت نفسى من دوامة الارتباك وقدمت لها الصغير، ولا أدرى إن كان ما يبدو على ملامحها دهشة حقيقة أم تصطنع ؟! أتجهل وجود الصغير أم تنكره ؟! على كلٍ ، تركتنى وحيداً سوى من خيبة أملى وصغير جديد يبدو وجماً وكأنه الحزن . عرفته على صغيرى الكبير ، ولم أنس أن أوعز إلى الضيف أن يوسوس إلى الصغير بعدم جدوى تذكرها.

**************
على عكس المنشود تصادق الصغيران ، وتشاركا معاً الذكريات ، وكنت كلما أطفأت ضوء الحجرة أشعلاه وكلما حثثتهما على السكون تعاليا بالصراخ . طرأ لى أن أقتل صغيرى ، وأترك الوَجِمُ للوجم ، لكن خشيت على نفسى .
مرت الأيام كبيسةً وعقلى الشارد فى ضوء الحجرة المظلم . وبعد زمن طرأ لى أن أتعرف على فتاة أخرى فأجلب منها صغير آخر،أضواء حجرته مبهجة ، ولعلها تكون أسطع من ضوء حجرة الصغير . وبالفعل جلبت لنفسى أخرى عشت معها سنين وسنين دون أن تتمخض علاقتنا عن أية مشاعر. عشت معها منطوياً على نفسى وفى قلبى حب لا يزال ينمو وكبير وجم وكأنه الحزن .

**************

تمت بحمد الله تعالى

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 01 / 06 / 2009 الساعة 42 : 01 AM.
هيثم الشيمى غير متصل   رد مع اقتباس