04 / 08 / 2009, 55 : 10 AM
|
رقم المشاركة : [2]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
فتش عن الروح الصافية وابحث عن الإنسان بين البشر
[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');border:4px double indigo;"][cell="filter:;"][align=justify]
فتش عن الروح الصافية وابحث عن الإنسان بين البشر
طلعت أيها الإنسان الغالي بإنسانيته
الزمان يا صديقي بريء، البشر هم من يغيرون الزمان ويمارسون عليه شرورهم وآثامهم..
الله سبحانه رفع الكائن البشري من الطين إلى مرتبة إنسان وفضله على كثير من خلقه.. فضل الإنسان ولم يفضّل البشر !!..
بين طين البشرية وصفاء روح الإنسانية وقيمها يكون الخيار ويكمن الصراع فإما جوهر الإنسان بعمق إنسانيته وصفاء روحه وإما طين البشرية بكل ضعتها وشرورها وآثامها..
معادلةٌ يا صديقي من يسقط في امتحان الإنسانية يغوص في طين بشريته ويبقى يغوص ويغوص..
البشر المادي لا يستطيع أن يرتفع عن طين بشريته بكل شرورها وآثامها ووحشيتها ومطامعها ورغباتها الدونية التي لا ترتفع عن الطين ورغبات لها صلة دائماً بالطين حتى لو مارس الخير مارسه بمادية وبحساب الربح والخسارة ولو تعبد.. فهو يتعبد طامعاً بمكاسب العبادة لا لروح العبادة وجوهرها وأنوارها وما فهم من الدين إلا طقوسه فروحه مظلمة وأسيرة طين جسده ..
الإنسان وحده هو الذي ترتقي مشاعره ويحمل راية الخير والحب والعدل والصدق فيفرح لفرح الناس ويألم لآلامهم، لا يغوص في الطين ولا تستعبده الأطماع والأهواء، فلا يظلم ولا يستر عيوبه بالافتراء على الشرفاء ومهما قذفوه بطينهم القذر لا يستطيعون جره إلى بؤر آثامهم وقذارتهم لأن صفاء وأنوار الروح الإنسانية سياج يحميه ويصون قيمه ليبقى صامداً لا ينحني ولا يضعف ..
في زماننا هذا ازداد ظهور هؤلاء البشر بأشكالهم الحقيقية مع ازدياد سطوة الشر العالمي وتطاوله بقيمه الفاسدة وازداد جوع هذا الطين البشري حتى يكاد يبدو الواحد منهم ككتلة من الرمال المتحركة يفتح فاه القذر ليبتلع كل ما يلامسه..
نعم لقد توحش الطين البشري وظهرت وجوههم القبيحة تحت الشمس دون أقنعة إنسانية كانوا في الماضي يستترون خلفها أيام كانت تحكم القيم الإنسانية وتسود القيم الفاضلة بخيرها..
وهؤلاء البشر "الطينيون" يكرهون الإنسان الحقيقي ويحقدون عليه لأنه يشعرهم بضعة نفوسهم وقذارة معدنهم وهشاشتهم أمام قوة نفسه وثباته على قيم الخير والفضائل، فهم يزوّرون ويزيفون ويسرقون ويكرهون ويكذبون ويخونون وحتى يقتلون ويرتكبون كل الآثام وهو صامد بحبه وخيره وصدقه، هم يحترقون بنيران آثامهم وكراهيتهم وهو مطمئن ينعم بالمحبة التي تسكنه ويبقى صابرا راضيا.
ظهر القبح والشر وضعة النفوس الطينية على حقيقتها وازداد عمق الهوة التي تفصل بيننا وبينهم لكن الخير أمان واطمئنان ..
بعض البشر "الطينيون" ارتدوا أقنعة الأدب والعلم وكتبوا أحيانا ما يناقض سلوكهم في سبيل الأرباح المادية وخداع الناس لكنهم سرعان ما يكنشفون ويسقطون، فالأديب الحقيقي شعور رقيق وشفافية ومحبة للناس ونبض مشاعرهم وإنسان كالمرآة لا بد أن يحمل كل عمق الإنسانية ويؤمن بها ويضحي في سبيل كل ما يراه خيراً وعدلا.
نعم يا صديقي..
الكبير كبير بقيمه وبحبه وبالخير الذي يملأ نفسه، متواضع لأنه مسكون بمحبة الناس ويحترم إنسانية كل إنسان، فالغرور يعبر عن الشعور بالنقص ويدلّ على تفاهة وسخف صاحبه والكراهية مرض يحرق صاحبه ويجعله يكتوي بنيران كراهيته وأحقاده وأكاذيبه.
لهم مستنقعاتهم المظلمة ولنا دروبنا الواضحة تحت أشعة الشمس..
سنظل يا صديقي نرفع راية الإنسانية الطاهرة النبيلة ونحب الناس وننعم بمحبتهم ونناضل من أجل الخير والعدل والوطن وكل القيم النبيلة فأنت إنسان..ولك.. ولي.. ولنا أن نرفع رؤوسنا عالياً بعزة وتواضع وقلوب مطمئنة بالحب..
هدى الخطيب
مونتريال في 2 آب/ أوغسطس 2009
[/align][/cell][/table1][/align]
|
|
|
|