التماسيح تبكي بغداد
التماسيح تبكي بغداد
وحين اشتعل
فوق بغداد
الجحيم
ومدت بابل
آشورها للرعاة
وبكى اسماعيل
حبل المشنقة
ورأى ابراهيم
أنه يذبح الصبايا
وطلعت زغاريد
من سماء
ذي قار
تعلن النجاة
لكبش جبريل
...............
..وحين
اشتعل فوق بغداد
الجحيم
وخرت قبائل
في الشرق
تفسح المكان
وهبت عواصم تطفئ
نار المواقد
واختبأ الشام
في عمامة الفرس
وصارت جدة
تقلم أضافرأبي الهول
وسقط في الشمال
من علق في عباءة ابن زيدون
..........
وحين اشتعل فوق بغداد
الجحيم
بكى الهندوس
دموعا للتماسيح
وقد بالبيت الأبيض
تبان الغرفة السفلى
ونعق غراب أعشى
في مضيق هرمز
وباضت العناكب
في فم التنين
ونفق كتاب أخضر
على رمال سيوا
وأذن مؤذن على شاطئ الجزيرة
عن موسم لحصاد اللحي
و الشوارب
ورموش العين
فحطت طائرة عملاقة
على أنف الجميع
فغرق دجلة
في مياه الفرات
ومد الغارق يد النجدة للفراغ
فنزلت ذئاب يوسف
تلعق دم الموتى
وبنات آوىينهبن الذاكرة
ويسرقن ما تبقى
من الشمس المثخنة بالجرح
ورائحة الكبريت
.......
وحين اشتعل فوق بغداد
الجحيم
سافر الموتى بلا رقم
للثابوت
وبلا عنوان للمقبرة
وقال الجاثمون في الشرق
على صدر القطيع
كم يكفي من كمامة
حتى لا يسمع
ثغاء في الخليج
أو حشرجة الموت
وكم من الاسمنت والحديد
يكفي
كي لا تهب المومس العمياء
من تحت الانقاض
......
وحين اشتعل فوق بغداد الجحيم
أهدى صلاح الدين نصف عمامه
لكركاس
والنصف الآخر لهفانا
وعرفت حينئذ
أن تعاليم المزمار تأكسدت
وأن أوراق التوت قد سقطت
عن كل القبائل الحديثة
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|