[ميساء البشيتي]

نهاية صرصور عاشق

أين أنا الآن ؟

ما هذا الجهاز الجميل المضيء الذي أقف عليه ؟

اوه .. على ما يبدو أنه جهاز حاسوب .. ما أجمله .. ما أجمل الألوان التي تقفز منه كل ثانية .. أتمنى لو أمسك بها .. لو أضمها .. لو أقبلها .. ايييهههههههه ..

الحمدلله يا ربي أن أقدامي الصغيرة ساقتني إلى هنا .. إلى هذه الأجواء الجافة .. النظيفة .. المضيئة بكل الألوان .. لقد مللت التسكع في المجاري والبالوعات .. مللت التسكع في الظلمة كنت لا أرى أمامي شيئا ً على الإطلاق .. حتى أنني في يوم أسود ظننت أنني فقدت القدرة على الإبصار .. يا إلهي كم كان شعورا ً فظيعا ً ساعتها .. ولكنني الحمدلله عدت للإبصار من جديد بمجرد أن انهالت عليّ بقعة ضوء .

الآن أستطيع التجول هنا براحتي .. كل شيء واضح تماما ً .. لكن يا ترى لمن هذا الحاسوب الذي أقف عليه الآن ؟

سأضغط هنا .. لا بد أن أجد اسم صاحب هذا الجهاز الجميل .. اووووووه .. إنها أنثى .. اسمها .. ميسسسسسسسسسسساء .. يا إلهي ما أجملها .. أهذه صورتها .. جميلة .. نعم جميلة ..

سأضغط هنا .. ما هذا ؟ خواطر .. نثر .. أشعار جميلة .. من كتبها ؟ لا بد أنها ميساء الجميلة .. لا أحد يكتب كلمات جميلة كهذه سواها .. ههههههه ..

أريد أن اقرأها بروية وتمعن .. أريد أن أستمتع بكل حرف ولكن .. أفكر لو أغطس في فنجان القهوة هذا وآخذ منه رشفة صغيرة .. رشفة صغيرة .. يا إلهي كم أشتهي شرب القهوة ! لذيذة .. قهوتك يا ميساء لذيذة ولكن لو تضعين بها قليلا ً من السكر .. لكن لا بأس .. لا بأس سألعق قطعة الشوكولاته هذه ..

الله .. الله .. ما ألذ الشوكلانة .. الآن سأعود للقراءة ولكن ليس بعد أن أفرد أجنحتي الجميلة على هذه الأبيات العذبة ..

آه .. أشعار جميلة .. كلها غزل .. دفء .. عذوبة .. جميلة هذه الميساء عندما تكتب مثل هذه الكلمات .. كم تمنيت لو تكتب لي إحداهن بعضا ً من هذه الكلمات .. كم تمنيت لو تعشقني صرصورة .. صغيرة .. كتكوتة .. ألوانها زاهية .. آه .. يا لسوء حظي .. كل شيء في هذه الدنيا حظ .. لماذا لا تعشقني هذه الميساء وتكتب لي أنا قصائد الغزل الجميلة .. ألا أستحق منها هذا .. يا لقساوة قلبها .. لا .. لا .. ميساء ليست قاسية القلب .. هي فقط لم ترني .. أكاد أجزم أنها لم ترني .. بل أكثر من هذا .. أكاد أجزم أنها لو رأتني لأغرمت بي ّ من النظرة الأولى .. أنا وسيم .. جذاب .. رومانسي وشفاف للغاية .. أنا أحب الشعر والنثر وأصبحت أحب الخواطر .. أليست هي التي تكتب هذه الخواطر الجميلة ؟ إذا أنا أحب الخواطر ؟

آه يا ميساء .. كم أنت بعيدة .. بعيدة جدا ً.. وراء النجوم .. أبعد قليلا ً.. أقرب قليلا ً.. لست أدري .. لست أدري إن كنت بعيدة جدا ً أم قريبة جدا ً؟

أنا أحلم .. أحلم .. ولكن .. هذه الرائحة النفاذة ما هي ؟

هل هي آتية من الحلم أيضا ً .. الرائحة قوية .. خانقة .. قاتلة .. إنني أختنق .. أنني أموت خنقا ً .. كمدا ً .. قهرا ً .. حبا ًً .. آه .. آه .. هذه آخر زفراتي .. أظنك يا ميساء قريبة .. قريبة جدا ً ..أظنك قاتلتي .. أنت قاتلتي .. آه .. صدق من قال : ومن الحب ما قتل .. وها أنا أموت على فراش القصيد .