اخي العزيز استاذ خيري
"رأسي يؤلمني .. صداع، تناولت حبة أسبرين، نظرت إلى المرآة، كان يحدق في وجهي، رجل نسيت معالم وجهه، حاولت أن أبتسم، فضحك، عبست فبكى، توجهت إلى أمّي، نظرت في بؤبؤ عينيها، فوجدت هناك طفلاً صغيراً يضحك، قبلت يدها وكسرت المرآة."
أتوقف دائما عند الأم .. دائما أشعر أنني صغيرة أمام عظمة الأم وعطفها وحنانها
أنا أهرب إلى أمي عندما تضيق هذه الدنيا الواسعة في وجهي وعندما يتلون الزمان
لكن بألوان داكنة تكاد تحجب ضوء الشمس .. عندها أشعر بالإختناق وأن كل أسبرين
العالم لن يجدي وليس سواه حضن أمي الذي اتربع فيه وارفض كل سنوات العمر التي أبعدتني عنه
كم نحن أشقياء في البعد عنه وكم لا نستطيع البقاء فيه ؟
كيف سنواجه هذه الحياة القاسية بكل رعونتها وطيشها وتقلبها ونحن الذين ما زلنا نحبو على سلالمها
من يرحم ضعفنا ؟ من يرحم إنسانيتنا ؟ من يفهم أننا بشر جئنا هذه الحياة كي نحيا وليس كي نصارع
أمواج الشيطان فيها .. هل يعقل أن تكون الحياة بهذه الشراسة وهذه الضراوة وهل نقابل كل شراستها
وضراوتها بوردة ؟ لا أظن .. ولا أظن الإستمرار في هذه الحياة وفي صخبها العدائي أمر محتمل ولا أظن
أن حضن الأم لنا في كل الأوقات الصعبة فإلى أين المصير ؟
لم اشا أن ابثك كل الكآبة التي تعتريني ولكن هذه الحياة لم تعد تغريني بشيء حتى لو ابتسمت في وجهي
وبانت نواجذها بل أكثر حتى لو إقتربت مني وربتت على كتفي أنا لم أعد أرغب بالبقاء فيها .. لا أعلم
كسر المرآة هل يجديني ؟ أم يتوجب علي كسر هذه الحياة بأسرها ؟
أخي خيري .. شكرا لسعة صدرك ودام لك الألق والإبداع