عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 07 / 2009, 19 : 10 PM   رقم المشاركة : [8]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

رد: إلى كل الإخوة و الأخوات الجزائريين/الجزائريات في نور الأدب

ثورة الجزائر والمقاومة الفلسطينية التماثل والتمايز..
عوني فرسخ.. (1 من 3)
[align=justify]في عام 1962 م حقق شعب الجزائر واحدا من أعظم انتصارات العالم الثالث، حين تم اعلان استقلال الجزائر بعد ثورة تواصلت نحو ثماني سنوات، قدم فيها شعب الجزائر أمثولة هزت العالم أجمع، وشكلت مفصلا في تاريخ شعوب آسيا وافريقيا خاصة. إذ بدا أن هذا الشعب العظيم بنضاله وصموده قد وضع النهاية الحاسمة لواحدة من أهم وأخطر تجارب الاستعمار الاستيطاني، وأن يحمل فرنسا على التسليم بهزيمة مشروع استعماري بلغ مائة واثنين وثلاثين عاما، تواصلت خلالها محاولات طمس الهوية القومية للجزائر، وتشويه موروثها الثقافي العربي الاسلامي، من أجل تأصيل تبعيتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وذلك على الرغم من الخلل الفادح في ميزان القدرات والادوار فيما بين فرنسا ذات التاريخ الامبراطوري، وأحد أهم عمد حلف الاطلسي، وبين أحد شعوب العالم الثالث، التي عملت فرنسا جاهدة لدفعة نحو التخلف والضعف. وحسبي أن أشير في هذا المقام إلى أنه عندما غزت فرنسا الجزائر سنة 1830 كانت نسبة الامية في فرنسا أعلى منها في الجزائر، كما يؤكد ذلك أكثر من مؤرخ موثوق.
ولقد وجد العديد من شباب فلسطين، ومن مختلف التوجهات الفكرية والانتماءات السياسية، في انتصار الجزائر، وتصفية أقدم تجربة استعمارية استيطانية في الوطن العربي، المثال الملهم الذي حفز العديد منهم للاقتداء بالانموذج الجزائري. إذ شهد عام 1963 تشكل عشرات نويات التنظيمات الشبابية الرافعة شعارات التحرير والعودة، واعتماد الكفاح المسلح خيارا استراتيجيا ، بالاعتماد على القدرات الذاتية المعززة بالدعم العربي الرسمي والشعبي، تماما كما حدث مع ثورة الجزائر. ومع أن حركة التحرير الوطني الفلسطينية "فتح" تعود بداية تشكلها الى العام 1956، كما يكاد يجمع على ذلك قادتها الأوائل، إلا أن الانجاز الجزائري العظيم هو الذي أعطى "فتح" شهادة ميلادها العملي باطلاق الرصاصة الأولى مطلع عام 1965. وكما كان الشعب العربي الفلسطيني، برغم امكانياته المحدودة بحكم واقعه الماساوي، من بين شعوب الأمة العربية التي أسهمت في دعم ثورة الجزائر، كان النظام الجزائري من بين الانظمة التي رعت منظمات المقاومة الفلسطينية وبالذات "فتح" وخصتها بالدعم المادي والمعنوي.
والسؤال الذي طالما واجه الباحثين في تجربة المقاومة الفلسطينية لماذا لم تستطع النخب الفلسطينية التي حفزها المثال الجزائري ان تحقق بعض الانجاز خلال سبعة وثلاثين عاما، دفع خلالها الشعب العربي في فلسطين شلالا من الدم وعانى صنوفا من العذاب والمرارة. في حين نجح ثوار الجزائر في التوصل لصيغة اسقلالية بعد اقل من ثماني سنوات من فاتح نوفمبر 1954؟ وما هي العوامل التي أبقت صراعات قادة ثورة الجزائر منضبطة ضمن حدود وحدة الصف طوال سنوات الكفاح الثمان، برغم كل عمليات اغتيال وتصفية رفاق الدرب ومسلسل محاولات التآمر الداخلية والخارجية يومذاك، ولم تتفجر الصراعات اللامجدية بين أخوة النضال بشكل مأساوي إلا بعد استلامهم السلطة، في حين ان النخب الفلسطينية القائدة لم تستطع تحقيق وحدة الصف رغم اتفاقها على وحدة الهدف بداية، ونمت في اوساطها الصراعات اللامجدية، حتى على صعيد التنظيم الواحد وإن لم تصل مستوى التصفيات الجزائرية؟!!
