" ما زلت قيد الإنتظار "
مع الإعتذار منك يا صديقي " ما زلت قيد الإنتظار " فكلنا ما زلنا قيد الإنتظار .
بالأمس بكيت بين ذراعيّ وعرضت عليّ أثار طعناتهم على روحك وجسدك
وقلت لي باعوا الغالي والرخيص .. وأنا شاهدت بأم عيني أثار تعذيبهم
على جسدك وروحك وقلبك .. فما الذي يبقيك هناك ؟
ما الذي يبقيك وأنا قد رحلت من هناك ؟
ماذا بقي لك هناك ؟ ماذا بقي لنا هناك ؟
كل شيء بقي هناك هو أكذوبة .. أكذوبة كبرى نضحك بها على أنفسنا ..
أما شبعت من تلك الأكذوبة ؟
أنا شبعت بل أتخمت .. ولم أعد أشتهي ذلك الصباح الذي يمر ّ
من فوق جباههم ..
لم أعد أطيق رائحة الفل والزعتر المعتقة في أيديهم ..
أنا يا أخي مللت كل الزيف الذي يرتسم على محياهم ..
مللت تلك الأقنعة الشفافة التي تعكس فظاظة ملامحهم وقسوتها ..
ألم تلحظ بعد كيف اخشوشنت أناملهم ؟
جفت المياه في شرايينهم .. وأنت لن تروي ظمأهم ..
أنت واهم .. أنت واهم يا أخي ..
ومتى تصحو من وهمك لم أعد أعرف ولن أستطيع التكهن بذلك بعد اليوم ؟
أنت تغرق في رحلتك الملعونة هذه .. ولن تجني شيئا ً .. وسأذّكرك بذلك ..
هذه الأرض الصخرية لا تُزرع ولا ينبت فيها الزرع ومحاولاتك ما هي إلا ضرب
معاول حمقاء في أرض جرداء .. وذر الرماد في الهواء ..
هذا ليس هو الأمل .. صدقني طريق الأمل ليست من هنا .. دعنا نمضي في طريق
عودتنا .. وجودك هناك لن يجدي .. حيلتك معهم لن تجدي ..
استعطافك لهم لن يجدي ..
بل أبعد من هذا
حتى لو كان كل ذلك مجديا ً أنا لم أعد أراه كذلك ..
هل ستعود معي .. أم سأبقى قيد الإنتظار ؟