عرض مشاركة واحدة
قديم 24 / 06 / 2009, 15 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
حسن الحاجبي
حسن الحاجبي


 الصورة الرمزية حسن الحاجبي
 




حسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond reputeحسن الحاجبي has a reputation beyond repute

الخندق الديمقراطي ــ عبد الله الدامون ـــ

شخصيا , لست من المعجبين بالصحفي الذي يكتب كل يوم وليلة , والسبب بسيط , هو أن كثرة الكلام توقع في الخطإ مهما حرص الكاتب , لذلك لا يسلم من هذه الشائبة أعظم الصحفيين في المعمور كله - بينما يكون الصحفي الذي يطل على قرائه مرة واحدة في الأسبوع مؤهلا للكتابة الرصينة وقادرا على الإقناع أكثر -
ومن بين الذين أنتظر كتاباتهم بشغف , الصحفي بجريدة المساء المغربية : عبد الله الدامون , والذي كتب يقول :
كثيرون يسمعون أن الصحافة هي مهنة المتاعب فلا يفهمون معناها , ربما يعتقدون أن هذه المهنة هي مهنة المخاطر بامتياز , وأن صاحبها قلق و مهموم و معرض للسجن أو القتل في أي وقت , لكن هذه كلها أشياء لا علاقة لها بالحقيقة ,لأن الصحافي الحقيقي يمكن أن يتوجه إلى ساحة حرب لتغطية أحداثها وهو يحس بكثير من السعادة , و يمكنه أن يدخل أماكن حياته فيها معرضة للخطر و الموت و المطاردة , والخطر جزء من عمله , وعليه أن يقبل بهذا الواقع
أنا شخصيا أعتقد أن أخطر عمل يقوم به الصحافي ليس هو تغطية الحروب و النزاعات و الكوارث , بل تغطية انتخابات مثل التي تجري في المغرب , ويجب على الصحافي أن يحمد الله إذا خرج من هذا العبث الذي نعيشه كل بضع سنوات
في الحروب تكون حياة الصحافي هي المهددة , لكن في الإنتخابات المغربية يكون مخ الصحافي هو المهدد , وأنا شخصيا أرى أنه من الأفضل للإنسان أن يفقد حياته على أن يفقد عقله , أنا أعرف عدة زملاء يفعلون المستحيل لكي يغطوا انتخابات بلدان شهيرة , مثل إسبانيا و فرنسا و الولايات المتحدة , حتى يفخروا بذلك مستقبلا , إنهم حمقى , وأنا أقول لهم دائما : إلى كنتو رجال غطيو الإنتخابات المغربية لأنها الفخر الحقيقي إذا خرج منها الإنسان بعقله سالما , وخصوصا الإنتخابات البلدية , لأنه يكون بين خيارين لا ثالث لهما : إما أن يخرج له عقله بالكامل , أو يبقى نص نص , يعني ’ مزنزن غير شي شوية ’
في الأيام الماضية , كانت الأخبار تشبه فيلما عبثيا . الحملة الإنتخابية كانت مثل مسلسل كوميدي كبير معروض في الهواء الطلق . ولو سجلته كاميرات التلفزيون و عرضته في رمضان لضحك الناس حتى تقفز الحريرة من أنوفهم . بعد ذلك جاء دور كبار المصوتين لكي يبيعوا أنفسهم في انتخابات عمادات المدن و رؤساء المقاطعات كما تبيع الحوالا نفسها بنفسها في السوق . في الصباح تكتب أن فلانا تحالف مع فلان , وبعد أن ترسل الخبر , تكتشف أن فلانا غضب و تشاجر مع فلان الذي تحالف معه قبل ساعات فقط . بعد ذلك تسمع أن عشرة مستشارين إشتراهم تاجر مخدرات و سلمهم إلى صديقه المرشح , وفي المساء تكتشف أن منافسا له أعطى أكثر في هؤلاء الأكباش فوعدوه بالبعبعة له , بعدها تسمع أن فلانا وقع شيكا ب500 مليون وأعطاه لفلان , ثم تسمع أن فلانا وقع شيكا بمليار سنتيم و أصبح هو المرشح الأوفر حظا .
تسمع قي الصباح أن مرشحا كبيرا أعطى 100 مليون للرأس , وبعد بضع ساعات تسمع أن أحد منافسيه أعطى 150 مليون , وفي أحيان كثيرة بين إرسال الخبر و نشره تتغير كثير من الأشياء , ويكون عليك أن تبدأ من البداية , وتتكرر نفس الحكاية فلا تفهم شيئا و تمسك برأسك حتى لا ينفجر .
خلال هذه الإنتخابات تتغير الصداقات و العداوات بشكل مذهل , الأحداث تتسارع و التحالفات تصبح مثل سلسلة طوم وجيري , الكلب جاري على القط , والقط تابع الفار , والفار جاري على سراق الزيت , و سراق الزيت عندو فردي , شي تابع شي و حتى واحد ما عارف آش كاين , لكن الصحافي يفترض أن يعرف , وهو في كل ذلك يطلب من الله أن تنتهي هذه المهزلة الديمقراطية في أقرب وقت حتى يستغل مخه في أشياء أكثر فائدة .
خلال هذه الإنتخابات الحمقاء تصبح الديمقراطية المغربية عارية لا تسترها حتى ورقة التوت , ديمقراطية فاضحة ومفضوحة تنتظر فقط وضعها في كفن أسود و دفنها حية و تركها تختنق تحت التراب و هذا هو المصير الذي تستحقه .
غرائب الإنتخابات و كواليسها تحتاج إلى مجلدات وليس إلى مجرد سطور , إنها غرائب تدل على شيئ واحد فقط , وهو أننا في طريقنا نحو الهاوية , وأننا نسير ب200 كلم في الساعة نحو الخندق ... وبدون فرامل .

منقول بكل أمانة .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع حسن الحاجبي
 قالت: أرفع رأسك عاليا فأنت عربي , قلت علميني يا سيدتي , علميني كيف يكون الرفع بعد الخضوع , علميني كيف يكون النهوض بعد الخنوع , علميني أن أستقيم واقفا , فقد أطلت الركوع .
نعم يا سيدتي ...أنا عربي لكنني موجوع .
حسن الحاجبي غير متصل   رد مع اقتباس