وفي محاولة الاجتهاد في الاجابة عن التساؤلين أجد من المفيد تبيان أوجه التشابه والتمايز بين واقع الجزائر والظروف العربية والاقليمية والدولية التي بدأت خلالها مسيرتها الثورية، وواقع فلسطين والظروف المماثلة التي أحاطت بتشكل نويات منظمات الكفاح المسلح الفلسطينية. مؤكدا منذ البداية انعدام أي تمايز نوعي يذكر بين شعب الجزائر وشعب فلسطين على صعيد البنى الاجتماعية والثقافة السائدة. ذلك لأن الشعبين انما ينتميان للامة العربية، وينتسبان الى الفضاء الثقافي العربي الاسلامي، وكل منهما وإن تباينت أصوله السلالية عربي اللغة والثقافة وانماط السلوك. ولكل منهما تاريخه النضالي ضد الاستعمار الاستيطاني العنصري الذي فرض على وطنه برغم إرادته.
ومن ثم فانني ومنذ البداية أوضح ان عجز قيادات المقاومة الفلسطينية عن بلوغ الغاية التي حققها قادة ثورة الجزائر، لا يعود الى عيب في الذات الفلسطينية. وانما للظروف الموضوعية والذاتية الأكثر تعقيدا بالنسبة لفلسطين والشعب العربي في فلسطين وزمن وظروف تشكل منظمات الكفاح المسلح الفلسطينية عنها بالنسبة للجزائر. وحول هذه التمايزات الموضوعية والذاتية ألاحظ:
[/align]
[align=justify] أولا :- التمايز على صعيد الموقع الجغرافي والمساحة والتضاريس:
حين النظر إلى خريطة حوض البحر الابيض المتوسط من السهل تبين أن فلسطين تحتل موقعا استراتيجيا على الصعيدين الاقليمي العام، والعربي الخاص. إذ تشغل الزاوية الحرجة في الوطن العربي، وتشكل الجسر الواصل، والفاصل، بين جناحيه الاسيوي والافريقي. فضلا عن أنها تقع فيما بين وادي النيل ووادي الرافدين، حيث بدأت أولى حضارات المنطقة، وقامت أول وأكبر الأمبراطوريات. والثابت تاريخيا أنه غلب على حركة مصر الخارجية التوجه الى الشرق، فيما غلب التوجه نحو الغرب على تحرك امبراطوريات وادي الرافدين. مما جعل بلاد الشام، ومنذ عهد رمسيس الاول قبل نحو ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة، مسرح تلاقي وصراع الجيوش الغازية من الغرب جاءت ام من الشرق. وعلى ارض فلسطين وقعت معظم أهم معارك تاريخ المنطقة الممتد، ويكفي التذكير بأن مدينة القدس هدمت 22 مرة، الشيء الذي لم يحدث بالنسبة لاي مدينة عربية اخرى، بما في ذلك مدن الجزائر .
ومنذ بدايات الطموح الاوروبي للسيطرة على ارض العرب كانت فلسطين هي البوابة التي دخل منها الغزاة، بدءا من الغزو الفرنجي، المعروف تجاوزا باسم "الحروب الصليبية". والى فلسطين جاء نابليون ليؤمن مركزه في مصر، وليعزز سيطرة فرنسا على حوض البحر الابيض المتوسط. ولم يذهب الى الجزائر الآقرب الى فرنسا، ولم يبدأ الغزو الاستعماري الفرنسي للجزائر إلا بعد أن تأكد فشل غزو مصر وبلاد الشام. ولقد شكل الموقع الاستراتيجي الهام، الذي لا تشغله قوة ذات قدرات بشرية وامكانيات اقتصادية قادرة بذاتها على دفع الغزاة، نقطة ضعف كبرى في تاريخ فلسطين، بحيث جعل منها الحلقة العربية الاضعف قياسا بما هي معرضة له بحكم موقعها من مخاطر وتحديات لا تواجه بمثلها أي حلقة عربية أخرى، بما فيها الجزائر.
