عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 07 / 2009, 42 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

شعراء التفعيلة والطريق المسدود

[align=justify]
لستُ مخطئا بكتابة العنوان ، فأنا اقصد شعراء التفعيلة تحديدا ولا أقصد سواهم .. حيث وقعت هذه القصيدة دون أن تدري بالرتابة ذاتها التي كانت للقصيدة العمودية شكلا ، والذي برأيي يجرّ المضمون والصورة والتركيب والخيال وما إلى ذلك من الأشياء التي يفترض أنّ قصيدة التفعيلة قد جاءت لتنميها وتعطيها حريتها وحركتها وانطلاقها في فضاء رحب شديد الغليان .. قد يكون من بدأ القصيدة الحرة ، أو قصيدة التفعيلة ، ولسنوات ليست قليلة ، قد أعطاها قدرتها على التحليق والعلوّ والاهتمام بكلّ ما هو فني وجمالي .. لكن إلى أين وصلت هذه القصيدة الآن ؟؟..
الرتابة تخلق معها التكرار والوقوع في مطب التشابه.. ولأن شكل قصيدة التفعيلة صار عموديا بالمفهوم لا بالإطار العام حين التزم قوانين صارمة ، أو ألزم نفسه بها ، سقطت القصيدة وأخذت تجترّ نفسها ، واوقعت الشاعر في تشابه يعيد استنساخ قصيدته ، وحملت الشعراء الآخرين توجها لا يبتعدون فيه عن بعضهم ..كأنّ المسافات ضاقت بين الشعراء فراحوا ، دون وعي تام ، يعزفون على وتر واحد يكاد ينقطع من كثرة العزف عليه ..ولأن قصيدة التفعيلة جاءت ، أو ولدت منذ البداية لتسجل تمردا وحرية وانطلاقا وتحليقا وخلاصا من القيود ، فقد كانت قصيدة مسموعة قريبة إلى المتلقي ، مدهشة في مسارها .. لكن ما كان تمردا وتحليقا ، أصبح مع التكرار الذي أصاب جسد القصيدة ، قيدا أو حالة يطمئن لها الشاعر كونها لا تستدعي التفكير الكثير بكسر ما هو عادي ، فهناك وعاء له شكل أو عدة أشكال محددة ، نصب فيه ما نريد قوله صبا آليا يصدر عن الذات الشاعرة التي تعودت الركون إلى الجاهز الذي لا يتعب .. فانتقلنا من ستة عشر بحرا في القصيدة العمودية ، إلى عدد من الأشكال قد لا يصل عددا إلى نصف عدد بحور الشعر .. والسؤال الذي يسأله كثيرون من الشعراء الذين ناقشتهم ، وما العمل ؟؟..
ليست هناك أجوبة جاهزة تشبه حبة الدواء ، لأن مثل هذه الأجوبة ستعيدنا إلى التنميط والركون إلى العادي المتشابه من جديد .. واعتقادي أن قصيدة التفعيلة مفتوحة على كل احتمالات التجديد والتجاوز ، لأن شرطها الأول الحرية .. علينا أن نخرج من أذهاننا قبل أي شيء الصيغ والقوالب الجاهزة .. حتى في الوزن ، ما الخطأ أن نلون بين التفعيلات دون أن نؤذي السمع أو القصيدة .. وإذا كانت الشاعرة الراحلة نازك الملائكة قد اعتبرت انتقال أحد الشعراء من تفعيلة إلى أخرى عيبا في كتابها " قضايا الشعر المعاصر " ، فعلينا التذكر أن الكتاب صدر في طبعته الأولى عام 1962 ، أي أنّ هناك سنوات طويلة بيننا وبينه .. وما ركزت عليه الملائكة شكلا ووزنا ، كان يقيس على البدايات ولا يخرج عن تجربة شعرية ما زالت في طور التكون والتشكل..
قد لا ينتبه البعض إلى أنّ هناك شعراء في الوقت الراهن يكررون تفعيلة واحدة في أكثر قصائدهم ، ولا يقتربون من التفعيلات الأخرى.. هذا أيضا نتاج تعود وركون إلى موسيقى خاصة بهذه التفعيلة أو تلك رسخت في اللاوعي فصارت لحن الشاعر وموسيقاه المفضلة دون أن يدري .. وأذكر أنّ إحدى المجلات نشرت ما يقرب من ثلاثين نصا لثلاثين شاعرا من بلاد عربية عدة ، كتبوا كلهم على تفعيلة " فعولن " دون اتفاق بينهم، وهو دليل جدّ بسيط على أننا نركن أحيانا إلى ما تعودنا عليه .. ولا نستغرب أن نجد شاعرا لا تخرج قصائده عن تفعيلة " متفاعلن " أو " فعلن" أو سواهما دون أن ينتبه إلى ذلك كونه استكان إلى الرتابة وما عاد يفكر بالجديد أو التجديد.. وأجزم أنّ قصيدة التفعيلة ما زالت قادرة على إعطاء الكثير من الجديد المتجدد ، وهذا بطبيعة الحال يحتاج إلى تعب من الشعراء يبعدهم قليلا عن الناجز والجاهز ..!!..
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس