وكيف نقرأ الآخر .. كيف نفهمه ؟
كيف نقرأه وحروف اللغة هي هي واحدة في كل المعاجم ؟
حروف تشكل كلمة تقرأ بألف وجه ووجه .. حروف لا تتعدى مهارتها قراءة ظاهر الأشياء
لا تستطيع قراءة النفس البشرية .. لن تستطيع قراءة النفس البشرية
لأنها أعمق من محيطات الدنيا .. ونحن لا نجيد
الغوص في بحر صغير فكيف سنتمكن بحروفنا القليلة سبر أعماق المحيطات ؟
وإن غصنا في تلك الأعماق من يضمن لنا أن نعثر على اللؤلؤ وليس على أسماك
قرش تتربص بنا في دنيا الظلام ؟
قلت في نفسي مساحة صغيرة من البوح تعرينا من الهموم .. تعرينا من الحزن ..
من الآلام .. تنفض الغبار عن مساحات صغيرة من الفرح والأمل فتتلألأ في سمائنا
من جديد ..
قلت في نفسي ..
لماذا لا نصنع أجنحة للفرح والحب والأمل لتطير
وتحلق في فضاءتنا .. لمَ تختنق في دواخلنا وتموت كسيحة وأرجلها سليمة
لا تقوى على الحراك ؟
قلت في نفسي هذا القلم الذي يشبه ريشة الرسام في رسم الفكرة وتلوينها
ووضع حدودها وبث الروح فيها ولتكن حمامة سلام .. عصفورة حب .. أنشودة
فرح .. نظرة أمل .. وعد بغد أجمل .. حياة أرقى .. أكثر دفئا ً .. أكثر حضارة ..
أكثر مدنية .. فرجمت بالحجارة وكأنها الشيطان الرجيم .
لماذا يحاربون الكلمة .. يقصفون القلم .. يغتالون الفكرة .. يشوهون الوردة ؟
كيف تتحول الكلمة إلى قنبلة فتاكة تدمر كل بساتين الزهر .. تفتك بكل أعشاش الطيور ؟
كيف نقرأ الآخر وكيف نفهمه وكيف نزرع الحب في ثنايا قلبه ؟
هل الكلمة قادرة على العبور إلى أحشاء القلوب والأفئدة ؟
هل الكلمة قادرة على أن تذيب كل هذا الضباب المتراكم في نظرات الآخر ؟
هل الكلمة قادرة على أن تمد جسورا ً من المحبة وأيادي بيضاء لا هم لها سوى
رسم لوحات زاهية من الحب .. من الوفاء .. من الإخلاص ؟
هل الكلمة سلاح فعال يقتل كل بذور الشر .. الكره .. الإحباط ؟
ابحث عن هذه الكلمة فمن يمد لي يد العون ؟