رد: ثرثرة في المقبرة
- بل هي أضغاث أحلام وهوس كاتب حشرنا في هذه المقبرة لنصبح عبرة لمن يعتبر.
- ومن أين له بعلم الغيب .. يا له من مراهق!
- يُحاول أن يتوحّد مع الوطن حتى بعد الموت، لهذا يتدخّل الآن في أمورنا، وأقترح أن نلزمه بالصمت، وإذا كان مصرّاً على التدّخل الدائم بأمورنا فليحضر لطرفنا، ليس كزائر ولكن كرفيق درب!
- الموت لا يستعجل أحداً! يأتي في الوقت المحدّد دون تأخير. دعونا من الكاتب الآن وأخبروني عن مستقبل المقبرة. هذا بيتنا يا جماعة ولن نتخلّى عنه مهما حدث.
أخي خيري ..
اقتبست هذه الفقرة من نصك الرائع ولفت نظري ما لونته بالأحمر فأيقنت أن من يحب الوطن لا يكفيه التوحد معه في الحياة ، بل يهفو للتوحد إلى ما بعد الموت .. وهذه أقصى درجات الحب ..
ثم أتساءل .. هل تتوق النفس للهروب سريعا من الحاضر بهذا الشكل ؟..هل يكون للموت ميزة على الحياة ؟..ربما ، حين يكون الشرط أسمى و أعمق : أن يكون رفيق درب .
تحضرني هنا كلمات للشاعر الراحل محمود درويش ، وهي من القصائد التي تغري بالتأمل الهادئ:
صمتا صمتا
يا هذا الطارق أبواب الموتى
يا هذا الطارق من انتَ
أيكونُ العالمُ ؟
أيكونُ العالمُ ؟
لم يبق لدينا ما نعطيه
أعطيناه دمنا
أعطيناه حتى أعظمنا و جماجمنا
و مضينا مقبورين
لا نملك إلا بعض تراب من ماضيه
أخي خيري
جل نصوصك تحمل هم الوطن و تتضوع بشذا زيتونه و برتقاله .. حتى رائحة الموت التي ترافقها بين الفينة و الأخرى لها طعم مميز ..
هذا هو الإبداع ..
دام لنا إبداعك .
لك حبي
|