رد: زمن البوح الجميل / رسائل بين الأديبة ليلى مقدسي والشاعر طلعت سقيرق
الوجد عمري
[align=justify]
كان لابدّ من بوح الياسمين كي نعرف إلى أي حد يستطيع العاشق أن يضبط إيقاع قلبه على وقع الموسيقى التي تذوب في حالة ذهول .. كأنك كنت تقبضين ذات صباح على جمرة الوجد حين رحت تهزين شجر الكلام في طريق حبيبين كان ذراع كلّ واحد منهما عصفور العشق لخاصرة الآخر .. وحين أينع الكلام ارتسمت على الوجه ضحكة باتساع العالم .. لماذا تصرين على الإمساك بمزمار الراعي الحزين ؟؟ ..
إذا كان حضوري وهج حلم ، فكوني عرس صلاة تسقي الكون أروع الألحان .. الشعر يا سيدتي لا يطفئ اللحظة المسكونة بوعد يشبه اليقين.. لكن حين يكون الشعر ورقة توت ، تظهر عورة الريح جرحاً لا يدمن غير البكاء .. لذلك أحبّ الشعر جنوناً بين لحظتين ، وذهولاً بين دفقتين ، ودخولاً بين راحتين من حبق مجنون لا يعرف الانطفاء ..
أحياناً يشدّ الوتر الصمت فتصرخ ساحة السكون لتسجّل في أذن الوقت أنّ النحلة لا تحوم في فراغ .. لماذا نهرب من الوجد إلى الوجد ؟ لماذا نغسل خفقة القلب بخفقة القلب ؟ ولماذا حين نسرج حصان الريح ، تكون المسافات رغم اتساعها ورقة من وردة حمراء تشبه الحلم ..؟؟
أعرف أنّ الحوار بيننا يتسع كلّما أغلقت كأس الروح أصابعها على خفقة القلب ورسمت طائراً ريشه من نور وخيال .. لا أدري لماذا تسرقني اللحظة مني فأبحث دائماً عن مكان في وجد المكان .. ؟؟..
هل كنت ليلى أقرب مني إلى جدار الحلم ، فأينع الوقت نشيد غرام يستطيع أن يسبق كلّ ما في الوجد من وجد ؟ أعيدي إليّ الوقت فقد تعبت من اللهاث في الفراغ ، وكوني مع كلّ ثانية حلماً أو حضوراً أو زهرة لا تعرف الذبول ..
[/align]
|