عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 08 / 2009, 45 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الماغوط عازف الكلمة النازفة

[align=justify]
ربما كان علينا أن نتملى أكثر في ملامح وجهه وحركة إبداعه وأبعاد إنسانيته ، كي نحفظ تفاصيل الحزن الساخر ، أو السخرية الحزينة !!.. فكاتب مثل محمد الماغوط ، يبقى كاتبا مفاجئا مدهشا طازج التعبير في كلّ حالة من حالاته .. ويوم عرفناه عن قرب في جريدة " تشرين " هو والأديب الكبير زكريا تامر ، قبل سنوات طويلة ارتبطت بتأسيس " تشرين – 1976- وامتدت مع عزف تامر والماغوط المنفرد في زاوية من زوايا الصفحة الأخيرة ، حيث كانا يتعاوران العزف ، فيأتي كل منهما بما يخلب اللب .. وحين تترك الكتابة لتشاطئ اليوميات المعاشة في تشرين وقتها من خلال عملنا اليومي ، يأخذك الماغوط بكلماته المختصرة المشغولة بميله إلى الوحدة ، ويأسرك زكريا تامر بصخبه وتواصله مع الحياة دون اشتراط أو قاعدة .. ولكل منهما كم من الإبداع يدهش .. وهما صديقا عمر وأدب وربما سخرية لا حدّ لها !! ..
هل كان على محمد الماغوط أن يرحل ساخرا إلى هذا الحد حتى من وضع يده على مال جائزة يستطيع من خلاله أن يمد لسانه للفقر والتسكع والتشرد ؟؟.. لكن حتى هذا المال رأى الماغوط انه سيكون في جزء كبير منه لشراء الدواء .. وفي جزئه الآخر إلى ما ليس يدري!!.. هو الماغوط .. الشاعر الذي أسس مع أدونيس وانسي الحاج لقصيدة النثر ، دون أن يعرف انه فعل ذلك .. أو ربما ما همه في كثير أو قليل أن يؤسس أو لا يؤسس !!.. كان همه أن يكتب ما يأتيه هكذا دون رتوش .. وهو الذي دخل أحد الأحزاب من اجل مدفأة وجدها في المكتب .. ربما هذا أحد سخرياته الجارحة المؤلفة عفو الخاطر !!.. وهو الذي انفتحت أمامه سبل الكتابة في كل مجال ، فرفض أن يكتب إلا ما يؤسس لمدينته الساخرة ، وما يؤمن بضرورة كتابته .. إضافة لكل ذلك ، فهو الملول الزاهد ، المسرع للترك والنبذ حين يمل .. فغدارة الظهر لما هو ممل فلسفة خالصة عنده تتميز بسخرية لا يعرفها من عايش نفور حرفه ووقع خطواته على أرصفة كانت تقوده إلى كل المقاهي ، ومن بعد إلى عصاه التي يتوكأ عليها ، ثم إلى كرسيه المتحرك ، المحاذي لسريره في البيت ، هذا السرير الذي أصبح شارعه ونافذته ومجال تحركه !!.. وحتى كل ذلك ، كان مثار سخرية بالنسبة له .. فهل كان الماغوط الآتي من السلمية الشعر والأدب العائد إليها – 1934/ 3نيسان 2006 - رسام كاريكاتير بالكلمة ، حتى في مسار حياته ؟؟..
تستوقفني صورته " أنا مسافر وقلبي عائد مع دخان القطار " تلك الصورة التي استشهد فيها كاتبنا المبدع حين م يوسف .. فالرجل يبني حالة من فوضى الصور وخلخلة المعنى وإشعال كل مراكب الإدهاش .. وأكثر شعره في دواوينه الأربعة " حزن في ضوء القمر " .. " غرفة بملايين الجدران" .. " الفرح ليس مهنتي " و" العصفور الحدب " إلى جانب كتابه الذي كما كما من المقالات والزوايا بعنوان " سأخون وطني " بصمات لا تمحى من ذاكرة الإبداع ...
المدرسة تندفع المبدع على الشعور بالقيد ن فيتركها . اللغة الأجنبية لا يعبر عون شيء ،فلماذا يضيع الوقت بتعلمها !!.. أشياء كثيرة لا تعحبه في الوطن فلا بد انم يدير ظهره للتجارة بالكلمة صارخا جريئا متحديا صعب المراس ، مصرا على البقاء في وطنه ، ومن لا يعجبه من أصحاب الياقات لهم أن يضربوا الجدران برؤوسهم . .
محمد الماغوظ كان يمشي على حد السيف في التعامل مع الكلمة .. صعب أن تجد شاعرا له كل هذا الجمال والذوبان في التعامل مع المفردة .. ربما هو الشاعر الوحيد الذي دخل بوابة القصيدة من سبل الدهشة ن وبقي كذلك ، طوال حياته .. اسمع له يقول :
الآن
في الساعة الثالثة من القرن العشرين
حيث لا شيء
يفصل جثثَ الموتى عن أحذيةِ المارة
سوى الإسفلت
سأتكئ في عرضِ الشارع كشيوخ البدو
ولن أنهض
حتى تجمع كل قضبان السجون وإضبارات المشبوهين
في العالم
وتوضع أمامي
لألوكها كالجمل على قارعة الطريق..
حتى تفرَّ كلُّ هراواتِ الشرطة والمتظاهرين
من قبضات أصحابها
وتعود أغصاناً مزهرة "مرةً أخرى
في غاباتها
أضحك في الظلام
أبكي في الظلام
أكتبُ في الظلام
حتى لم أعدْ أميّز قلمي من أصابعي
كلما قُرعَ بابٌ أو تحرَّكتْ ستاره
سترتُ أوراقي بيدي
كبغيٍّ ساعةَ المداهمة
من أورثني هذا الهلع
هذا الدم المذعور كالفهد الجبليّ
ما أن أرى ورقةً رسميةً على عتبه
أو قبعةً من فرجة باب
حتى تصطكّ عظامي ودموعي ببعضها
ويفرّ دمي مذعوراً في كل اتجاه
كأن مفرزةً أبديةً من شرطة السلالات
تطارده من شريان إلى شريان
آه يا حبيبتي
عبثاً أستردُّ شجاعتي وبأسي
المأساة ليست هنا
في السوط أو المكتب أو صفارات الإنذار
إنها هناك
في المهد.. في الرَّحم
فأنا قطعاً
ما كنت مربوطاً إلى رحمي بحبل سرّه
بل بحبل مشنقة
مرعب أن يكون الشعر حادا على هذه الشاكلة .. لكنه الماغوط صاحب " سأخون وطني " وهو الذي لم يخن ، والذي لا يعرف أن يخون .. غنه الشاعر المجنون في لعبة ملاحقة خيوط العتمة في أي مكان كانت !!.. هكذا الشعراء الذين لا يبيعون أنفسهم للسلطان ..
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس