طفلة مشردة
تذهب الى اليمين و تذهب الى الشمال, حائرة هي من تكون, تضيء النجوم لها الطريق, فتذهب مع النجوم دون أن تعلم لما هي ذاهبة, كانت عاشقة , كانت منذهلة, كانت ليلة الأمس تائهة, شربت كأس الخمر ووضعت آخر نقطة من النبيذ أمل لها, دمعها لم يجف على خدها , لا أحد يعلم ما بها, اقتربت منها لأجفف دمعها فرمتنيى من ذعرها,
نامت في الطريق والأمطار تقسو على جسدها , و الرياح تجلد شعرها, ورفعت يدها الى الأعلى و تشاهدت لأقتراب موتها, و الناس يمشون من حولها ولا أحد يلفت نظره لها
أخشاب متناثرة تطوف حولها, و قلبها من التوبة رق لها, تسأل نفسها ما ذنبي أن كان ليس لي أم ولا أب , ما ذنبي أن كنت مشردة, ولا أحد يشعر بها, فتنام الغيوم على صوتها, و يقف المطر رحمة بها, و تترك الرياح خصل شعرها, فترتمي على الجليد سرير لها, و تسبح الأحلام فوق رأسها, فكان حلمها ان تكون طفلة كباقي الأطفال,
وأن تطير كالفراشات فوق خيوط النهار, فبكي القمر و أنزل نجمة لتحضنها , و الناس يضحكون لذعرها, و يرمون عليها ذلها, و الأطفال من باقي البشر شعروا بها
وأغمضت عيونها لتنال قسط من نومها, فحضنت الجفوف عيونها, و ضاقت الثياب على جسدها لتقي بردها, ثم نهضت الروح من جسدها, و بقي الجسد مرتمي على الجليد
و بقي الحلم كما كان مرسوم في ذهنها, و بقي الناس يمشون حولها , أجساد من القش , عقول فارغة ....................
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|