08 / 08 / 2009, 03 : 02 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )
|
أطوار الصهيونية ومراحلها الكبرى...
[align=justify] أطوار الصهيونية ومراحلها الكبرى... بقلم : د.وليد الخالدي
المقدمة
الطور الأول (بدايات - 1917): من البدايات الى اكتمال عناصر نجاح الحركة.
المرحلة الأولى: (بدايات - 1897): من البدايات الى بلورة فكرة الدولة اليهودية.
المرحلة الثانية: (1897-1914): من المؤتمر الصهيوني الأول الى الحرب الكونية الأولى.
المرحلة الثالثة: (1914-1917): من بداية الحرب الكونية الأولى الى وعد بلفور.
الطور الثاني (1917-1948): من اكتمال عناصر النجاح الى قيام الدولة اليهودية بالحرب.
المرحلة الأولى: (1917-1923): من دعم الدولة العظمى الى الشرعية الدولية (الانتداب).
المرحلة الثانية (1923-1947): إرساء قواعد الدولة اليهودية.
المرحلة الثالثة (1948): قيام الدولة بالحرب.
الطور الثالث (1948-1967): هضم مكاسب الحرب وتثبيت الذات.
المرحلة الأولى (1949-1956): من الهدنة الى العدوان الثلاثي.
المرحلة الثانية (1956-1967): من العدوان الثلاثي الى حرب حزيران.
الطور الرابع (1967-1997): من التوسع العسكري الى الهيمنة على المشرق العربي.
المرحلة الأولى (1967-1979): من حرب حزيران الى كامب ديفيد.
المرحلة الثانية (1979-1997): من كامب ديفيد الى اليوم.
المقدمة :
(…) في كازينو بلدية بازل في سويسرا في 29 آب (آب / أغسطس) عام 1897 افتتح المؤتمر الصهيوني الأول بدعوة من الصحافي اليهودي الهنغاري ثيودور هرتزل ووضع الحجر الأساس للمنظمة الصهيونية التي انبثقت عنها "اسرائيل" بعد نصف قرن وهي المنظمة التي ما زالت تمد الدولة اليهودية منذ لحظة ولادتها الى يومنا هذا بكل أصناف المؤازرة والدعم.
بافتتاح المؤتمر الصهيوني الأول وبتأسيس المنظمة الصهيونية زرعت بذور ما سمي بالقضية الفلسطينية والادق ان يسمى بالصراع الصهيوني - العربي الذي انطوى على ما انطوى عليه من سعي دؤوب عنيد من قبل الصهيونية لقلب موازين القوى الراهنة في فلسطين وجوارها رأساً على عقب ولإحداث ثورة جذرية في الأوضاع القائمة فيها على المستويات كلها وعلى حساب شعوبها اذ غدت "اسرائيل" اليوم بعد مئة عام وعبر سلسلة من التطورات المحلية والإقليمية والدولية وما رافقها من ويلات وحروب، الدولة العظمى في موضع القلب من الوطن العربي بين محيطه وخليجه وباتت الأمة العربية أمام خطر ادعى واعظم من كل ما سبق ان هددها منذ اندحار الصليبيين والمغول ووضعت علامة استفهام كبرى على مجمل مصير المشرق العربي ومستقبله.
واستند الفكر الصهيوني في كل هذا (وحتى العلماني منه) الى مقدمة ( Premise) أساسية "أخلاقية عجيبة مفادها أن الصلة التاريخية القديمة بفلسطين وان انقطعت منذ آلاف السنين تمنح اليهود المعاصرين اليوم حيثما كانوا أحقية في الحقوق السياسية المصيرية تعلو على حقوق سكان فلسطين وجوارها من غير اليهود منذ آلاف السنين وتبرر اقتلاعهم والحلول محلهم باسم "إحقاق الحق" عن طريق "عودة" اليهود من "شتاتهم" الى البلاد "الأصل.
