09 / 08 / 2009, 45 : 07 PM
|
رقم المشاركة : [2]
|
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )
|
رد: أسباب لجوء اللاجئين الفلسطينيين...
[align=justify]نتابع أسباب لجوء اللاجئين الفلسطينيين... إجمالاً، يمكن حصر وإرجاع أسباب اللجوء عموماً إلى سببين أساسيين:
- العدوان الخارجي، والاحتلال أو حروب الاستقلال والتحرر التي خاضتها الشعوب في الغالب ضد الاستعمار، والأمثلة على ذلك كثيرة كجنوب أفريقيا، الجزائر¿..الخ، ويخرج اللاجئون من بلداتهم في هذه الحالات وهم عازمون ومصممون على العودة، لا بل ويناضلون من أجلها.
- لجوء ناتج عن صراعات ونزاعات أو حروب داخلية لأسباب عرقية / طائفية أو عقائدية والكوارث، مجاعات فقر¿الخ، مما يدفع بالأفراد للفرار والهروب من الوطن، أحياناً في هذه الحالة لا يتم التفكير في العودة كاللاجئين من أوروبا الشرقية إلى أوروبا الغربية قبل عام 1951.
وفي الحالة الفلسطينية واللجوء الفلسطيني فقد اضطروا وأرغموا على ذلك نتيجة للسببين معاً؛ من ناحية ومن ناحية أخرى، فالادلة الوثائقية من الكثرة بحيث تدحض بصورة قطعية مزاعم قادة الصهاينة للأسباب الخاصة وراء التطهير العرقي للفلسطينيين وعلى سبيل المثال لا الحصر، قد لخص الوسيط الدولي الكونت برنادوت (التي إغتلته عصابة إشتيرن الأرهابية في 16 سبتمبر 1948) أسباب خروج الفلسطينيين اللاجئين في تقرير له كالتالي: " نتج رحيل اللاجئين الفلسطينيين عن الذعر والهلع الذي سببه القتال، والهجوم على مجتمعاتهم، وبسبب الإشاعات صادقة أم كاذبة عن أعمال إرهابية من قتل وطرد" .
يتجلى هذا في عدة أسباب معقدة أدت إلى الاقتلاع الجماعي للفلسطينيين من أراضيهم، وترتبط عملية التطهير العرقي والاقتلاع الجماعي بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، ففي أثناء حرب 1948، طُهر الفلسطينيين عرقياً بالآلاف على أيدي الميليشيات الصهيونية، وبعد تأسيس الدولة اليهودية طُهر عرقياً الآلاف على أيدي القوات الإسرائيلية وذلك من خلال مجموعة من السياسات التي تنتهك أبسط مبادئ القوانين الدولية. وهذه السياسات تشمل هجمات عسكرية مباشرة على المدنيين (الأماكن المأهولة بالمدنيين)، ارتكاب المجازر، النهب والسلب، تدمير الممتلكات (تدمير قرى بأكملها) والتطهير العرقي للسكان. وواصلت سياستها في التهجير والتطهير العرقي حتى بعد توقيع اتفاقية الهدنة في عام 1949، ويحدد المؤرخ هنري كتن الأسباب في ثلاثة منها :
- طرد وتهجير اليهود للفلسطينيين بالإرهاب والعنف
- انعدام الأمن والأمان في البلاد .
- فقدان وانهيار الجهاز الحكومي الذي يطبق القانون ويحافظ على النظام خلال الأحداث .
فمنذ البداية، نجد محاولة الاستعمار البريطاني تنفيذ وعد بلفور المشؤوم الصادر عام 1917 الداعي إلى إقامة وإنشاء "وطن قومي" لليهود في فلسطين والذي بموجبه التزمت الحكومة البريطانية وأخذت على عاتقها المساعدة في تأمين كافة الشروط اللازمة لإحلال اليهود مكان السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين، وكان أخطر ما قامت به، فتح الأبواب على مصراعيها أمام الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وغض الطرف عن الجهود الحقيقية التي كانت تقوم بها المنظمات الصهيونية، لإنشاء جيش يهودي مدجج بالأسلحة هدفه العمل بكل وسيلة لإقتلاع الفلسطينيين عن أراضيهم وتمكين المستوطنين اليهود من السيطرة عليها، فما أن صدر صك الانتداب البريطاني عن عصبة الأمم في 24 تموز، 1922 ووضع فلسطين تحت الانتداب حتى أصرت بريطانيا على أن تنّتدب على فلسطين، وفعلت لذلك الكثير لكى تفي بما قطعته على نفسها من التزامات للمنظمة الصهيونية العالمية علماً بأن صك الانتداب لم يأخذ بعين الاعتبار رغبة الشعب في اختيار الدولة المنتدبة عليه، وهذا منصوص عليه في ميثاق عصبة الأمم فيما يتعلق بقواعد الانتداب.
الدور الاستعماري في اتخاذ قرار التقسيم (قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقـم 181) لعام 1947 الذي عملت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا على استصداره هذا القرار الذي دفع حوالي 30 ألف فلسطيني للهرب من وطنهم خوفاً من وقوعهم تحت حكم الحركات الصهيونية، بعد أن وقعت بلداتهم وقراهم ضمن حصة اليهود في خطة التقسيم القاضية بإقامة دولتين واحدة عربية فلسطينية والأخرى يهودية على 56% من مساحة فلسطين، وقد قبلت القيادة الصهيونية برئاسة بن غوريون في حينه القرار، فيما رفضه العرب والفلسطينيين (اُنقر هنا لقراءة ردنا التفصيلي لماذا رفض العرب قرار التقسيم)، وفي نفس الوقت صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نفس التاريخ على قرار ينهي الانتداب البريطاني على فلسطين اعتباراً من آيار 1948، وفي أعقاب ذلك شرعت المنظمات الصهيونية في احتلال مواقع الانتداب البريطاني وفرضت قرار التقسيم على أرض الواقع وقد أعدت الحركة الصهيونية نفسها لمثل هذه اللحظة مسبقاً وكانت مخططاتها جاهزة. تثبت الدراسات أن اللجوء الفلسطيني عام 1948، جاء بشكل رسمي نتيجة لعدوان يهودي صهيوني مخطط ومرسوم بعناية تامة، ونوايا مبيته نفذتها العصابات والمنظمات العسكرية اليهودية ومنها: عصابات الهاغاناه، الأرغون، شتيرن، وليحى، وقوات البالماخ وإتسل، تلك المنظمات المسلحة اللاشرعية، التي أنشأتها ومولتها الوكالة اليهودية في فلسطين، والجيش الإسرائيلي فيما بعد.
تراوحت المزاعم الصهيونية في هذا المجال بين إدعاء دعوة الزعماء والقادة العرب للفلسطينيين بالخروج من هذه الديار، وبين خروجهم الاختياري. الوقع أن الفلسطينيين أخرجوا من ديارهم، عنوه، وليس بموجب اختيارهم، وما إدعاء الصهاينة إلا بهدف إسقاط حق الشعب الفلسطيني في العودة، ما دام قد ترك بلاده مختاراً، دون أي ضغط.[/align]
يتبــــــع>>>
|
|
|
|