[حسن الحاجبي]

أستادي الغالي : مازن شما
من فرط ألمي و شجني سيدي يحضرني مطلع أغنية شهيرة عندنا في المغرب يقول :
ما هموني غير الرجال إيلا غابو , الحيوط إيلا رابو كلها يبني دار
والمعنى أن الحيطان التي تهدم يمكن أن نعيد بناءها يوما ما , ولكن لا يمكن أن نستعيد الرجال حين يغيبون
ولعلك سيدي تشاطرني الرأي أن الرجال الراقدين تحت الثرى , والشهداء المنعمين في جنان الخلد ليسوا بغائبين , وإنما الغائبون الحقيقيون هم أولائك الدين غابت عقولهم ومات فيهم الإحساس بالإنتماء لهده الأمة . والأمثلة على دلك كثيرة.
في متجر كبير من نوع الأسواق الممتازة, وجهت موظفة أنيقة سؤالا ضمن مسابقة مفتوحة للمتسوقين , وكان السؤال هو : ماهي عواصم الدول التالية ؟ ودكرت مجموعة من الدول ومن بينها إسرائيل , وفي كل مرة يتم رفض الإجابات إلى أن جاءت الإجابة المرغوبة والتي تقول إن عاصمة إسرائيل هي القدس , وتقدم الفائز ليتسلم الجائزة , عبارة عن خلاط كهربائي .وكانت إبتسامة البلادة والغباء تطبع وجهه . طبعا إحتج الناس على مثل هده التصرفات الخسيسة , وقيل إنهم طردوا تلك الموظفة ولكن دعني سيدي أتساءل معك : أليس هدا هو الهدم الحقيقي للدات وللقيم , هل هناك بعد سقوط جدران الكرامة من سقوط ؟ نحن أصبحنا نشرب مياه إسرائيل المعبأة ونحتسي عصائرها المعلبة , ونستعمل فرشاة الأسنان , وقلم الرصاص , ومسحوق الغسيل , ومكيف الهواء , وكل ما تصنعه إسرائيل , نحن نهدم كل شيء بأيدينا قبل أن تمتد إليه يد إسرائيل .

مع خالص التحية