[طلعت سقيرق]

[align=justify]
مع غياب الصديق الكاتب صالح موسى ، وهو ما زال في الأربعين من العمر ، وهو الذي لم يترك من الأعمال إلا مجموعة قصصية واحدة أعاد طباعتها أو حاول وهي " غادة ونوم المطر " برز سؤال طرحه أحد الكتاب يقول : لماذا غابت أسماء كثيرة لمبدعين فلسطينيين ولم تأخذ حقها من الوصول والانتشار كما الذين سبقوها ، إذ اخذوا الكثير من الاهتمام والأضواء ؟؟.. وطرح الكاتب هؤلاء الذين نسيهم النقد أو تناساهم ومنهم : صالح موسى ، ماهر رجا ، بيسان أبو خالد ، خالد أبو الليل ، خليل عادي ، محمود سرساوي ، عبد الله عيسى ، وليد عبد الرحيم، فجر يعقوب ، محمود حلوة ، بشار ابراهيم ، محمد خير محظية ، خليل الداموني ، إضافة إلى أسماء لا بد من ذكرها مثل كريم راشد ، أحمد جميل حسن ، والقائمة فعلا تطول ..
في صلب السؤال - كما طرح الكاتب - أن هؤلاء يزحفون إلى حيطان الأربعين أي زمن الكهولة في حساب العمر ، ويفترض أن يكون الواحد منهم ومن سواهم ، معروفا في البلد الذي يكتب فيه- على أقل تقدير - إذا وصل الأربعين ، وإلا فلن يعرفه أحد بعد هذا العمر .. وربما يجد كاتب المقال عن الراحل صالح موسى أن هذا التجاهل غير مبرر ولا معنى له .. وإذا كنت أتفق مع الكاتب في مشروعية السؤال فإنني أقفز فورا إلى القول : ما السبب الذي جعل هؤلاء ومن مثلهم في أماكن كثيرة غير معروفين ، إذ الحالة ليست فلسطينية فقط؟؟..
قبل ذلك أجد أن هناك شيئا من الخلط في وضع هذا الأسماء ضمن جيل واحد ، إذ منهم من تجاوز الأربعين بسنوات ، ومنهم من لم يصل بع إلى الأربعين ...واعتقد أن ابتعاد هؤلاء عن الساحة ليس مرده إلى تجاهل النقد فقط .. كما أن الصورة يفترض أن تشمل كل الذين ولدوا بعد العام 1950 .. وقد كان شعراء الوطن المحتل محقين جدا حين وضعوا أنطولوجيا للشعر الفلسطيني بين عامي 1950 –2000 ، معتبرين أن مسار الشعر الفلسطيني قد تغير في هذه المرحلة ، وهو أمر يمكن أن ينسحب على الأدب الفلسطيني كله .. أما من قبل فقد كانت العين اكثر تحديقا في صورة الشعر ، لأنه جاءنا في فترة كنا بحاجة إليه .. وانطفأ الاهتمام أو كاد بعد حين ، مما وضع مفصلا يفترض أن نقف عنده دارسين ..
لنتجاوز مسألة التوقف عند من ولدوا بعد العام 1950 ، محاولين التعرف على خارطة الشعر الفلسطيني قبل ذلك .. سنفاجأ بأن الأسماء المعروفة بشكل عريض أو جيد قليلة- طبعا بعيدا عن النجومية - فإذا ذكرنا يوسف الخطيب ، أبو سلمى ، حسن البحيري،محمود درويش ، توفيق زياد ، سميح القاسم ، فواز عيد ، فدوى طوقان ، خالد أبو خالد ، صالح هواري ، أحمد دحبور.. فسنتوقف طويلا ، أو قليلا ، لنتذكر أسماء أخرى ، مما يعني أن الشعر لا يضع أسماء الشعراء زمنيا إلا إن أثروا وتركوا بصماتهم .... مع أن هؤلاء كان زمنهم غير الزمن الذي أتى بعدهم ، إذ ما عاد الإعلام الفلسطيني كما كان ، وما عاد الاهتمام بالشعر الفلسطيني ، والشعر عامة ، كما كان .. من هنا علينا أن ندرس الأمور بكثير من الأناة ، لأنه ليس من السهل أن يضع المبدع بصمته في زمن اختلطت فيه الملامح أو كادت !!..


[/align]