فقر الفكر .. و فكر الفقر
هذه الكلمات أعجبتني ، وأحتفظ بها بين أوراقي الكثيرة المرتبة بلا نظام أو المبعثرة بنظام !! .. بمصطلح أكثر أناقة " الفوضى المنظمة " .. عثرت عليها اليوم صدفة .. أحسست أني عثرت على جوهرة من جواهر كنوز الأدب الفكري .
هي كلمات للأديب الكاتب العبقري الطبيب يوسف إدريس ( رحمه الله ) .. أنقلها للسادة القراء و الأدباء و أتمنى أن تنال إعجابهم .
يقول يوسف إدريس :
" الفقر له فكر معين .. وحين أقول الفقر ، لا أعني شدة الاحتياج .. ولا أعني هبوط المستوى المادي لمجتمع إلى مستوى أقل من مثيله في البلاد الأخرى . ولكن الفقر المادي الحقيقي ، قد يكون لأناس ميسوري الحال ، ولكن طريقتهم في التصرف في ثرائهم فقيرة ، غاية ما يكون الفقر .
إن الفقر ليس وضعاً إقتصادياً فقط .. إنه وضع من أوضاع البشر ، وضع عام ، يتصرف فيه الإنسان بفقر ، ويفكر بفقر . أفكار تؤدي إلى إلى فقر أكثر و إحتياج للغير أكثر ، بمعني آخر ، هو مرض يصيب الاقتصاد و يصيب العقول ، و يصيب الخيال أيضاً "
وأنا بدوري أتساءل الأن .. هل نحن حقاً فقراء ؟
هل نعاني بالفعل من الفقر الفكري ؟ .. أم نعانى من فكر الفقر ؟
هل نحن مرضى نعاني بالفعل من مرض الفقر الذي أصاب عقولنا و تفكيرنا ، كما أصاب إقتصادنا ؟
هل يمكن علاج أثرياء العرب من الفقر الفكري ؟
وهل يمكن شفاء فقراء العرب من فكر الفقر ؟
تحياتي . د. ناصر شافعي