وحين يؤخذ في الحسبان تميز الجزائر بالمساحة الأوسع، وذات المناطق الجبلية الوعرة والغابات الكثيفة، في حين ان مساحة فلسطين لا تجاوز 1 إلى 85 من مساحة الجزائر، ومناطقها الجبلية لا تعدو ان تكون تلالا قياسا بجبال الجزائر، ثم انها تكاد تكون خالية من الغابات. وبالتالي تتفوق الجزائر على فلسطين بانها اكثر ملاءمة لحرب العصابات. وكنتيجة للموقع والمساحة والتضاريس ومحدودية الطاقات البشرية والامكانيات المادية، كانت فلسطين، ولسوف تظل، القطر العربي الاشد حاجة لتكامل قومي وتضامن عربي لمواجهة العبء الملقى على شعبها لكونها معبر الغزاة للوطن العربي. دون ان يعني هذا القول أن الجزائر، أو أي قطر عربي آخر، في غنى عن العمق القومي والتكامل العربي، أو أن العمق القومي والتكامل العربي لم يكن لهما تأثيرا ايجابي في نجاح ثورة الجزائر.
وعليه يبدو جليا تميز الجزائر بواقع جغرافي– اقتصادي ليس له نظير بالنسبة لفلسطين، كان له تأثيره في نجاح نضالها الثوري، المعتمد بدرجة اساسية على القدرات البشرية والامكانيات المادية الذاتية. وهذا ما لم يأخذه في الحسبان شباب فلسطين الذين حفزتهم امثولة الجزائر لتشكيل نويات منظمات الكفاح المسلح مطلع ستينات القرن الماضي، ولا يوليه أهمية تذكر معظم الذين يعقدون المقارنة بين نجاح ثورة الجزائر وقصور منظمات المقاومة الفلسطينية وعجزها.
ثانيا :- تمايز طبيعة ودور الاستعمار الاستيطاني في التجربتين:
حقا إننا أمام تجربتي استعمار استيطاني عنصري أوربي المنشأ، إلا أنهما في الواقع العملي متمايزتان من حيث كون الاستعمار الاستيطاني الصهيوني لفلسطين، وإن كان الاحدث من حيث زمانه، إلا أنه الأكثر تعقيدا، والاشد ارتباطا بالقوى الدولية، من نظيره في الجزائر، كما انه مختلف من حيث طبيعته ودوره.
لقد احتلت الجزائر سنة 1830، في سعي فرنسا لنيل نصيبها من العملية الإستعمارية، التي سبقتها إليها انجلترا واسبانيا والبرتغال وهولندا. وكان العامل الاقتصادي هو الدافع الأول لذلك. ولقرب الجزائر من فرنسا غدت ملجأ لالوف متزايدة من الايدي العاملة الفرنسية الباحثة عن العمل، والتي اختصت بأخصب الاراضي. ولاضفاء المشروعية على العملية الاستعمارية اصطنعت مقولة "استرداد الجزائر" التي عربها الفتح العربي الاسلامي واكسبها دينا وهوية ثقافية مغايرة. والثابت تاريخيا ان التنظير الايديولوجي بالنسبة للاستيطان الاستعماري الفرنسي في الجزائر جاء تاليا لعملية الاستيطان وثانويا بالنسبة لها. في حين أن الحديث عن الاساطير المؤسسة لدولة اسرائيل كان سابقا للاستيطان الصهيوني وأكثر تأثيرا في حفز اليهود على هجرة اوطانهم والاستيطان في فلسطين، من العامل الايديولوجي المدعى به فرنسيا في حال الجزائر.
ثم إن الجزائر وإن طال استعمارها لم تنقطع صلة "المعمرين" الفرنسيين فيها عن وطنهم الأم فرنسا، ولا حاولوا تشكيل واقع مجتمعي متميز كيفيا عما هو قائم في الوطن الأم، ولا انتحلوا لغة مغايرة أو انتموا لفضاء ثقافي مغاير، وانما ظلوا فرنسيين تشدهم الى فرنسا صلات قربي وثقافة وعلاقات ممتدة، وكل ما سعوا له فرنسة الجزائر. وفضلا عن ذلك كله لم يعملوا على إبادة شعب الجزائر، ولم يرتفع فيها يوما شعار من قبيل "ارض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وانما كانت العملية في أكثر تجليتها مغالاة هي الطموح إلى "فرنسة" شعب الجزائر العربي المسلم، وهذا ما فشلوا به بامتياز. وأقصى ما طالب به الغلاة ازاحة اصحاب الارض الشرعيين الى الصحراء والجبال وهذا ما لم يستطيعوا إنجازه بشكل كامل.
