القلق على الأبناء .. هل هى ظاهرة صحية ؟
د.ناصر شافعي
إن قلق الأباء على الأبناء ظاهرة طبيعية .. فالأباء ترى أن حياة الأبناء امتداد لحياتهم .. و أن نجاح أمانيهم في الحياة جزء لا يتجزأ من سعادتهم .. لذلك يحاول الأباء توفير كل عناصر الطمأنينة و الأمن و الاستقرار لأبنائهم مستغلين كل الطاقات و القدرات المتاحة لهم . و وسط هذه المحاولات و الجهود و السعي لتحقبق رغبات و طموحات الأبناء ينتاب الأباء الكثير من نوبات القلق .. قلق على صحة الأبناء .. على مستقبلهم .. على سعادتهم .. و تتفاوت درجات هذا القلق حسب طبيعة و شخصية الأباء .. فمتى يكون هذا القلق طبيعياً ؟ و متى يصبح هذا القلق مرضياً ؟
بعض القلق مفيد
القلق على الطفل انعكاس طبيعي للحب و الارتباط بين الأب أو الأم و الطفل .. و هو يؤكد على حرص الأباء على حياة أطفالهم .. و بعض القلق مفيد و الكثير منه ضار .. فعندما يزيد القلق عن الحد المعقول يصبح عاملاً معوقاً للنمو النفسي و الطبيعي للطفل .. فقد يصبح الطفل خائفاً و متردداً و قلقاً في تفكيره و في سلوكياته في الحياة .. و قد يستغل بعض الأطفال و الأبناء القلق الزائد للأباء في تحقيق كل رغباتهم مما يتسبب في تدليل الطفل الزائد .
كيف تتحكم في قلقك على ابنك ؟
أولاً : حدد المشكلة (سبب القلق) بوضوح اسأل نفسك .. ما الذي يقلقني في حياة ابني ؟ أجب على هذا السؤال بصراحة و وضوح .. و إن كان هناك عدة مشاكل حاول ترتيبها الأهم فالذي يليه في الأهمية .
ثانياً : حدد أبعاد المشكلة و أسبابها .. حاول الإجابة على هذا السؤال إلى أي حد تؤثر هذه المشكلة في حياة ابني ؟
إن كنت لا تستطيع الإجابة على هذا السؤال بصدق و أمانة فيجب استشارة أهل الخبرة أو المختصين لإفادتك .. فمثلاً إن كانت المشكلة التي تؤرق الأب هي صحة ابنه .. و أنها تؤثر على استيعابه للدروس في المدرسة .
ثالثاً : كيف تستطيع حل هذه المشكلة ؟
ضع أمامك الحلول التي تراها مناسبة لحل المشكلة .. رتب هذه الحلول حسب الأفضلية بالنسبة لك .. سارع في اتخاذ الخطوات الإيجابية لحل المشكلة .
رابعاً : إن كانت المشكلة التي تقلقك ليس لها حل .. أو أن حلها قد يستلزم المزيد من الوقت أو الحلول الخاصة أو الصعبة .. ابحث عن بدائل لهذه الحلول .. هل هناك بدائل لحل المشكلة ؟
خامساً : لا تتعامل بسلبية مع ما يقلقك من مشاكل ابنك .. و إلا سيظل القلق مصاحب لك .. و يصبح القلق حملاً ثقيلاً على تفكيرك و كابوس يقضي على راحتك . تفاعل بإيجابية و فاعلية .
سادساً : إذا أحسست بأن قلقك على ابنك زائداً عن الحد المعقول أو يسبب بعض المشاكل للابن أو للأسرة فلابد من استشارة الخبراء الاجتماعين أو النفسين في الأمر لمساعدتك في حل مشكلتك أو الحد من قلقك .
تحياتي . د. ناصر شافعي . حقوق الطبع والنشر محفوظة للمؤلف . حياة صغيري . القاهرة
|