واستمد الفكر الصهيوني الدعم المعنوي لهذه المقولة من نظرة الاستعلاء على سائر الشعوب المتأصلة في رأي البعض في النفس اليهودية انطلاقاً من القناعة المتوارثة لهم بان الشعب اليهودي إنما هو شعب الله المختار كما استمده من استساغة الغرب لهذه المقولة لأكثر من اعتبار ديني ودنيوي. وهكذا رفض الفكر الصهيوني منذ المؤتمر الصهيوني الأول رفضاً قاطعاً اي ربط بين الفعل الصهيوني البادىء وردة الفعل العربية التالية له واعتبر منذ ان رأى النور ان حصانته المعنوية تجاه من ستقع وطأته عليهم أمر مسلم به سلفاً بل حق أزلي لليهود لا جدال فيه ولا نقاش.
واذا كانت مجريات التاريخ احياناً اعجب من الخيال فمن اعجب مجريات التاريخ تطور الحركة الصهيونية منذ بداياتها أواخر القرن التاسع عشر وبخاصة منذ مؤتمر بازل الأول الى ما وصلت اليه اليوم. ورأينا في هذه المناسبة ان نحاول المستحيل وهو ان نسعى الى اختزال أطوار الصهيونية ومراحلها الكبرى خلال هذا القرن مركزين على مسيرة الصهيونية ذاتها.
ما هي أطوار الصهيونية ومراحلها الكبرى كما تبدو لنا؟ يتراءى لي انه يمكن تبيان أربعة أطوار رئيسية تنقسم بدورها الى مراحل مميزة ونعتبر نهاية كل طور منها محطة مفصلية تتلوها مراحل تشكل في تراكم آثارها التقدم نحو المحطة التالية وهكذا الى نهاية الأطوار الأربعة التي حددناها ولكي تتكون لدى القارىء منذ البداية صورة إجمالية شاملة يستعين بها لتتبع ما بالذهن نورد فيما يلي قائمة بالأطوار الأربعة السالفة الذكر والمراحل التابعة لها وهي تلخص في نظرنا نمو الصهيونية من البدايات اي من طور من اقتصر عملياً على البكاء على الأطلال (وهي حائط المبكى) الى وضع هيمنة "اسرائيل" على المشرق العربي الذي نعيش اليوم في وسطه.
كنا قد نوينا في بادىء الامر ان نباشر فوراً في تناول كل من هذه الاطوار والمراحل تباعاً ليس بقصد التأريخ لكل منها (وهي مهمة تحتاج الى اكثر من مجلد لإيفائها حقها) بل بقصد التعريف ببعض اهم خصائص كل طور ومراحله والتعليق عليها، كما بقصد التدليل على الترابط العضوي بين الاطوار والمراحل كافة ولكننا عدنا وتوقفنا عند الطور الاول ووصلنا الى قناعة كلية بخطورته الحاسمة في سياق سائر الاطوار وبانه انما يمثل البنية التحتية لكل ما تلاه وذلك لاكتمال عناصر نجاح الحركة الصهيونية اللازمة بانتهائه عام 1917 من تعبئة للارادة السياسية اليهودية الهادفة، الى بلورة فكرة الدولة اليهودية كحل "للمعضلة اليهودية" الى اتفاق على برنامج تنفيذي لتحقيق الدولة، الى مأسسة الحركة الصهيونية في اطار تمثيلي تشريعي اعلى (المؤتمر الصهيوني والمنظمة الصهيونية) الى خلق الآليات المركزية القومية المنفذة ميدانياً من مؤسسات جباية واستثمار الى اكتشف صيغة الاستيطان "المثالية" (المستعمرة التعاونية الجماعية) الى تدشين الدبلوماسية والدعاية الصهيونية الدولية الى وضع الأسس التنظيمية السياسية للجاليات اليهودية في بلاد الشتات الى الحصول على دعم الدولة الاستعمارية العظمى حينذاك وهي بريطانيا.
يتبـــــــع
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|