الموضوع: تغيير الأتجاه
عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 06 / 2009, 29 : 11 AM   رقم المشاركة : [1]
عبدالله الخطيب
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
 





عبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond reputeعبدالله الخطيب has a reputation beyond repute

تغيير الأتجاه

[frame="2 98"]
تغيير الأتجاه


رحِمَ اللهُ والدي.. سامحه و غفر له.
لم يغرس فيني يوماً بذور الثقة في النفسِ أو الشجاعة.. بل أورثني الخوف و الشقاء.
قضيتَ العمرُ مُطارداً بين الأزقة, في هذا المخيمِ اللعين.. حتى أنَّ الخوفَ لازمني في نومي.. و تملكني التوتر بأستمرار.
تجرعت الشقاء و كابدت مرارة الحياة منذ مولدي.
أبحثُ عن كسرةِ خبزٍ كي أسرقها أو حفنةِ أرُزٍ فاسدة.. أقتات عليها من بين أطنانِ القمامة القابعة عند مدخل المخيم.


لم يدعني الناسُ يوماً في شأني.. بل إستكثروا عليّ تلك اللُقيمات الوضيعة.. فأطلقوا صوبي جام حقدهم من رشقات الحجارة.. أو ما ملكت أقدامهم من أحذيةٍ حارقةٍ خارقةٍ و خانقة, مصحوبة بأقذر و أقبح الشتائم.. مما وردَ في قواميس العشوائيات.. أنظفها على وزن, يا أبن ال.. "طـطووووووووووووووط" أو والله لألعن.."بببـيـيـيـيـيـيـيـيـيـيـــب" يا أبن الحرام.

رباه.. لقد خلت قلوبهم من الرحمة.. أصابها الجفاء و القسوة.. فصارت كالحجارةِ التي أُلقَفَ بها.

شيءٌ واحد هوّنَ عليّ مآساتي.
لم أكن المنبوذ الوحيد في هذا المخيم.
أذكرُ أنَّ شاباً في مُقتبل العمر, لُقِّبَ يوماً "بتامر الجُرذ".. لتعامله مع جيش الأحتلال و وشايته برجال المقاومة.
عاشَ تامر/ الجُرذ حياته داخل أسوار المخيم و خارجه بقلقٍ و توترٍ دائم.. لازمه هاجس الخوف من إنفضاحِ أمره الى أن تربصَ له أسدٌ هصورٌ.. أرداه صريعاً عند باب منزله.. ثم علقه على عامودٍ للكهرباء ليكون عبرة لغيره.
كانت المقاومة قد وجهّت عدة أنذارات للجرذ و لغيره من الجواسيس.. تدعوهم للتوبة و تغيير الأتجاه.
احمدُ الله أني لم أسقط في وحل الخيانة.. و لم أكن يوماً عميلاً او واشياً.

ها أنا اليوم.. أقفُ في نفسِ الزقاق.. بالقربِ من منزلِ الجرُذ.. و بجانب عامود الكهرباء.
يُطاردني أحدهم الى أن وصلت الى نهاية هذا الممر المسدود.. سُدّت في وجهي كل المنافذ.. أبحثُ عن مخرج.. أللُفُ حول نفسي كالمجنون و جسدي النحيل يتصبب عرقاً.
توقفت برهة.. أتأمل هذا الزقاق و جدرانه..
للأسف.. هذه الأزقةُ تزداد صغراً يوماً بعد يوم.. كنت أراها واسعة.. متباعدة جدرانها.. مما ساعدني على الفرار مراراً يومَ كنتُ صغيراً.
الأن.. ضاقت و صغُرت.
في نهاية هذا الممر الضيق أقف الأن.
في نفس المكان سقط تامر الجرذ.. بعد أن رفض تغيير الأتجاه.
الجلادون من حولي و المصيدة أمامي.

((صوتٌ مألوف من خلفه))

- أنت فقط بحاجة الى تغيير الأتجاه يا صديقي... قال القط مُكشِّراً عن أنيابه.

.......................................


ابن البلد
[/frame]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع عبدالله الخطيب
 [frame="3 98"][frame="2 98"]
لاَ تَشك ُ للنّاس ِ جرحا ً أنتَ صاحبُه .... لا يُؤْلم الجرحُ إلاَّ مَنْ بهِ ألم
don't cry your pain out to any one
No body will suffer for you
You..! who is suffering
[/frame]
[/frame]
الثورة تتكلم عربي
عبدالله الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس