عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 08 / 2009, 46 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

الماغوط والملوحي والعجيلي ثلاثة من جيل العمالقة يرحلون

[align=justify]
يكونون بيننا ، يتمدد الزمن فنتعود وجودهم كمسلمة من المسلّمات .. نراهم ، نحادثهم ، نقرأ لهم.. ونكاد لا نصدق أنهم في غفلة منا سيشعلون مراكب الرحيل ويطوون أوراق تواجدهم بيننا ويذهبون .. ومن يعرف عبد المعين الملوحي ، ومحمد الماغوط ، وعبد السلام العجيلي عن قرب ومن خلال القراءة والمتابعة ، يعرف أن ذهاب ثلاثة من جيل العمالقة في وقت واحد ، ودون فاصل زمني ، إنما يشكل خسارة كبيرة للأدب العربي ، وأي خسارة ؟؟..
يوم 21 آذار 2006 رحل عبد المعين الملوحي ليدفن في مدينته حمص .. ويوم الاثنين 3 نيسان 2006 رحل محمد الماغوط ليدفن في مدينته السلمية بمحافظة حماه... ويوم الأربعاء 5 نيسان 2006رحل عبد السلام العجيلي ليدفن في مقبرة حطين بمدينته الرقة .. أيام قليلة تفصل بين رحيل الواحد منهم والآخر.. هل كان الموت قاسيا إلى هذا الحد ؟؟.. أم أنها الحياة تشعل فتيل دورانها الغريب العجيب دون أن تنتظر كعادتها ؟؟..
يصعب أن تختصر عطاء كل واحد من هؤلاء بسطور .. فالملوحي شاعر وباحث وناقد ومحقق له أكثر من مائة كتاب مطبوع ، ومائتي مخطوط كما أخبرني .. والعجيلي الذي رحل وحركته الدائبة لا تهدأ كتابة وحضورا ، رغم المرض في الفترة الأخيرة ، أعطى قصة ورواية وحكاية ومقالات وقبل كل ذلك شعرا ما يملأ المكتبات والذاكرة بالكثير ، مؤلفاته تزيد على الأربعين .. والماغوط الذي أسس لقصيدة النثر وظل وفيا للدهشة في القصيدة والمقال والمسرح ، ترك من المؤلفات ما يدهش ويغني ، وتكفي دواوينه الأربعة " حزن في ضوء القمر " .." غرفة بملاين الجدران " .." الفرح ليس مهنتي " .." العصفور الأحدب " في مجال العطاء عطاء .. ..
ولكل واحد من هؤلاء سيرة غنية تداخل في خطوطها خطوط المطر والريح والشمس الدافئة .. لم يكن عبد المعين الملوحي المولود في حمص عام 1917 إلا المغامر الأديب الذي انتقل من أقصى الإلحاد إلى أقصى الإيمان ، تجاربه وأحزانه وانكساراته ، أشعلت قصائد غضب إن كان بموت زوجته وابنته ، أو إحساسه بالغربة .. ثم يحط المركب في حالة هدوء تجعله يتفرغ للأدب ويعطي الكثير .. وعبد السلام العجيلي المولود في الرقة عام 1918كان الأديب الطبيب الرحالة ، الذي عرفته الأرض بشرقها وغربها .. حول الأدب إلى نبض يومي يقارب كل الناس مستفيدا من عمله في الطب وإنسانيته الفذة مع مرضاه وكل من يعرفه ولا يعرفه ، فكان الأدب رسالة وحكاية وقصيدة إنسان معطاء .. وهو الذي كان يشقيه أن يصله كتاب ولا يقرؤه ، إذ من غير المنطق أن يقصده احدهم بإهداء كتاب له ، فلا يبادله التحية بالقراءة والنصح وقت الحاجة .. ومحمد الماغوط المولود في السلمية عام 1934 ، كان الشعر في إنسان، والبساطة الصعبة في رجل ، والإدهاش في هيئة كاتب .. تقرأ شعره فتضيعك الصورة وتذهلك " أنا مسافر وقلبي عائد مع دخان القطار " .. كان الساخر الهادئ ، والهادئ المشاكس ، والثائر ضد كل ظلم.. أسس لقصيدة النثر ولم يقل يوما إنني الذي أسس .. كتب المقالة التي تقطر سخرية وبقي على هامش الدهشة غير مبال بشيء .. طارت مسرحياته ودقت أبواب الريح والفضاء وما حركت فيه شعرة من غرور .. جاءته أموال جائزة العويس فقال سأصرف الكثير منها على شراء الدواء .. انظر إلى جزء صغير من شعره لتعرف كم هو رائع في قصيدة النثر ، وكم هم تائهون حائرون من يكتبون قصيدة النثر اليوم ، يقول :
أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف
ولكنني أحب الرصيف أكثر
.....
أحب النظافة والاستحمام
والعتبات الصقيلة وورق الجدران
ولكني أحب الوحول أكثر
رحم الله هؤلاء العمالقة .. كانوا الحضور الفذ في زمن شاخ فيه الأدب أو كاد .. وتركونا نبحث عن الكلمة الحقيقية التي تشبه كلماتهم .. فكم سيطول الطريق وكم سيطول البحث !!.. رحمهم الله..
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس