09 / 08 / 2009, 40 : 07 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )
|
أسباب لجوء اللاجئين الفلسطينيين...
[align=justify] أسباب لجوء اللاجئين الفلسطينيين.. قلما حدث في التاريخ - وعلى الأقل في التاريخ الحديث - ان تقوم أقلية غاشمة من المحاربين الغرباء أصلاً بطرد أكثرية المواطنين من بلادهم وموطنهم الأصلي، وأزاحتهم بالقوة الغاشمة.
ومع ذلك فقد حدث هذا في فلسطين سنة 1948م حينما نفى اكثر من مليون فلسطيني تقريباً أو بعبارة أخرى أجبروا على الخروج من منازلهم ومدنهم وقراهم ، حيث سلبت أراضيهم وأملاكهم ومقتنياتهم وأصبحوا لاجئين بلا وطن ولا آية وسيلة من وسائل العيش.
القسم الأكبر منهم رحلوا طروا عرقياً إلى الأردن ، والى قطاع غزة، والضفة الغربية، والباقي إلى سوريا ولبنان ... فما أسباب نزوح هذا العدد الكبير؟
"العرب هربوا من البلاد، وكانت البلاد فارغة من أصحابها الأصليين، لم يكن من الممكن لصهيونيي في فترة ما قبل قيام الدولة اليهودية أن يتصوروا حدوث شيء كهذا". هذا تعليق دافيد بن غوريون (رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي أثناء تلك الحرب) قدمه سنة 1952 على نزوح "لجوء" ما يزيد على مليون فلسطيني أثناء حرب 1948. هذا التفسير لما حدث سنة 1948م كان منذ البداية، ولا يزال هو التفسير الذي تتبناه السلطات الإسرائيلية والحركة الصهيونية في الدعاية الرسمية وفي المحافل الدولية.
ادعى الإسرائيليون والصهحزيران / حزيران / حزيران / حزيران / حزيران / يونيون دائماً أن ما حدث سنة 1948 هو ان الزعماء العرب طلبوا من الفلسطينيين مغادرة قراهم ومدنهم مؤقتاً، ريثما تقوم الجيوش العربية بالقضاء على الدولة اليهودية الوليدة. فاستجاب عدد كبير من الفلسطينيين لهذا الطلب، وخرجوا بمحض اراداتهم، ظانين أنهم سيعودون إلى بيوتهم بعد فترة وجيزة - ولكن الجيوش العربية فشلت في مهمتها، فطالت فترة الانتظار حتى أصبح الفلسطينيون لاجئين (اُنقر هنا لقراءة ردنا التفصيلي على هذا الأدعاء الصهيوني تحت عنوان:
Isn't it true that Palestinians left their homes during the 1948 war because their leaders asked them to do so?).
هذا التفسير لما حدث في حرب 1948 متأصل في الدعاية الإسرائيلية والصهيونية، مع ان عددا من الدراسات التي ظهرت في أوائل الستينات، مثل دراسات الدكتور وليد الخالدي (1959 - 1961)، وارسكين تشلدرز (1961)، تمكنت من ضحده بسهولة، على الأقل بين الأوساط الأكاديمية - لكن تفنيد الادعاءات الإسرائيلية شيء، ومعرفة الأسباب الحقيقية لنزوح وهجرة الفلسطينيين بهذه الأعداد الضخمة شيء آخر. أن معرفة حقيقة ما حدث يتطلب التعرف على الخطط والاستراتيجيات والتكتيكات التي كانت تستعملها المنظمات "والعصابات" العسكرية اليهودية والجيش الإسرائيلي فيما بعد، والنوايا التي كان يضمرها واضعوا هذه الخطط والاستراتيجيات. وكان من المستحيل التحقيق في مثل هذه الأمور دون الاطلاع على الوثائق السرية للمنظمات اليهودية والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة والبريطانية والأمريكية ، هذه الوثائق لم تصبح في متناول الجمهور إلا بعد مرور ثلاثين عاماً على تلك الأحداث، أي في أوائل الثمانينات. وقد أدى فتح الارشيفات السرية أمام الباحثين إلى بروز ما يعرف الآن بالتاريخ التصحيحي "Revisionist History" أو " التاريخ الجديد". ومن بين المؤرخين التصحيحين توم سيجف، وسيمحا فلايان، وآفي شلايم، وأيلان بابي، ويوسي أميتاي، وشبتاي طفت، وأوري ملشتاين، " أرنولد توينبي" أعظم مؤرخ في عصرنا الحاضر، فما كان العالم ليعرف أبداً لماذا فر عرب فلسطين من بيوتهم ووطنهم لولا استقامته وشجاعته، وعدد قليل من النبلاء، من أمثاله الاستاذ "ميلربرووز" والاستاذ ويليام ايرنست هوكنغ، والصحافية الشهيرة دوروتي تومبسون، والفرد ليلينتال، وموشي ماتوهين وقليل سواهم، وأشهرهم المؤرخ الإسرائيلي "بني موريس" والذي جلب اهتمام الدارسين والباحثين من خلال ثلاث مقالات هامة نشرها سنة 1986 م، قبل نشر كتابه سنة 1987. (The Birth of the Palestinian Refugee problem 1948 - 1949 )
هنا محاولة للإجابة على السؤال المطروح أنفاً والذي قد يستغرب البعض من إعادة طرحه، مبيناً أن المهم الآن، إيجاد حل لمشكلة اللاجئين، وليس البحث عن الأسباب التي دفعت الفلسطينيين إلى النزوح أو اللجوء عام 1948عن ديارهم. والحقيقة أن السؤال لازال قائماً ومطروحاً إلى يومنا هذا والجواب عليه- على الأقل لغير الفلسطينيين- مازال مبهماً وضبابياً من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن معظم الدراسات والباحثين المتخصصين في شؤون أو مجال اللجوء واللاجئين يجمعون على أهمية معرفة الأسباب التي تدفع اللاجئ إلى الفرار، الهروب أو "اللجوء"من بلدة ودورها في توجهات اللاجئ نحو إيجاد الحلول المتوقعة المحتملة لقضيته. يبدو هذا جلى في موقف كلاً من الأطراف: العربي، الإسرائيلي، حيث تم ربط مسألة إيجاد حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين بأسباب اللجوء، ويدعى كلاهما أن الطرف الآخر هو السبب وعليه تقع المسؤولية ودفع ثمن الحل للمشكلة.
ولتفسير هذه الأسباب، لا يمكن إغفال دور المجتمع الدولي فهو المسؤول عن أهم جوانبها وأبعادها، وهو المسؤول- من قبل- عن التمهيد والتوطئة لخلقها من خلال إذكاء، وتشجيع ودعم الأطماع الصهيونية في فلسطين، بما صدر عن القوى الاستعمارية الكبرى وفي مقدمتها بريطانيا من دعوة متلاحقة بشأن إنشاء "وطن قومي" لليهود في فلسطين، وتقع المسؤولية على الهيئات الدولية الممثلة لهذا المجتمع: عصبة الأمم، ثم هيئة الأمم المتحدة، بزعامة أمريكا بريطانيا وفرنسا في تواطئهم على ارتكاب الجريمة التطهير العرقي، وإضفاء الشرعية على الاستيطان، واغتصاب الأرض، وتشريد الشعب.
[/align]
يتبــــــع>>>
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|