والوضع مختلف كيفيا بالنسبة للاستعمار الاستيطاني الصهيوني في فلسطين. إذ عندما نادى نابليون سنة 1799 بعودة اليهود الى ما ادعاه "ارض الاباء والأجداد"، إنما كان يستهدف استخدامهم كأداة استعمارية. وفي سنة 1840، وبعد نجاح "الاجماع الاوروبي" في وقف زحف جيش مصر بقيادة ابراهيم باشا في الأناضول وانسحابه من بلاد الشام، وحصر نفوذ محمد علي وأسرته في مصر، تقرر إقامة حاجز بشري غريب يفصل عرب اسيا عن عرب افريقيا، ويعطل قوة الجذب بين العرب التي تجلت إبان تواجد جيش مصر في بلاد الشام. ولقد اختير اليهود لاداء هذه المهمة، واستغلت في ذلك الاساطير التوراتية، والطموحات اليهودية، والتراكمات التاريخية، إلا أن الدافع الحقيقي للقوى الفاعلة على المسرح انما كان تنفيذ استراتيجية استعمارية اوروبية، بفصم وحدة الوطن العربي، واقامة كيان بشري غريب يشكل معوقا موضوعيا للوحدة العربية والتكامل القومي، وبالتالي التقدم العربي، وبحيث يتأصل استغلال الوطن العربي موقعا وموارد واسواقا وطاقات بشرية.
ولقد اختير اليهود لاداء هذه المهمة في محاولة استعمارية لاستغلال حنينهم التاريخي الى أرض فلسطين. وألاحظ أن من نادوا بذلك بداية لم يكونوا يهودا، بل إن اليهود ولعقود تالية عارضوا الفكرة. ولم تعرف فلسطين استيطانا يهوديا منذ 135م. إلى 1882م. ولكن الاستيطان الصهيوني، ومنذ بدايته، تميز عن كل استيطان اوروبي في آسيا وافريقيا، بأن عناصره ما إن تغادر وطن آبائها واجدادها حتى تعتبر ذاتها منبتة الصلة بالوطن الأم، وإن ظلت تتلقى الدعم منه. ثم تنخرط في عملية مبرمجة لاقامة تجمع صهيوني جديد، متميز بلغته وثقافته وقيمه عن كل المجتمعات التي جاءت منها الجماعات المكونة له والعاملة على الاندماج فيه وإكسابه مواصفات المجتمع القومي المتميز عن سواه. ولقد اسهم أثرياء واصحاب النفوذ من اليهود، في هذه العملية مستهدفين إزاحة الفائض اليهودي الفقير الذي قد يؤثر على مصالحهم في أوطانهم وحل "المشكلة اليهودية" ذات الأصل الاوروبي بعملية تهجير توأطأت على إنجاحها، ولا زالت، القوى الاستعمارية وعناصر البرجوازية اليهودية النافذة في أوروبا وامريكا.

ومنذ البداية الأولى، وحين كان المشروع مجرد فكرة، وضعت فكرة إزاحة الشعب العربي من فلسطين لفسح المجال للمهجرين اليهود. ومن هنا يفهم شعار "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" الذي صاغه هرتسل بداية، والذي تبنته عمليا مختلف القوى الاستعمارية. إذ نص وعد بلفور على اقامة وطن قومي لما اسماه تجاوزا الشعب اليهودي، دون ان يؤدي ذلك للاجحاف بالحقوق الدينية والمدينية للطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين. فلم يتعامل الوعد، ومثله صك الانتداب، مع الشعب العربي في فلسطين باعتباره شعبا يمتلك كامل مواصفات الشعب، وانما بادعاء أنه طوائف غير يهودية ، مقيمة في فلسطين.
