أنا و المرآة
في حين كانت المرآة تراقبني ذاك اليوم, كانت تبتسم لي و تقول من أنت و لماذا أتيت, شعرت عندها بخجل شديد و بكبرياء بنفس الوقت , فالخجل كان لأنني لأول مرة انظر الى نفسي في المرآة و الكبرياء لأنني أنا من ينظر الى نفسه.
ولكن كانت اللحظات الصعبة في ذاك اليوم عندما كانت تنظر الى بنظرة سخرية, وكأنها لم يعجبها الآنا , عندها بادلتها نفس الشعور و نظرت اليها بسخرية, وذهبت اليها و همست في أذنها و قلت لها ابتسمي من فضلك, فأنت من يعطيني الأمل, عندها تبسمت المرآة و ضحكت , فقالت تبسم أنت وسأعطيك نفس الشعور, عندها أربكتني و جعلت من جسدي قطعة قماش مبللة , تبسمت اكثر و قالت لي لماذا لا تبتسم , فأجبتها ولما ابتسم أكل ذلك لكي تبتسمي, فتجيبني المرآة كيف سأبتسم وأنا أنت وأنت أنا.
في ذلك الوقت بكيت, ونظرت الى المرآة فرأيتها لا تبكي, على الرغم من انها قالت لي بأنها هي ذاتي, ودارت في نفسي افكار كثيرة و عقلي بدأ بالغليان , لأن المرآة كانت تكذب علي و تقول بأنها وأنا نفس الشيء.
وصرخت في وجه المرآة , لماذا تكذبين, ألم تقولي لي انك ذاتي , عندها بدأت المرآة تبكي و تبكي و تبكي, فاجأتني المرآة و هي تبكي , و تحضن نفسها بنفسها, و طلبت مني أن أقترب اليها , و همست في أذني و هي تقول: أنا لا ابكي لبكاءك, و انما أبكي لأنك أحمق, لأنك لا تعلم من أنت .
فنظرت الى وجهي في المرآة فوجدت شيء غريب في داخل ظلي, عندها أدركت لست أنا من كان يتكلم مع المرآة و انما ظلي, فلا يوجد على وجهي أي علامة من البكاء, ولا أي تعاسة, ولكن لماذا كان ظلي يبكي و يتشائم.....؟
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|