الموضوع: رائحة صوتها
عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 05 / 2009, 37 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
عبد الوهاب الملوح
كاتب نور أدبي
 





عبد الوهاب الملوح is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: تونس

رائحة صوتها

لَيْسَ الصَّمْتُ غَيْبُوبَةً وَهْوَ لَيْسَ سُكُوتًا؛ تَرَكَ الْفِكْرَةَ تَسْتَلْقِي عَلَى أَرِيكَةٍ فِي الْفِقْدَانِ وانْشَغَلَ بِإِعْدَادِ قَهْوَةٍ عَلَى نَارٍ هَادِئَةٍ الْبُنُّ جَيِّدٌ والْغِيَابُ يَحْتَاجُ إِلَى رَائِحَةٍ تُؤَثِّثُهُ
الذَّاكِرَةُ ابْتِدَاعُ الأسَى؛ قَدَرَ أَنَّ لُغَةَ الصَّمْتِ أَقْدَرُ عَلَى تَلْبِيَةِ حَاجِيَاتِه الغَامِضَةِ لَكَمْ يَعْجَبُ مِنْ قُدْرَتِهِ عَلَى مُقَاوَمَةِ تَصَدُّعَ رُوحِهِ وَعَوَزَ نَفْسِهِ مَعَ كُلَّ الأَوْحَالِ الْتِي يَنُوءُ بِهَا؛ مُنْذُ يَومَيْنِ وَهْوَ يَسْكُر ,السُّكْرُ كِبْرِيَاءُ الْحِدَادِ وَبَاقَةُ تَعَازِي يُعِدُّهَا الجَسَدُ للِرُّوحِ المُعْوَزَةِ ؛كانَ مُجَرَّدُ تَذَكُّرِهَا يُؤَّرِّثُ في دَوَاخِلِهِ نَارًا خَلا إِنَّهَا انْطَفَأَت ْمُنْذُ نَسِيَ إِنَّهُ رَجُلٌ.
طَعْمُ الْقَهْوَةِ جَارِحٌ.هَاهُو يَعْدُو إِلَيْهَا آَتِيَةً مِنْ بَيْنِ ثَنَايا ذَاكِرَةٍ مُخْتَرِمَةٍ يَنْشُدُ ذَلْكَ الصَّفَاء فِي مَاءِ صَوْتِهَا وَيَتَقَرَّى ذَلِكَ الْهُدُوءِ الْمُطَمْئِنِ فِي حََْضْرَتِهَا؛راَئحَةُ صَوْتِهَا تَُِوجِّجُ الشَّوْقَ دَاخِلَه وَتَكِويهِ وَبِسُرْعَةٍ كَظَمَ نَحِيبًا أَوْشَكَ أَنْ يَسْتَوْلِي عَلَيْهِ أشعَلَ سِيجَارَةً ثَانِيَةً تأْسُرُهُ حَالَةً مِنَ الْوَجْدِ يَلَذُّ لَهُ أَنْ يُطِيلَهَاوَإِذْ تُطْلِقُهُ لاَ يَتَحَرَّرُ بَلَْ يَزْدَادُ انْكِسَارًا .
الْحُزْنُ لَوْنُ دَمِهِ وَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُعِدَّ هُدْنَةً مَعَ أَحَاسِيسِهِ؛ أَيُّ قَدَرٍ سَاقه إلَىَ هَذِهِ الْمَرْأَةِ أَوْ سَاقَهَا إِلَيْهِ.
سَيَكْتَفِي بِصَوتِهَا يُشْرِعُ لَهُ الأَبْوَابَ النَّوافِذَ فِي هَذا الْغِيابِ

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عبد الوهاب الملوح غير متصل   رد مع اقتباس