غابَة ُ التـِّيه ِ 
                              في غابَة ِ التـِّيه ِ في أرْض ٍ مُظـَلـَّلة ٍ    
                           بِالـمُـبْـهَـمات ِ وَأسْـدال ٍ مِنَ  الحُجُـب 
 
                              لمْـلمْتُ نفسي مِنَ الأنـْحـاء ِ أجْمَعُها           
                             في مَعْبَد ِ النـُّور ِ في كوخ ٍمِنَ السُّحُب  
 
                           وَرُحْتُ أنـْزَعُ عَنـْها كـُلَّ  أقـْـنـِعَــة ٍ          
                           عَرَّيْتـُها من بَريق ِ الـمـاس ِ والـذ َّهَب 
 
                            وصُرْت ُ أغـْسُلـُها من كـُلِّ  شـائبَة ٍ              
                           من كـُلِّ زيف ٍ مِنَ الأهْــواء ِ والكـَذِب  
                           وفي لـَهـيـب ٍ مِنَ الأوجاع ِ من ألـم ٍ          
                            َنقـَّيْتـُها من صَديد ِ الأرْض ِ وَالتـُّرَب ِ 
 
                            أفـْرَغـْت ُذاكِرَتي من كـُلِّ ما وَسِعَتْْ        
                           من هَذْر ِ َفلـْسَفـَة ٍ في سَفـْسَف ِالكتـُب  
 
                            أزَحْتُ عَنـْها مِنَ الأثـْقال ِ ما حَمَلـَتْ       
                            عَبْرَ الدُّهور ِمِنَ الأوْصاب ِ وَالـكـُرَب                       
 
                             حَتـَّى بَدَتْ في ر ِداء ِ النـُّور ِصافِيَة ً           
                           َشفـَّافـَة ً في َقميص ٍ من سنا الـلـَّـهَب 
 
                           وَإذ ْ بِها  َتـتـَعـالى فـي َتـدَرُّجـِهـا  
                            َفوْقَ الأعاصير ِ والأنـْواء ِ والشـُّهُب ِ  
 
                             وََترْقـُبُ الأرْضَ وَالإنـْسانَ  حائرَة ً   
                            مَذْهولـَةَ َالفِكـْر ِفي ضيق ٍوفي عَجَب 
 
                           هذا الشـَقيُّ الـَّذي أعْمَت ْ بَصيرَتـَه ُ        
                          مَفاتِنُ الشـَّرِّ من غِــي ٍّ ومن ُنـصُب 
 
                           وَأفـْسَدَت ْ روحَه ُ السَّمْحاءَ ساحِرَة ٌ             
                        جـِنـِّيَّـة ٌ في لماها مَـور ِدُ العَـطـَب ِ 
َ
                      فأثـْمَـلـَتـه  ُبـِخـَمْـر ٍ من َتـبَـرُّجـِها     
                       حَتـَّى َبـدا واهِـنا ً أوْهـى مِنَ الهـِـبَب 
 
                       وَشيـئـَنـَتـْه ُ أحـاسيس ٌ مُـزَيَّـفـَـة ٌ    
                     َفكـَبَّـلـَتْ عَقـْلـَه ُ المَـفـتون َ بالـيـََلـَب 
َ                
                      فـقـاس َ ذاتـَه ُ بالأثـْـواب ِ يَـلـْـبَسُها       
                        وَزان َ َنـفـْـسَه ُ بالياقـوت ِ والقـَصَب 
 
                        وهَلـَّـلـَتْ روحُه ُ الحَمْـقـاء ُ ذاهِلـَة ً         
                         لِقـَبْضََـة ٍ من حَصى الإلماس ِوالذ َّهَب 
 
                         واسْتـَعْبَدَتـْه ُ  َُقصورٌ في مَباهِجِهـا           
                        نجاسَة ُ الشـَّـرِّ في عُـرْي ٍ مِنَ الأدَب ِ
 
                        فراحَ يَغـْرُفُ مَسْحورا ً حُـثـالـَتـَهـا          
                      وباعَ  َنـفـْسَه ُ لـِلشـَّيْـطان ِ بالحَـبَـب ِ
                       بـِئـْساك َ يا من يُساوي ، من حَماقتِه ِ ،          
                     بينَ السَّــناءِ وَبينَ الـطـِّين ِ والعُـشـُب 
 
                    يُـقـيِّـم ُ الـرُّوحَ بالأثـْـمـال ِ زائِـِلـَـة ً    
                      يُقـَدِّر ُ العـَقـْل َ بالقـَصْدير ِ والخـَشـَب ِ 
 
                     يُخادِع ُ الـنـَّـفـْـس َمَفـْتونا ً ُتضَلـِّلـُه ُ    
                       مَظـاهرٌ  من سَراب ِ العِـز ِّ وَالرُّتـَب ِ 
 
                       بئـْساكَ يا من وَزنتَ الرُّوحَ بِالهِـبـَب ِ       
                       قايَضْتَ  رَبَّـكَ بالأوْ ثـان ِ وَالنـُّصُب ِ 
 
                      غـداً  يَلـُفُّ الفـَناءُ الأرْضَ قـاطِبَـة ً     
                     َفالوَيْـل ُ للجـَّاهِل ِالمَصْـفود ِ بِالـتـُّرَب ِ
                                                                              حكمت خولي