ثالثا : تمايز العمق الاستراتيجي للاستعمار الاستيطاني في الحالين:
كل من حالات الاستعمار الاستيطاني خارج القارة الاوروبية كان له عمقه الاستراتيجي الداعم، وكانت فرنسا هي العمق الاستراتيجي للاستعمار الاستيطاني في اقطار المغرب الثلاثة. في حين أن العمق الاستراتيجي للمشروع الصهيوني ممتد على جانبي الاطلسي. فالفكرة طرحها نابليون ، ورعتها بريطانيا حتى قيام دولة اسرائيل سنة 1948، ثم تولتها الولايات المتحدة. وحسبي التذكير بان وعد بلفور لم تعلنه الحكومة البريطانية في 2/11/1917 إلا بعد أن حاز موافقة كل من الرئيس الامريكي ويلسون وحكومتي فرنسا وإيطاليا، وبالتالي قبول دول الحلفاء الرئيسية الاربع في الحرب العالمية الأولى. فيما كان صك الانتداب الصادر عام 1922، والمتضمن ما نص عليه وعد بلفور بشأن اقامة الوطن القومي اليهودي، القرار الوحيد في حياة عصبة الامم الذي ايدته الدول العظمى في العصبة. كما أن قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة في 29/11/1947 ما كان ليصدر لولا إلتقت على تأييده الكتلتان الرأسمالية والشيوعية، وكان القرار الوحيد الذي اجتمعتا على تأييده برغم احتدام الحرب الباردة بينهما .
ومن هنا يتضح تميز الاستعمار الاستيطاني الصهيوني بكونه يقع في صلب الاستراتيجية الكونية لقوى الراسمالية العالمية من ناحية، وموضوعا لدعم ومساندة كل قوة دولية واقليمية ذات اطماع او مصالح غير مشروعة في الوطن العربي من ناحية ثانية. وهو بهذا متميز كيفيا عن مختلف تجارب الاستعمار الاستيطاني الأخرى، بما في ذلك الاستعمار الاستيطاني الذي انهته ثورة الجزائر العظيمة. وإذا كان شعب الجزائر دفع غاليا ثمن تخلف النظام الذي كان قائما غداة احتلالها، وهشاشة بناة الاجتماعية والاقتصادية التي سهلت استعمار أرضه وإطالة زمن الإستعمار. فان الشعب العربي في فلسطين دفع، ويدفع، ليس فقط ثمن واقع التخلف الموروث وهشاشة البنى الاقتصادية والاجتماعية، اسوة بشقيقه الجزائري، وانما ايضا ضريبة الموقع الاستراتيجي باعتبار وطنه المدخل التاريخي لاهم الغزوات التي استهدفت الأمة العربية. وبمعنى آخر انه لا يتحمل عبئا ذا طبيعة وطنية فقط، وانما ذا مهمة قومية أيضا.
ولأن الاستعمار الاستيطاني الفرنسي في الجزائر متفرع عن استعمار تقليدي، دافعه الاول والاخير عملية نهب موارد العالم الثالث. ولأن فرنسا –بلد الاستعمار الأم– ذات ثقافة متميزة بعمق تأثيرات ثورة رفعت شعار "الحرية والإخاء المساواة"، فانه لم يتحقق في أي يوم من ايام السنوات المائة والاثنتين والثلاثين اجماع فرنسي على تبني مقولة "الجزائر فرنسية". وكانت هناك دائما قوى تقدمية ويسارية فرنسية تناهض عملية الاستعمار الاستيطاني للجزائر، وتشكل رديفا مؤثرا لحركة التحرر الجزائرية، بل وحاضنة داعمة لاحرار الجزائر. وكان لهذه القوى التقدمية واليسارية دورها المؤثر الضاغط عل قوى اليمين الداعمة مشروع الاستعمار الاستيطاني. وهي الحالة المفتقدة بالنسبة للحراك الوطني الفلسطيني، سواء على صعيد الارض الفلسطينية المحتلة، أو على صعيد العمق الاستراتيجي للمشروع الصهيوني على جانبي الاطلسي.
ومما تقدم يتضح ان التمايزات على الصعد الثلاثة كانت في صالح ثورة قطرية البعد في الجزائر منفتحة على العمق القومي، وعلى العكس تماما بالنسبة لاي حركة مقاومة فلسطينية ذات بعد قطري، وغير وثيقة الصلة استراتيجيا بعمق قومي عربي تقدمي تحرري. وهذا ما يبدو أن غالبية القادة الفلسطينيين الشباب لم يعوه بالقدر الكافي في مرحلة تشكيل منظمات المقاومة، وكان من العوامل التي لم تمكنها بالتالي من تحقيق انجازات مؤثرة في الصراع، برغم عظم ما قدمته جميع المنظمات من غير استثناء، وقدمه الشعب العربي في فلسطين من تضحيات غالية.
[/align]
يتبــــــــع>>>
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس