عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 08 / 2009, 31 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

النقد الأدبي والحقيقة!!

[align=justify]
تلك هي مصيبة أدبائنا ومبدعينا وفنانينا، وتلك هي أمراضهم العضال، إنهم لايحبون سماع الحقيقة!! ولايريدون من النقد الفني أو الأدبي، إلا كيل المديح وصب كل ألوان الإعجاب، وإلا فلا داعي للنقد ولاداعي لنشر كل مايمس إبداعاتهم بكلمة واحدة تقول الحقيقة.. وقد نسأل لماذا؟؟ لنجد الجواب في أن تضخم الذات عندنا صار مرضاً لانستطيع الفكاك منه، فكل واحد، ودون مقدمات يصير الشاعر الأول، والقاص المحلق، والروائي الفذ، والمسرحي العظيم، ويستطيع هكذا بلعبة من اللعب أن ينال من الجوائز مالم ينله نجيب محفوظ!! وحين تسأل عن الإنجازات الأدبية العظيمة التي أوصلته إلى كل هذا، ينظر إليك باستغراب واستعلاء، كونك لاتعرف قيمة الأدباء المميزين من النظرة الأولى، ومن اللفتة الأولى، ومن النقطة الأولى في سطر إبداعه!!..
ماذا يحدث إذا أراد ناقد ما من عباد الله أن يقول لنا بصريح العبارة إن كتاباتنا لاتعجبه.. هل ستحدث هزة أرضية.. هل سيحدث زلزال؟؟ هل ستتغير ملامحنا في المرآة؟؟!! ثم هل هناك أدب كامل، أو إبداع وصل إلى القمة في كل شيء؟؟ لماذا لانؤمن بأننا نسير في طريق طويل، وأننا مع كل خطوة نضيف جديداً إلى القديم، وأن مانضيفه قد يكون جيداً وقد لايكون.. فالمبدع لايستطيع أن يكون في صعود دائم، ولايستطيع وإن بذل مابذل من جهد الوصول إلى القمة.. لأن الوصول إلى القمة مقتل كل مبدع مهما كبر وعظم.. إذ ماذا بعد القمة.. وأين الطموح والأمل وحب التجديد.. إن التقدم خطوة واحدة يعني الكثير، ولاداعي لأن نقطع كل المسافات من خلال كتاب واحد أو كتابين أو خمسين كتاباً.. فالرحلة أطول من طويلة، والعمر أقصر من قصير!!..
حين تتحدث إلى المبدعين الكبار تشعر فعلاً أن التواضع أس الأدب الجميل، وأن الانحناء الشامخ دليل الامتلاء، وأن «الأنا» لاتهتم كثيراً بالأمور الصغيرة بل تتركها تمر مرور الكرام.. وتشعر أن هؤلاء المبدعين ـ وللحق ـ لايحبون كثيراً أن تأخذ في مدحهم الذي يستحقونه بطبيعة الحال، أذكر من هؤلاء الذين عرفتهم وخبرتهم ورأيت فيهم مثل هذه الخصال: يوسف اليوسف، سميح القاسم، د. علي عقلة عرسان، عبد المعين الملوحي، د. عبد السلام العجيلي، يوسف الخطيب، حفظهم الله.. وأذكر من الراحلين: د. بديع حقي، سعد صائب، جلال فارق الشريف، نصري الجوزي، عبد الوهاب البياتي، حسن البحيري، عبد الكريم الكرمي.. وقد تطول القائمة.. طبعاً لاأحد ينكر أن كل مبدع بحاجة إلى وردة حب، وردة تكريم، وردة إعجاب، كل ذلك صحيح، لكن مثل هؤلاء لايشعرونك بالاستعلاء الأجوف، ولايسعون بأي شكل من الأشكال إلى أن تمدحهم، بل هم أكثر الناس سعادة حين تشير إلى أي خطأ عندهم، وترى أن الواحد منهم يشكرك إذا قلت له إنك أخطأت هنا وكنت مصيباً بطبيعة الحال.. وليت المجال يتاح في قادم الأيام، لأتحدث عن ذكرياتي مع كل واحد منهم، وعن تواضعهم الشامخ الذي يذكرك دائماً بأروع الأشجار وأحلى الثمر..
مثل هؤلاء أمسكوا القلم منذ البداية وكانت الحقيقة غايتهم ومبتغاهم وهدفهم.. لم يكونوا من الباحثين عن الشهرة وإن على ظهر قصيدة واحدة.. لم يكونوا من اللاهثين خلف الارتفاع في الهواء وإن كانوا مجرد فقاعات.. ابتعدوا تماماً عن الشهرة الفارغة المفرغة من معناها، ابتعدوا عن الانتفاخ الأجوف الذي لايفيد أدبهم في شيء.. كل واحد منهم كان دأبه الكتابة بحرف من نور ونار وخضار، لذلك كانت كلماتهم ومازالت، معجونة بالكثير من العطاء الرائع المبدع القادر على الصمود في وجه الرياح والزوابع، خاصة حين يحاول البعض ممن لايملكون الموهبة تشويه هذه القمم بكلام فارغ لايعبر إلا عن صاحبه..
النقد الأدبي حاجة لإيجاد أدب حقيقي، فهؤلاء الذين ذكرت، وهم ممن عرفت، ومثلهم كثيرون طبعاً ممن لم أعرفهم معرفة شخصية، يبحثون عن الحقيقة التي تنبههم إلى مواطئ أقدامهم، ولايهم الواحد منهم أن تأتي هذه الحقيقة من صغير أو كبير، إذ الأهم أن تشير إلى الخطأ، وأن يقوم الواحد منهم بتلافي هذا الخطأ.. آه كم في الذاكرة من صور رائعة عن هؤلاء، وليتني أستطيع تقديم صور نابضة بالحياة عن هذه القمم الإبداعية والأدبية، الصادقة في كتابتها وتعاملها مع الناس.. عندها ربما يدرك هؤلاء الذين مازالوا في أول الطريق وتكاد الأرض لاتحمل واحدهم، أن العظمة في كل إبداع، وكل أدب، وفن، وثقافة، إنما تكمن في أن يكون صاحبها كبيراً بأدبه وشخصه وبصمته، عندها يكون الإبداع شجراً حقيقياً حلو الثمر..

[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس