عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 08 / 2009, 28 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الكتابة وشخصية المؤلف

[align=justify]
يصر كثيرون على الربط المحكم بل الحتمي بين شخصية الكاتب وكتابته بل يرون في تصميم أكثر تأكيدا على أن الكاتب الذي لا يعبر عن موقفه وشخصيته وأسلوبه وحياته في الكتابة يكون كاتبا هامشيا لا يصدر في كتاباته عن حقيقة يجب أن ينظر لها القارئ بعين التقدير والاحترام ..فهو في هذه الحال كاتب يناقض نفسه ويكذب على قارئه ..وقد بقي النقد على هذا زمنا طويلا حتى جعل كل كتابة معبرة عن كاتبها ، ولا نستغرب أن نجد النقد في كثير من حالاته يدرس الأدب من خلال علاقته بالكاتب والصدور عنه..مما يعني أنّ النص لم يعد بمعزل عن كاتبه أو مؤلفه وربما محيطه ، أي أننا محتاجون لعملية إسقاط مع كل خطوة نخطوها وما أسهل أن نؤثر على النص ونحكم عليه حكما ناقصا مبتورا مشوها من خلال حكمنا على الكاتب ..فهل هذا صحيح ؟؟..
القول بعكس ذلك يعني مواجهة سيل من النقد الذي يرى أن الكتابة موقف وأنه على المؤلف ألا يتخلى عن هذا الموقف مهما كانت الأسباب . نتطرق هنا مباشرة إلى نشوء هذا الحكم من مقولة الالتزام التي رأت أن على كل أديب أن يكون صورة أو مرآة لما يكتب كما الأدب صورة ومرآة عن الكاتب في علاقة تبادلية لا فصم بين طرفيها ..وفي هذه الحالة مات القول بالفن واستقلالية الفن وكونه تعبيرا عن حالة من الحالات أو التجارب التي يعيشها الإنسان ..كما تم في هذا القسر التفسيري إبعاد الخلق والخيال والاختراع وبناء الشخصيات التي قد تناقض كثيرا مؤلفها بل قد تسبقه في التفكير والفعل وغير ذلك ..والمطابقة بين الكتابة والمؤلف موقفا وفكرا تعني لجم الحالة الإبداعية وجعلها شبه ميتة أو قتيلة وهذا مناقض كلية لما هو فني أو أدبي قائم على الخلق والاختراع وإيجاد شخصيات من ساحة الخيال والحلم والتصور والتطلع ..وحين تكون الشخصية نابعة من أحادية صورة المؤلف تكون صورة ناقصة مبتورة محدودة مهما تطورت وأيضا لن نجد تعددا في الشخصيات يفترضها الأدب أو تكون من أسسه التي لا يمكن الاستغناء عنها ..
لا نلغي أن يكون الأديب صاحب موقف ورؤية وفلسفة وفكر وما إلى ذلك ، لكن كل هذا لا علاقة له بأدبه وشخصياته وصوره ..فهو في حال الكتابة مؤلف أو مخترع ومبتدع قد يأتي بشخصية تناقض كل طباعه وما يؤمن به ، وقد تكون هذه الشخصية سلبية في كل شيء ، فهل يعني ذلك أن يكون سلبيا سيئا كما شخصيته . قد يكتب شاعر ما قصيدة مليئة بالفرح والتفاؤل ويكون في حالة غريبة من التشاؤم والإحساس باللاجدوى .. كل هذا جائز وطبيعي ولا جدال حوله والقول بغير ذلك مجرد تنظير لا يصل بنا إلى شيء ..
كثيرا ما نقرأ عن ممثلين يقومون بأدوار تبعث على الضحك حتى يظن الناس أن حياتهم مليئة بالضحك والفرح والسعادة وندهش حين نسمع منهم أنهم في بيوتهم يعيشون حالة شديدة من حالات الكآبة التي تؤثر على كل من حولهم حتى أننا لا نكاد نصدق أن هذا الإنسان الذي يبعث في نفوسنا كل هذا الكم من الضحك والفرح والسرور إنسان لا يعرف الابتسامة في حياته العادية ..ومثل هذا كثير نسمعه من الممثلين أنفسهم وهم يعبرون عن حياتهم وأدوارهم ولا ننسى قول كثيرين منهم إن الممثل يتقمص دوره الجديد حين يصعد خشبة المسرح ليكون إنسانا آخر ..
كذا الكاتب والمؤلف وخالق الشخصيات والحكاية الأدبية .. هي بالتأكيد قطعة من الخيال قد تقترب أو تبتعد عن حياة الكاتب لكنها بالتأكيد لا يفترض أن تكون معبرة عن شخصيته دون فاصل !!..

[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس