عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 08 / 2009, 01 : 02 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

ضوء في الداخل تماما

[align=justify]
مع فوران حالة الحنين حتى امتداد شجر القلب بأوراقه وثمره على مدار العمر خصبا، يسألنا الكثيرون عن هذه القدرة الغريبة في المحافظة على تواجد بل تصاعد وهج الشوق إلى البلد ، وهو الذي ما رأيناه ولا عرفناه ميلادا لكن من خلال ذاكرة الأهل والأقارب والأحباب ، إضافة إلى بطون الكتب ، وما يتبع من مشاهدات مصورة .. والعذر كلّ العذر للسائل إن سأل وللمستغرب إن استغرب ، فما يحدث يثير الاستغراب ، مع أنّ الجواب جدّ بسيط بالنسبة لنا .. كيف ؟؟..
منذ الطفولة ربما ، حتى لا نرجع بالأمر إلى حليب الأمهات فيظنّ السائل أننا نبالغ ، يوقد الأهل في داخلنا تماما ضوء الأمل ، وهو ضوء تصغر أمامه كل الصعاب والتضحيات والخطى ، حيث الوطن هو المبتغى والمراد شمس للحرية لا تغيب ، ومع هذا اليقين لا شيء يقف في الوجه أو في البال كعائق أو مثبّط ، فكل واحد منا مزروع في داخله أنّ العودة إلى فلسطين واقع لا مجال للجدال حوله أو الأخذ والردّ فيه .. إنه الأمل اليقيني المطلق ..
شكل الحياة عند كل واحد منا تابع نابع من هذا الأمل ، راجع في الجزئيات والتفاصيل له، منطلق من معانيه الكبيرة .. من هنا يصير الواحد منا حالة إصرار دائمة على أنّ كل السبل لا بدّ أن تؤدي إلى فلسطين مهما طالت السنوات ومرت الأيام .. كل شيء يحدث وسيحدث يبقى على الهامش إن لم تكن فلسطين مراده ، وهو الأساس والمرتكز حين يكون متوجها إلى البلد شاربا من مائه مندفعا داخلا في عليل هوائه .. الحياة صورة تكبر وتختزل ، تكون مدّا أو جزرا ، في أيامها ولياليها ، نبعها ومصبها الوطن .. فكيف لا يكون الضوء شديد السطوع ؟؟.
السؤال عن حالة التوقـّد والشوق والولع الدائم سؤال جائز حين نكون خارج لهيب الاشتعال بحب هذه المعشوقة الرائعة إذ لا يعرف المعنى ومؤداه غير من جرب وخبر حبها وحدها لأنها محرك هذه الحالة .. فالمغتسل بماء الشمس الفلسطينية والراجع أبدا إلى ريحان العشق لها وفيها يتحرك على وقع نبضها ولا يبتعد عن دربها كيفما كانت مدة الابتعاد طولا .. كلمة اللجوء ارتسمت في البال والذاكرة والملامح والنفس وشكل الحياة لتكون محفزا محركا من اجل التشبث بهذا الضوء من الأمل .. سنوات طويلة بل أطول من طويلة ، كانت تحفر في العمر حفرا مفردات الغربة والتشرد واللجوء ليكون الإصرار أشدّ والأمل أقوى والتصميم أعلى .. كل ّ لحظة من لحظات اللجوء والغربة والابتعاد عن الحياة الطبيعية في أرضنا ووطننا وبيوتنا حركت وتحرك ولـَعَنا لتزيد في لهيبه حتى صار الحنين جزءا طبيعيا من ملامح وصفات الإنسان الفلسطيني .. ومن عايش معايشة القرب أهلنا وأحبابنا الذين عرفوا الوطن ولادة وحياة وواقعا ، وقرأ في عيونهم قراءة معمقة لا بدّ أن يحس بتلك الغصّة في الحلوق ، والنار في الصدور .. هؤلاء ذاقوا الأمرّين جرّاء إبعادهم عن الأوطان فكانوا ميلاد الثورة ومشعليها والمصرين على بذل الدم وكل شيء من اجل الرجوع إلى وطن الذكرى والآباء والأجداد .. هؤلاء هم من سقونا الأمل وعلمونا بل حفروا فينا تقاسيم وحب الوطن ، فكان الفلسطيني جيلا بعد جيل ، حبا لا يذوي وعشقا لا ينتهي وهياما لا يضْمُرُ لحبيبة رائعة اسمها فلسطين ..
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس