[طلعت سقيرق]

[align=justify]
من شاهد فيلم " الرسالة " للسينمائي العالمي الكبير مصطفى العقاد لا بد أن يتوقف مليا أمام تقديمه الرائع للإسلام على حقيقته ، الدين العظيم المليء بالعطاء والإنسانية والتسامح والحب واحترام الآخر .. وكأن العقاد كان يعزف سيمفونية حياته كلها من خلال هذا الفيلم المليء ببصماته في نسختيه الأجنبية والعربية .. وليس بعيدا عن ذلك فيلم " عمر المختار " .. فالعقاد صاحب مدرسة سينمائية عالمية متقدمة وقد أراد أن يقول للغرب كله هذا هو الإسلام فإياكم أن تظنوا غير ذلك .. وطبيعي أن يكون تأثير " الرسالة " كما يعرف الجميع لافتا لانتباه وجاعلا الكثيرين يعرفون عظمة ديننا واندفاع البعض إلى إعلان إسلامهم وكأن هذا الفيلم داعية استطاع أن يقدم خدمات جليلة لديننا العظيم .. والنتيجة التي لم يتوقعها احد أن يذهب خفافيش الظلام والعتمة بهذا المخرج الكبير تحت غطاء الإسلام .. وإن كانوا لا يعرفون ولن يعرفوا في يوم من الأيام كيف يجتمع لهم التبرير والمنطق حين يقتلون المسلم تحت غطاء الإسلام دون أي سبب غير أنه مسلم .. ومن يتابع هذا الموت الرهيب المنظم الذي يقتل النساء والأطفال والرجال من المسلمين بأيد ٍ مسلمة لا بد أن يضيع في زحام أسئلة كثيرة لا أجوبة لها !!.. إذ ما معنى أن يهدر دم المسلم وهو حرام على المسلم ، ما معنى أن يكون القاتل والمقتول مسلمين ، هل هناك من يجد تبريرا واحدا يقنع الناس بجدوى هذا الذي يقع ؟؟!!.. وهل هناك من يستطيع أن يفسر الجدوى من قتل الكبار من مبدعينا ، والمهزلة أن يقتل هؤلاء واحدا مثل العقاد الذي أصّر أن يقدم الإسلام بصورته الزاهية الرائعة إلى العالم كله .. ؟؟..
هذا عبث ما بعده عبث ، واستهتار ما بعده استهتار !!.. العدو موجود فلماذا نقتل من هم منا دينا وعروبة وانتماء ولغة وموطنا ؟؟.. هل وصل بنا الحال إلى هذا الدرك من الضياع حتى صار بالإمكان قتل الأخ وترك العدو ثم إيجاد التبرير لمثل هذا القتل وتحميل ديننا الإسلامي وجوها من التصورات الغريبة المريبة التي ما كانت ولا وجدت في يوم من الأيام إلا لزرع الفتنة والتناحر بين أبناء الدين الواحد والوطن الواحد واللغة الواحدة .. ما هكذا تورد الإبل !!.. ولا هكذا يكون الجهاد !!.. ومهما حاول هؤلاء اللف والدوران ، فهم مدانون بتشويه الدين الإسلامي ، وتشويه العقول الشابة التي يدفعونها إلى الموت وقتل الآخرين ، لتكون الخسائر لهؤلاء الشباب خسائر دنيا ودين .. !!.. رحمة بهؤلاء أيها المصرون على تصدير الموت دون هدف أو غاية غير الاختباء وراء الظلمة والسواد والعتمة ..
كنا من قبل نصرخ ونستصرخ كلما قتل واحد من مبدعينا على أيدي العدو مثل غسان كنفاني ، واتهمنا وأدنا من قتل ناجي العلي .. فماذا علينا أن نقول حين يأخذ سلاح الاغتيال زورا وبهتانا لبوس الدين الإسلامي ولا يقتل إلا المسلم ومن يعمل من اجل الإسلام ؟؟.. هل يستمر الصمت والسكوت أم انه من الأجدى أن يحارب هؤلاء بالإسلام وأن تتم تعريتهم على كل منبر من أقنعتهم لأن الدين الإسلامي لا يمكن أن يكون غطاء لمن يحترفون محاربة الحياة والضوء والشمس والفرح .. الإسلام دين حياة وضوء وشمس وفرح ، فكيف يحارب ويقاتل كل حيوية الحياة دون أي تبرير ؟؟!!.. لتتحد قلوب المسلمين ولتدافع عن دينها ضد من يخطفون هذا الدين ويذهبون به إلى العتمة والظلام ...

[/align]