أخيرا ً .. صمتت شهرزاد .
وأقر أنا شهرزاد وأعترف بهزيمتي الكبرى على أسوار قلبك يا شهريار
أنا .. أنا لم أخش الهزيمة في يوم ٍ ..
كنت أخشى فقط مواجهة قلبي ..
كنت أخشى لومه وعتابه ..
كنت أخشى فوضى الحواس التي انتابتني حين أرسلت لي نظرة حب من برجك العاجي
فوقعت في قلبي تعويذة سحر أججت حواسي
فانتشرت في فضاءاتك ..
تسترق السمع إلى نبض قلبك ..
تتلصص عليك من ثقب الباب علها تكون برفقتك في ذلك المساء
أو يمرُّ بك طيفها مرور الكرام .
كنت أخشى تلك الحروف الخائنة التي كانت تتسلل إلى مخدعك ..
تتوسد وسادتك وتلتحف بوثير الأحلام ..
كنت أخشى أناملي .. أناملي العابثة التي لا تنفك تعبث بكل الأبجديات
لتشكل منها أخطبوطا ً يحاصر وقع خطواتك وصدى أنفاسك ..
شهيقك .. زفيرك .. عدد تنهيداتك .. لون آهاتك ..
نعم هذا ما كنت أخشاه ..
كنت أخشى ..
تمرد قلبي .. تمرد حواسي .. تمرد الحروف ..
لا .. لم أخش الهزيمة في حبك فقلبك هو المستحيل من الأزل وإلى الأزل
لكنها الحروف الخائنة هي من زينت لي الطريق بأكاليل من الغار
وبعض باقات الورود ..
هي من زرعت شياطينها حراسا ً على شواطىء قلبك ..
هي من كانت تتلو على مسامعي كل ليلة تلك التعويذة .. التعويذة التي ألقيت بها
من برجك العاجي ففطرت قلبي .
اليوم ..
سألملم بوحي ..
سألملم فوضى بوحي ..
سأودعه في قلبي من جديد ..
لكن إياك أن ترسل حروفك في أثري ..
إياك أن ترسم دموعك وتلقيها أكاليلا ًعلى صدري..
حتى توسلاتك .. إلعقها .. جففها .. بعثرها .. إوئدها ..
أنا لم أعد أرغب باستقبال حروفك المضطربة .. وكلماتك المتقاطعة ..
لم أعد أرغب بتنقيط الحروف وترتيب الكلمات
ووضع الفواصل والهمزات وعلامات الإستفهام ..
هزيمة ..
فلتكن هزيمة .. وهزيمة كبرى ..
ولكنني لم أعد أخشى فوضى الحواس .