رد: نجمة فلسطينية في سماء المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أشكر الأخ العزيز الباحث أحمد محمود القاسم على تقديمه للأستاذة نزهة المكي التي أفخر بها وبأفكارها .. وهذا المقال كفيل بفتح نقاش لا أراه إلا مثمرا نظرا لاشتماله على نقاط عديدة لها من الأهمية الشيء الكثير .
وسوف تقتصر مداخلتي هذه على نقطتين فقط .
أولا : أحيي هذه الشجاعة التي نفتقدها لدى الكثيرات من الكاتبات النساء في معرض حديثهن عن النساء و المساواة .. و التي كثيرا ما ألمس فيها نبرة انتقامية من العنصر الذكوري .. وكأنهن ، وهن بدفاعهن عن المرأة و ما تعرضت له من ظلم و معاناة ، يردن رد الاعتبار عليها بالحط من قيمة الآخر والانتقام منه .. فجاء إصلاح الخطإ بخطإ أشبه به أو في بعض الأحيان أفظع منه .
وحين أقرأ للأستاذة نزهة :حتى في احيان كثيرة، اشعر بان الرجل في المغرب مقهور، ويشعر بالحيف قياسا بها."
فإني ألمس إلى أي مدى وصل به الوعي و الاتزان و حصافة الرأي لدى بعض الكاتبات من أمثال كاتبتنا نزهة المكي .. لأن الجميع يعلم أن الممارسات الذكورية التي ظلمت المرأة كانت نشازا عما تستحقه المرأة وعما هيأتها لها الشريعة الإسلامية من كرامة و عزة .. وكثيرون هم من يغفلون أن أي رجل في تعامله مع المرأة فإنما هو يتعامل مع أم و أخت و زوجة و ابنة قبل أن يتعامل مع أخريات .. إذ لا أحد يرضى ظلما لمن هن أقرب منه ، فطيف يرضاه للأخريات .. فإذن لا يجب محارة الظلم بظلم آخر زإلا ساهمنا في وضع بذور انشقاق و فتنة بين جنسين يجدر بالمودة و الرحمة أن تسود بينهما .
أريد أن أوجز قولي هذا في أن سعي المرأة ومعها كل الرجال الغيورين على كرامتها و حقوقها يجب أن يتسم بالواقعية و ألا يستسلم للحقد الأعمى الذي تغذيه بعض الحملات المشبوهة من الداخل و الخارج للنيل من كرامة المرأة و تمييع هويتها الثقافية الأصيلة .
ثانيا : لدي تحفظ في نقطة وردت في معرض رد الأخت الأستاذة نزهة على سؤال الأستاذ أحمد:من المعروف عن المرأة المغربية، تعدد المواهب والاهتمامات،وقد يرجع السبب للفسفيساء الحضارية التي تطبع البلد، من حضارة امازيغية اصيلة، واخرى متنوعة، بتنوع الدول والحضارات التي غزت المغرب، وتركت بصماتها الحضارية فيه، مثل الحضارة الرومية والبيزنطية واليونانية وغيرها، ثم الحضارة العربية، التي دخلت المغرب بدخول الإسلام.
وتحفظي هذا يتمحور أساسا في المساواة بين الغزو الروماني و البيزنطي واليوناني وغيره وبين الفتح الإسلامي الذي تقبله أبناء المغرب الأمازيغ (يعني الأحرار) بكل حماس وانصهر العنصر العربي الإسلامي و العنصرالأمازيغي في بوتقة واحدة ، ومحا الإسلام تلك النعرات التي كانت سائدة بين القبائل على عكس الحملات الرومانية التي كانت تبيد شعوبا بكاملها بهدف إذلالها ونهب خيراتها .. ولهذا فإننا حين نصف الفتح الإسلامي بالغزو فإننا نعطي صورة استعمارية صرفة ، مع أننا لو رجعنا إلى كتب التاريخ فسنجد ترحيبا بالفاتحين من لدن الشعوب المقهورة ، سواء الأمازيغية أو غيرها ، ولنا أوضح مثال على ما حدث مع أقباط مصر حين قدم عمرو بن العاص فاتحا ، وتعاون الأقباط مع الفاتحين العرب المسلمين لنجدتهم من الطغيان البيزنطي .
أختم قولي هذا بالشكر مرة أخرة للأستاذ أحمد محمود القاسم .. وبالتقدير للأستاذة المتميزة نزهة المكي على إثرائها للكتابات الأدبية بأفكارها المتزنة و الواضحة ..
لكم مني كل المودة و التقدير و الاحترام .
|