عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 06 / 2009, 33 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
د. ناصر شافعي
كاتب نور أدبي مشرق ومشرف سابق رئيس قسم العيادة الطبية في نور الأدب (انتقل إلى رحمة الله)

 الصورة الرمزية د. ناصر شافعي
 





د. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud ofد. ناصر شافعي has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

كسرة زجاج ( قصة قصيرة )

كسرة زجاج ( قصة قصيرة )


د. ناصر شافعي


بدأت المعركة غير الشريفة .. كل منهما يمسك بسيف الشر . كل واحد يطمح في القضاء على غريمه المفترض , و الحصول على المراد , والفوز الهزيل الخاسر المُهين . الحكم بينهما الأم .. ينفطر قلبها حزناً و لوعة , وتبذل كل جهد جسدي و عقلي و عاطفي لوقف النزال . أحدهما يمسك سيف الرغبة و الإحتياج و الإدمان .. والآخر يملك سيف القوة و الرفض و التحكم و السيطرة .

الأول , يتطاير الشر القاتل من عينيه , ينظر إلى أخيه نظرة عنف و جرم و تحدي .. تنطلق قذائف كلمات التهديد و الوعيد و الرفض . يهدد أخيه و يتوعده بجزء من لوح زجاجي مكسور , في يد .. وخنجر رخيص مسنون في اليد الأخرى . يبرهن علي قدرته في التحدي وعدم المبالاة , و رغبته الحقيقية الصادقة في قتل أخيه , فيقذف بقطعة الزجاج المكسور تجاهه ..
تتحول إلى شظايا وفتات من كسر زجاج , بعد إرتضامها بالحائط .

الثاني , يتفادي الإصابة بالصدفة , ويندفع ليضرب بقبضة يده القوية وجه أخيه , فتصيب الهدف بنجاح . ينزف أنف الأخ بغزارة .. وينزف قلب الأم ألماً بحرارة . . وتزرف عيونها أنهاراً من الدموع . وتقف حاجزاً , حائلاً بين الأخ و أخيه , حتى لا تتكرر مأساة بداية البشرية و الصراع القاتل . كلما تنطلق كلمات الأم ولعناتها على الإدمان و الهيرويين و الكوكايين , كلما تزداد ثورة الهياج و العنف و التدمير .

في لحظات , تحولت الثورة الكلامية و العنف اللفظي اللاأخلاقي إلى معركة يدوية وحربية ضارية شرسة , يستعمل فيها كل ما تقع عليه العيون , وكل ما تصل إليه الأيادي , وكل ما تناله النفوس المتعطشة للفوز الخاسر ! . . يغيب صوت الحكمة و العقل , ويرتفع صوت الجنون و الرغبة . تتحطم النوافذ و الأبواب و الأثاث , وتتناثر الدموع و العرق و الدماء . تتعالى أصوات وعويل و صرخات الإستجداء و النجدة من النساء , وبكاء الرعب والهلع و الفزع من الأطفال .

فجأة .. يهدأ كل شئ , وتنهار القوة والبطش و العنف والجنون , مع إرتفاع صوت آذان الفجر الحنون , الذي يكتم و يُخرس الكلمات و الأفعال , بسحر بالغ عجيب : " الله أكبر .. الله أكبر .. لا إله إلا الله " . يسقط قناع الشر خائراً على الأرض , يرتعد و يرتجف و يرتعش !!
تهرول الأم , ثم تعود حاملة إناء الماء البارد . يغسل الأخ وجه أخيه. ويخلع عنه ثيابه الملطخة بالدماء .. يمسح على وجهه و جسمه بماء الوضوء .. ويستغفر الله .

يمر شهر كامل على الحادثة .. الأول يعود من مصحة علاج الإدمان .. و الثاني يدعو له بالشفاء .. و الأم تصلي من أجلهما . يجلس جميع أفراد الأسرة على مائدة العشاء , يتسامرون و يتضاحكون .. ولا يذكرون شيئاً عن الأحداث المؤسفة السابقة . ينحني الأخ ليلتقط قطعة صغيرة جداً من كسرة زجاج .. يلوح بها لأخيه .. ويبتسم ...... يتعانقا .

إنتهى
د. ناصر شافعي 7 يونية 2009 . حقوق النشر محفوظة .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. ناصر شافعي
 [SIGPIC][/SIGPIC]
فقيد نور الأدب رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
د. ناصر شافعي غير متصل   رد مع اقتباس