(فتاة البسكويت / مجموعة قصصيّة)
عن الهواجس
 نتحدث
نظرة شخصيّة بعين القارئ / محمّد الدّواخلي - مصر
ثمّ نجد حب التملك الممتزج في الرغبة بالشعور بالاحترام الذي تحول لصورة مرضية مع عاشق الكراكيب (في كلنا نريدك ) . حتى عند غياب الحوار الداخلي كما في (أوغاد) نجد حوارا بين صديقتين إحداهما تمثل الصورة السلبية لمواجهة غدر الرجال (وهي فكرة متكررة بطريقة لا بأس بها بين ثنايا المجموعة) وبين الصورة الانتقامية الايجابية في الصديقة الثانية..
 
ما قد آخذه على الكاتبة - ولو أنني لست سوى قارئ عادي يدلي بانطباعاته - هو الصور البيانية، مركبة بطريقة معقدة  خاصة في بدايات بعض القصص. تجد تشبيه داخل تشبيه يؤدي إلى استعارة في نهاية السطر!.. في قصص أخرى مثل (كلنا نريدك) (ولماذا أندم) تحررت الكاتبة بعض الشيء من هذا القيد فانطلقت كلماتها تتنفس ريح الحرية في ذهن القارئ.
 
من حيث حبكة القصص فقد تنوعت أيضا، وهي محكمة إلى حد كبير فبعضها يعتمد على مفاجأة القارئ التي قد تصل لحد الصدمة، وبعضها يعتمد على الهواجس العامة التي نشعر كلنا بها فننفعل معها (مثل: (حظ) حيث الخوف من المستقبل مدفون فينا جميعا)..أحيانا عن طريق الإدهاش والتشويق حيث نتساءل: لماذا فعل هذا في (ولماذا أندم) أو هل سينجح؟ كما في (فتاة البسكويت)..
 
من حيث الألفاظ:
 
 أغلب ألفاظ الكاتبة سهلة يسيرة مناسبة لجو النص، باستثناء إلحاح غير محمود في استخدام الوزن استفعال في القصص الثلاث الأولى حيث أن هذا الوزن الذي هو ذروة الزيادة في الفعل يدل على قمة الجهد المبذول لم يكن له احتياج في الأحداث وأحيانا بدا محشورا من قبيل الزينة رغم تناقضه مع جو الجملة. (طبعا مرة أخرى لست ناقدا متخصصا وإنّما أنقل انطباعي كقارئ)..
بعض قصص المجموعة كنت مركزة واضحة، البعض الآخر شابه شيء من التكرار وبدا أن الاختصار سيفيده. ولكن حتى في هذا لم يصل لدرجة الملل أو مضايقة القارئ. وهذا يُحمد للكاتبة أن فراملها أجادت التوقف في الوقت المناسب حتى ولو لم تترك مسافة الأمان الكافية في بعض الأمثلة القليلة .
 
من الطريف أن قصة (أوغاد) التي حازت قدرا أكبر من التكرار كانت من أقوى قصص المجموعة على الإطلاق!
 
محمّد الدواخلي 
19-1-2008م