عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 08 / 2009, 11 : 05 AM   رقم المشاركة : [3]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

رد: القدس التى توحدنا...

[align=justify]
القدس التى توحدنا
علاقات التعايش الإسلامى المسيحي...
الأب د. حنا الكلداني
إن التعايش فى المفهوم المسيحى العربى والفلسطينى بالذات لم يكن يوما ما من باب الرفاهية الخيالية أو الشطط الفكري، بل هو فصل لاهوتى رئيس تتراكم من حوله الخبرات الإنسانية لتحقيق إرادة الله بالنسبة لنا كعرب مسيحيين. ويعد نص بيان "الحضور المسيحى فى الشرق شهادة ورسالة" لبطاركة الشرق الكاثوليك، نصا مرجعيا فى دراسة علاقات التعايش الإسلامى المسيحي. وجاء فى رسالة البطاركة الكاثوليك ما يلي:
"إن العيش المشترك بيننا على مدى قرون طويلة يشكل خبرة أساسية لا عودة عنها، وجزءا من مشيئة الله علينا وعليهم... إن عيشنا المشترك الذى يمتد على قرون طويلة يشكل، بالرغم من كل الصعوبات، الأرضية الصلبة التى نبنى عليها عملنا المشترك حاضرا ومستقبلا، فى سبيل مجتمع متساو ومتكافئ لا يشعر فيه أحد أنه غريب أو منبوذ.
إننا ننهل من تراث حضارى واحد نتقاسمه وقد أسهم كل منا فى صياغته انطلاقا من عبقريته الخاصة. إن قرابتنا الحضارية هى إرثنا التاريخى الذى نصر على المحافظة عليه وتطويره وتجذيره وتفعيله كى يكون أساس عيشنا المشترك وتعاوننا الأخوي. إن المسيحيين فى الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسلمين، كما أن المسلمين فى الشرق هم جزء لا ينفصل عن الهوية الحضارية للمسيحيين. ومن هذا المنطلق فنخن مسؤولون بعضنا عن بعض أمام الله والتاريخ".
"الحضور المسيحى فى الشرق، شهادة ورسالة. رسالة راعوية مشتركة يوجهها بطاركة الشرق الكاثوليك إلى مؤمنيهم فى شتى أماكن وجودهم. عيد الفصح 1992. ص: 43". وعن العلاقات المسيحية الإسلامية، يعد مقال الأب رفيق خورى " ستقبل العلاقات الإسلامية المسيحية فى فلسطين "، مرجعا مهما، وهو منشور فى مجلة " اللقاء" "العدد الثانى 1997". ويقسم الكاتب هذه العلاقات إلى ثلاثة مستويات:

الإطار التاريخى للعلاقات الإسلامية المسيحية فى الشرق:

مما لا شك فيه أن الخبرة الفلسطينية والمقدسية فى مجال العلاقات الإسلامية المسيحية تتسم بطابع خاص. ولكن هذه الخبرة تنتظم فى إطار أوسع، هو الإطار العربى فى مجمله. وأهم معالم هذه الخبرة ما يلي:

1- القرابة الحضارية: إن المسيحيين والمسلمين فى الشرق ينتمون إلى حوض حضارى واحد هو الحوض السامى الذى بقى بالرغم من تنوع تعبيراته اللغوية قاسما مشتركا أكيدا. ولعبت الجزيرة العربية دور الخزان البشرى الكبير عبر موجات متعاقبة على تغذية هذا الحوض الحضاري. وتفسر هذه القرابة الحضارية، على الأقل جزئيا، التوتر المستمر بين المسيحيين المحليين والبيزنطيين، وحسن استقبال المسيحيين المحليين الفتوحات الإسلامية. وقد أنتجت القرابة الحضارية تعاونا ثقافيا بين المسيحيين والكيان الإسلامى الجديد، أسفر عن ازدهار العلوم والترجمة. ويمكن أن نضيف أن هذه الظاهرة تكررت فى النهضة العربية فى القرن التاسع عشر، حيث اسهم المسيحيون إسهاما أساسيا فى إرث ثقافى يبقى جزءا عضويا لا يمكن تجاوزه فى ثقافتنا العربية المعاصرة.

2- تعرب كنيسة الشرق: تكونت كنيسة الشرق من أعراق متعددة وطقوس كنسية مختلفة. وتعود أصول الكثير من مسيحيى الشرق إلى القبائل العربية المسيحية ما قبل الإسلام، ولا سيما فى الأردن وفلسطين. فيفخر الأردنى والفلسطينى المسيحى بعروبته دوما، لانحداره من قبائل عربية قبل الإسلام. ولكن قد يفخر المسيحى العراقى والمصرى واللبنانى أحيانا بغير العروبة لانحداره من أصول آشورية وفرعونية وفينيقية ظهرت كدول وحضارات قبل الإسلام. وفى هذا السياق، ليس للمسيحى الأردنى والفلسطينى لغة غير العربية، فهى لغته الأم. بينما لدى مسيحيى الشرق الأوسط " لغات أم " اقدم من العربية، كالآشورية والسريانية والقبطية، لا تزال هذه اللغات مستعملة أحيانا فى الحياة اليومية وفى الصلوات.

وقد تسارعت عملية التعريب لتشمل كل مكونات المسيحية الشرقية منذ القرن السابع. وقد تبنى مسيحيو الشرق اللغة العربية بجانب لغاتهم الشرقية السامية القديمة فى كافة مناحى الحياة اليومية والثقافية والعبادية. وبين القرن الثامن حتى الرابع عشر، ظهر ما يعرف بالأدب العربى المسيحي، الذى لا توليه الجامعات العربية اهتماما كبيرا، ولا تزال مخطوطاته تقبع فى ظلمة المكتبات وارشيفات الأديرة والبطريركيات. ولا شك أن دراسته تعد ضرورية لاستكمال رسم معالم الصورة الثقافية العربية والإسلامية.

ويعود الفضل فى التعريف بهذا التراث العربى للعلامة الألمانى جورج غراف الذى نشر بين سنة 1944 وسنة 1953 فى اللغة الألمانية كتابه المشهور " تاريخ الأدب العربى المسيحي" وفى السنوات الأخيرة برز العلامة الأب سمير خليل العامل فى الجامعات البابوية كداعية نشط وفاعل فى التعريف فى هذا الأدب وتحقيقه ونشره من خلال الدراسات الجامعية، ولا سيما فى الجامعات الكاثوليكية والبابوية.

3- وحدة مسيحيى الشرق حول الثقافة العربية: عانت مسيحية الشرق انقسامات وصراعات داخلية، كان سببها التنوع الثقافى واللغوى والصراعات السياسية. ولكن شكلت الحضارة العربية الإسلامية واللغة العربية عامل وحدة وتواصل بين الجماعات المسيحية، وإن كانت متنافرة أحيانا. فعلى الرغم من الخلافات اللاهوتية راح مسيحيو الشرق يتكلمون لغة واحدة هى العربية، وانتقلت المؤلفات اللاهوتية من جماعة إلى أخرى.

فمثلت اللغة العربية الدور الذى قامت به اللغة اليونانية فى العالم المسيحى القديم، والدور الوحدوى الذى لعبته اللغة اللاتينية فى الغرب المسيحى فى العصور الوسطى.

4- الحوار الإسلامى المسيحي: لقد اتسمت بعض الكتابات الحوارية الإسلامية المسيحية بالجدل المسموم والعقيم، ولكنها تميزت أيضا بالروح الفروسية والدفاعية. وكان من وراء هذه الحوارات جوا رحبا منفتحا متلهفا للمعرفة ويستأنس المنطق ويبتعد عن التعصب. واشهر ما نشر من هذه الحوارات: "مجالس إبراهيم الطبراني" التى نشرها فى دراسة نقدية المطران بولص مارقوتسو مطران الناصرة.

والطبرانى راهب عربى من طبرية من قبيلة قحطان، ومجادله هو الأمير عبد الرحمن الهاشمى وكان أميرا على القدس فى القرن التاسع الميلادي. وهذا الجدل اللاهوتى هو جزء من التعايش الإسلامى المسيحية عبر العصور. وما تنظمه المؤسسات المختصة اليوم من مؤتمرات ولقاءات فى الحوار الإسلامى المسيحي، يعد سيرا ومتابعة لخطى السلف الطيب الكريم عبر العصور.

5- صعوبات هذه الخبرة: من السذاجة وغير الواقعية التستر على الصعوبات التى مرت فى خبرة العلاقات الإسلامية المسيحية. فقد مرت هذه الخبرة فى فترات عسيرة. فإن الأجواء المتسامحة التى تميزت بها القرون الأولى لم تتبع خطا مستقيما. ويكفى أن نعطى عصر الحاكم بأمر الله الفاطمى مثلا على ذلك.

وتعدد روايات ونصوص العهدة العمرية، تؤكد المد والجزر فى العلاقات الإسلامية المسيحية بين العسر واليسر. فهناك رواية الطبرى والبلاذرى والطرطوشى وسعيد بن بطريق. وتقدم العهود العمرية معلومات متناقضة أحيانا وخصوصا المتأخرة منها زمنيا، فبعضها ينسب إلى عمر شروطا مذلة على نصارى القدس وأخرى تمنح النصارى مكانة ممتازة فى حمى الإسلام. والتفسير المنطقى لتعدد العهود العمرية عظمة عمر فى نظر المسلمين والمسيحيين على حد سواء، فنسبت إليه عهودا فى مختلف الحقب التاريخية لتثبيت حق ما أو تكريس واقع قائم.

6- الحـالـــة الفلسطينيـــة:نتوقف عند بعض العلامات البارزة للخبرة الفسلطينية التى ترتبط بواقع التعايش الإسلامى المسيحى فى القدس، وهي:

1-موقع فلسطين الاستراتيجى والديني:

من الناحية الاستراتيجية تقع فلسطين بين ثلاث قارات، ومثل هذا الموقع يجعل فلسطين نقطة لقاء. وهذا اللقاء التراكمى عبر التاريخ لم يكن دوما سلميا، ولكنه أتاح الاختلاط بين الشعوب والثقافات والديانات، مخلفا وراءه أثرا لا يمحى على ملامح المجتمع الفلسطيني.

أما العامل الديني، فتشكل من كون القدس وفلسطين عموما أرضا مقدسة للديانات التوحيدية الثلاثة، مما يدمغ الأرض المقدسة بطابع خاص حول علاقة الإنسان بالمكان والذاكرة الدينية والتاريخية، ويشكل نمطا خاصا من العلاقات بين مواطنين من أديان مختلفة تجمعهم ارض واحدة. وفى هذا السياق التاريخى الدينى فإن الخطاب القائل بان فلسطين أرضا إسلامية ووقفا إسلاميا يخرج منطقيا عن المحتوى التاريخى للقدس ويشوه الصورة الكلية الجامعة للقدس.
أما القول إن فلسطين والقدس فى قلبها، ارض عربية اقرب إلى الحقيقة التاريخية. وجاء فى وثيقة الاستقلال الفلسطينية التى أعلنت فى الجزائر سنة 1988: " على ارض الرسالات السماوية إلى البشر، على ارض فلسطين ولد الشعب العربى الفلسطينى مطعما بسلالات الحضارة وتعدد الثقافات مستلهما نصوص تراثه الروحى والزمني".

2- التعرّب المتقدم لفلسطين والقضية الفلسطينية: إن مسيحيى فلسطين يعون وعيا عميقا وعفويا بأنهم عرب وفلسطينيون، فالعروبة هوية مقبولة ومستوعبة من غير إشكاليات. ومن هذا المنطلق يمكن أن نلاحظ أن المسيحيين الفلسطينيين لم يفكروا قط بكيان سياسى منفصل، كما حدث فى أجزاء أخرى من العالم العربي، فقد ظهرت بعض التيارات الانفصالية عبر الماضى فى لبنان ومصر والعراق والسودان، ولم يكتب لها النجاح، أما فى المستقبل فنتمنى لها الإخفاق الذريع. كما باءت بالفشل محاولات الاحتلال لاسعار الفتن الطائفية.

وهذا هو الإطار الذى يجب أن نفهم فيه أيضا الانتقادات التى وجهت إلى الكوتا، أى نسبة المسيحيين فى المجلس التشريعي، التى خصصت للمسيحيين فى الانتخابات الفلسطينية الأولى. ولعل الكوتا هى حل مؤقت للشعوب النامية فى المجال الديمقراطي، والتى قد لا يرى بعض مواطنيها الحدود بوضوح بين الانتماء القومى والديني! والنضال تحت الاحتلال وحّــد الفلسطينيين، ولكن الذاكرة الفلسطينية أيضا لا تزال ترزح تحت عبء التاريخ: الحروب الصليبية، تدخل القوى الأجنبية، الاستعمار، الحمايات، نظام الذمة، ضغوطات الأكثرية، عقدة الأقلية والطائفية والرؤية الإسلامية الاستحواذية للتاريخ...الخ.

8- رؤيــــة مستقبليــــة: ما هى الحدود بين الأمانى والحقيقة؟ وخاصة وأننا فى مجال مسار إنسانى فى التاريخ، كثيرا ما يتخطانا ويفوتنا، ولكن الأمل رهان، ومع هذا الرهان نستمر فى تفكيرنا ووجودنا المشترك. والأمل لا ينطلق من فراغ، إنما تعززه مجموعة من المعطيات.

1- مستقبل واعد محفوف بالمخاطر: إن الشروط الموضوعية لمستقبل واعد فى مجال التعايش الإسلامى المسيحى تعززه إرادة الطرفين فى أن يعطوا امتدادا إيجابيا للخبرة التاريخية فى العيش معا. ولكن هذا المستقبل محفوف بالمخاطر، وأهمها:

أ" تحدى عدم الاستقرار: إن العالم الذى نعيش فيه يمر من أزمة إلى أزمة، تضعه فى حالة عدم استقرار على جميع الأصعدة. إن العلاقات الإسلامية المسيحية لا يمكن سلخها عن هذا الحراك الواسع الذى يخترق المجتمع. فإن الخطر الكامن فى مثل هذا الوضع المتأزم هو التطرف الذى لا يشكل المناخ الصحى لتطوير مشروع مجتمعى يستجيب لحاجات المجتمع ويتيح رؤية سليمة للعلاقات الإسلامية المسيحية.

أما وضع الاحتلال القائم فيعد حجر عثرة فى تطوير علاقات اجتماعية سليمة فى فلسطين. فما زال الشعب ورئيسه تحت الحصار. وجاء فى كلمة البطريرك ميشيل الصباح فى مؤتمر المسيحيين العرب، الذى عقد فى عمان تحت الرعاية الملكية السامية فى 11/2/2002: "وما زالت الدماء تسيل بغزارة، تستصرخ من يوقفها. والعدل هو الذى يوقفها.
والحق العربى والفلسطينى هو الذى يوقفها وهو الذى يزيل العذر الذى يحاول أن يبرر استمرار سفك الدماء، أى أمن الكيان الصهيوني ( الاحتلال ). لأن أمن الكيان الصهيوني ( الاحتلال ) له باب واحد وسياج واحد. لا هو فى الأسلحة ولا هو فى تأييد العالم له. بل هو فى العدل إذا تحقق، وإذا المظالم توقفت. فتصير القلوب الصديقة، وهى فقط، باب الأمن وسياجه المنيع. إن مهمتنا ككنائس مسيحية هى أن نقف إلى جانب كل مظلوم وفقير، إلى جانب كل مظلوم يطالب بأرضه وحريته، لنكون صوتا وحمى له، مهما طالت المحنة وتنوعت. ومهمتنا هى أن نبقى الأمل حيا فى نفوس الناس حتى يحق الحق." "....".

[/align]
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس